يترقب العالم ومعه المنطقة العربية الضربة الأميركية المحتملة التي ستستهدف النظام السوري، في الوقت الذي يحيط فيه الغموض بمستقبل الاقتصاد السوري، مع شيوع التوقعات بانهيار العملة السورية أو تدهور سعر صرفها على الأقل في اليوم الأول لبدء الضربات العسكرية الأميركية لسورية.

Ad

وقال عاملون في سوق الصرافة وتداول العملات بالأردن لـ«العربية نت» إن العديد من محلات الصرافة توقفت عن شراء العملة السورية منذ أيام، أو توقفت عن شراء كميات كبيرة منها، وذلك تحسباً لتدهور سعر صرفها فور الضربة الأميركية.

وأشار أحد العاملين في محلات الصرافة إلى أن أعداد الذين يحاولون التخلص من الليرة السورية تزيد عن أعداد من يشترونها، مشيراً إلى أن من يشترون الليرة حالياً هم من يسافرون إلى سورية ولا يشترون إلا كميات قليلة جداً لسد حاجتهم خلال تواجدهم داخل الأراضي السورية.

 

هبوط حاد

 

ويتوقع محللون ماليون واقتصاديون أن تسجل العملة السورية هبوطاً حاداً جديداً في حال تم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، إلا أن محللاً اقتصادياً أكد لـ»العربية نت» أنه في حال انتهت الضربة الأميركية إلى ترجيح كفة الجيش السوري الحر والمقاومة السورية فإن الليرة ستعاود الانتعاش لأن استقراراً اقتصادياً سيلوح في الأفق.

وسجلت الليرة السورية هبوطاً كبيراً منذ بدأت الثورة السورية قبل أكثر من عامين ونصف، حيث فقدت 78 في المئة من قيمتها خلال العامين ونصف، بينما هبطت بأكثر من 37 في المئة خلال الأيام القليلة الماضية التي دار فيها الحديث عن الضربة الأميركية لنظام الأسد.

وبلغت الليرة السورية مستويات قياسية متدنية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تجاوز الدولار الأميركي الـ250 ليرة، مقابل نحو 50 ليرة فقط قبل بدء الأحداث في سورية في شهر مارس 2011.

وقال المحلل المالي ورئيس قسم تداولات الشرق الأوسط في «ساكسو بنك» ياسر الرواشدة ان الضربة الأميركية المفترضة سوف تؤدي الى مزيد من الهبوط في الليرة السورية، كما ستؤدي الى مزيد من الاشكالات الاقتصادية للنظام السوري.

وقال الرواشدة لـ«العربية نت»: «لا أرى أي امكانية لأن تعاود الليرة السورية الارتفاع، كل الاحتمالات تشير الى أنها ستسجل مزيداً من الانخفاض، لكننا لا نستطيع التنبؤ بحجم الهبوط الذي سيتم تسجيله، حيث يعتمد الأمر على الضربة الأميركية وعلى طبيعتها وحجمها ومدتها».

 

الانعكاس الاقتصادي

 

ويتفق مع الرواشدة المحلل الاقتصادي السعودي محمد العمران الذي قال لـ»العربية نت» ان الانعكاس الاقتصادي، والأثر على الليرة السورية يظل رهنا بالضربة العسكرية ذاتها وبنتائجها السياسية، مشيراً الى أن الليرة ستنخفض بكل تأكيد مع بدء الضربة العسكرية لكن هذه الضربة اذا نجحت في تغيير موازين القوى لصالح الجيش السوري الحر والمقاومة السورية فان الليرة ستعاود الارتفاع والاقتصاد سيعاود التعافي التدريجي.

ويرى كل من الرواشدة والعمران ان الاقتصاد الايراني سيتأثر هو الآخر بالضربة الأميركية على سورية، وسوف يتحمل الكثير من الأعباء، خاصة في حال استمرت الضربة العسكرية الأميركية لمدة طويلة أو توسعت نحو مساحات جغرافية أكبر.