خشية البطالة... مخرجو السينما إلى الإعلانات

نشر في 15-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 15-04-2013 | 00:01
من الإخراج السينمائي إلى التدريس الجامعي وتصوير الإعلانات وإخراج المسلسلات... هذه حال المخرجين السينمائيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة عاطلين عن العمل بسبب كساد سوق الأفلام فاضطروا إلى البحث عن بدائل تضمن لهم دخلاً.
اختار أحمد عوض وعلي بدرخان وغيرهما التدريس، فيما اتجه سعد هنداوي وخيري بشارة إلى الدراما التلفزيونيّة، محمد أبو سيف وشريف عرفة ومحمد حمدي وعادل أديب إلى تصوير الإعلانات.

رغم أن أعمالا سينمائية عرضت عليه إلا أن عادل أديب رفضها لأنها غير مناسبة، مشيراً إلى أن تصوير الإعلانات أفضل من التنازل وتقديم أعمال سينمائية دون المستوى، وهو أمر لم يفعله طيلة مسيرته السينمائية، لذلك يصوّر الإعلانات لتأمين دخل يغنيه عن قبول مشاريع لا يرضى بها،  إلا أنه يحرص على الاختيار بمعنى أنه لا يقبل أي إعلان إلا إذا تميّز بفكرة جديدة غير تقليدية.

وسيلة جيدة للدخل

لا يرى محمد أبو سيف عيباً في تصوير الإعلانات، موضحاً «أن كبار مخرجي السينما في العالم يخوضون مجال إخراج الإعلانات، ويستطيع المخرج المتميز وضع بصمته على الإعلانات التي يقدمها، لأنه غالباً ما تتوافر له إمكانات ضروريّة لتصوير عمل جيد».

يضيف أن الإعلان يتميز بإيقاع سريع، وبأن تصويره يستغرق يوماً أو يومين، بدل أسابيع أو أشهر وهي فترة تستغرقها الأفلام والمسلسلات، ما يتيح للمخرج فرصة الاستمتاع بعمل سريع.

بدوره يوضح محمد حمدي أن العمل في الإعلانات أمر ممتع، كونه فرصة لاكتشاف طرق جديدة في التصوير والإخراج لا تتيحها الأعمال السينمائية، مشيراً إلى أنها وسيلة جيدة للحصول على دخل.

يضيف أن على المخرج التدقيق في اختيار الإعلانات التي ينفذها، كي  لا يقدم أعمالا رخيصة أو مبتذلة تؤثر في تاريخه. حول عدم وضع اسمه على الإعلانات التي ينفذها، يؤكد حمدي أن هذا الشكل متعارف عليه في تقديم الإعلانات في مصر.

رغم عدم خوضه تجربة إخراج الإعلانات، إلا أن سعد هنداوي يؤكد أنه لن يتردد في السير في هذا المجال، إذا عرضت عليه إعلانات متميزة ومختلفة وغير تقليدية، مشيراً إلى أن هذا المجال يتطور بسرعة في العالم، وعلى المخرجين المصريين مواكبة هذا التطور، وهو أمر لا يعيب المخرج كونه أحد مجالات الإبداع مثل السينما والتلفزيون.

في المقابل، يؤكد مجدي أحمد علي أنه لا يفكر في إخراج إعلانات تلفزيونية، حتى لو ظل سنوات من دون عمل، «لأنها مجرد عمل تجاري بحت، يختلف إيقاعها عن إيقاع الدراما التلفزيونية أو السينمائية، لذلك لا تضيف إلى خبرة المخرج كونه لا يهتم إلا بالشكل البصري الذي يجذب المشاهد ويخضع لرغبات المنتج أو صاحب السلعة، وقد يؤكد على ميزات في السلعة مع علمه أنها ليست موجودة أصلا، ما يعد خداعاً للمشاهد»، لافتاً إلى أن المخرجين يقبلون على إخراج الإعلانات بهدف العائد المادي فحسب.

فن متطوّر

لا يرى الناقد يعقوب وهبي عيباً في إقدام المخرجين السينمائيين على إخراج الإعلانات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها السينما المصرية، خصوصاً بعد عزوف المنتجين عن الإنتاج خشية المغامرة بأموالهم، لا سيما أن المخرجين يمكن أن يتميزوا من خلال تقديم إعلانات تختلف عن الأشكال السائدة.

كذلك يعتبر الناقد صبحي شفيق أن تنفيذ المخرجين الإعلانات يزيدهم ثراء ويرفع مستوى الإعلانات، موضحاً أن المتابع للإعلانات في الفترة الأخيرة يلاحظ أن مستواها اختلف، وباتت تحتوي على أفكار جديدة تختلف عن الإعلانات التقليدية التي كانت سائدة.

يضيف أن المخرج الذي لا يجد فرصته في الإخراج السينمائي بسبب ظروف إنتاجية تمر بها السينما المصرية، يبحث عن وسائل لإشباع رغباته في الإخراج، سواء من خلال الدراما أو الإعلانات التي أصبحت فناً متطوراً على مستوى العالم.  

back to top