موسم 2012 السينمائي: الكوميديا تتصدّر الإيرادات كالعادة
اختلفت الآراء في تقييم موسم 2012 السينمائي، ففيما اعتبره البعض امتداداً للسنوات السابقة ولم يحمل جديداً بل على العكس تراجع مستوى الأفلام فيه وسار بعض النجوم من فشل إلى آخر، أكد البعض الآخر أن أفلاماً جيدة عرضت في هذا الموسم ولو أنها أقل عدداً من الأفلام الهابطة، آخذاً في الاعتبار الأحداث التي تعصف على الساحة السياسية والقرصنة التي تتعرض لها الأفلام.
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن موسم 2012 السينمائي لا يختلف عن المواسم السابقة، فقد سيطرت عليه الأفلام الكوميدية وتصدرت الإيرادات كالعادة بفيلمي «إكس لارج» و»تيتة رهيبة»، وشاركهما في قمة الإيرادات «عبده موتة».تتابع: «ينتمي فيلم «عبده موتة» إلى نوعية أفلام السبكي ذات القيمة المنحطة والتي لا تعبر الإيرادات العالية عن جودتها، من هنا نجاحه والإيرادات التي حققها لن يجعلا من محمد رمضان نجماً، فالمشاهد التي قدمها في فيلم «ساعة ونص» أهم من الأفلام التي قدّمها هذا العام وهي: «الألماني، حصل خير، عبده موتة».
تضيف ماجدة: «لم يلفتني في هذا الموسم سوى عودة يسري نصر الله إلى السينما بعد غياب بأول فيلم عن الثورة، لكنه كان صادماً إذ تبنى وجهة نظر أعداء الثورة، وقدم طرحاً لم نتوقعه من فنان شارك في الثورة منذ بدايتها».وعن عودة البطولات النسائية هذا العام ممثلة بياسمين عبد العزيز وفيفي عبده، تؤكد ماجدة أن مشكلة تواجه جيل منى زكي وياسمين، فقد تعدتا مرحلة البنت المراهقة ودخلتا مرحلة المرأة الناضجة، مع ذلك لم تؤديا أي دور يحمل ثقلا فنياً، واكتفتا بالدور السنيد للبطل الرجل في كلتا المرحلتين.تشير خير الله إلى أنه «لم يعد مقبولاً أن تظهر ياسمين مع الأطفال وتتبادل معهم الضرب والركل، فبعد فترة يصبح أداء هذه الأدوار بمثابة انتحار فني، في حين أن نجمات زمن الفن الجميل مثل فاتن حمامة وسعاد حسني أدين أدواراً في كل مرحلة عمرية. على عكس هذا الجيل الذي فشل في تحقيق أي تاريخ، ونجوميته هشة وضعيفة».تتابع: «في هذا الموسم قدّم أحمد السبكي اعتذاراً للجمهور عن الأعمال الهابطة التي يقدّمها من خلال «ساعة ونص» الذي يعدّ أفضل أفلام هذا الموسم مع «إكس لارج»، وهو بمثابة إعادة اكتشاف لوائل إحسان كمخرج بعد أفلام ضعيفة قدمها مع هنيدي ومحمد سعد». في المقابل، توضح خير الله أن أحمد حلمي يقدم كوميديا راقية تنبض بحالة إنسانية، ما يجعل أفلامه تعيش وتبقى على عكس الأفلام التي تعتمد على النكتة والتي لا يمكن مشاهدتها مرتين.اختفاء أحمد مكي بعد دوره في فيلم «سيما علي بابا» لإعادة ترتيب أوراقه خطوة جيدة، بحسب ماجدة خير الله، التي تتمنى أن يفعل الأمر نفسه محمد سعد المصرّ على الفشل.الجيد لم يعرضيؤكد الناقد نادر عدلي أن الموسم الحالي أنتج 27 فيلماً مقابل 25 فيلماً للموسم السابق، «لكن اللافت أن أفلام «الشتا اللي فات» و»عشم» و»الخروج للنهار» لم تعرض مع أنها جيدة وحققت نجاحاً وحصدت جوائز في أكثر من مهرجان، وهي تنتمي إلى نوعية الأفلام المنخفضة الكلفة أو السينما المستقلة، كما يطلق عليها، والتي تشكل مستقبل السينما والخروج من أزمتها الحالية، والحل الأمثل للارتفاع غير المبرر لأجور النجوم».يلاحظ عدلي أن هذه الأفلام رغم جودتها لم تستطع التواصل مع الجمهور لأنها تفتقد إلى لغة الحوار واهتمت بالقيمة والمضمون، في حين لم تراع الذوق العام. ويضي: «يعدّ «ساعة ونص» الأفضل هذا العام، كذلك شهد هذا الموسم محاولة هنيدي العودة إلى سابق عهده في «تيتة رهيبة» ولكن العودة كانت ضعيفة. يكفي أنه يحاول في حين يصرّ سعد على إفشال نفسه». وعن البطولات النسائية، يرى عدلي أنها كانت سيئة، بداية من «جيم أوفر» حتى «الآنسة مامي» و»مهمة في فيلم قديم»، إذ كانت ياسمين ضعيفة ومكررة وإن كانت تجربتها أفضل من تجربتي فيفي عبده ويسرا. تشابه ورتابةتوضح الناقدة ماجدة موريس أن الأفلام في السنوات العشر الأخيرة تتشابه بين كوميدية تتصدر الإيرادات وشعبية وأغان هابطة، «من كل موسم نخرج بفيلم أو اثنين على الأكثر يتمتّعان بمستوى جيد، الأمر نفسه حدث هذا الموسم أيضاً، إذ تصدرت إيرادات «إكس لارج» و»تيتة رهيبة» ومعهما «عبده موتة»، وكان «ساعة ونص» الأفضل».تضيف ماجدة: «أثرت الاضطربات السياسية بشكل غير مباشر على السينما، فغاب الجمهور نتيجة الانفلات الأمني والانشغال بمتابعة الأحداث، ورغم أننا في أجواء الثورة إلا أن الفيلم السياسي غاب بينما عرض في العام الماضي أكثر من فيلم».تعزو موريس السبب إلى أن «الثورة كانت في قمة النجاح ويفتخر الجميع بها ويحاول السينمائيون التقرب منها عبر ادعاء الثورية وتحقيق إيرادات نتيجة فرحة الجمهور بها، لكن هذا العام تعرّضت الثورة للانكسار فتبرأ السينمائيون منها، بالإضافة إلى تعرّض أكثر من فنان للهجوم، حتى «بعد الموقعة» تناولها من وجهة نظر عكسية وهاجمها».عن تحقيق «عبده موتة» إيرادات مرتفعة توضح ماجدة أن هذا أمر طبيعي لاختلاف رواد السينما عن الفترة الماضية وتغير تركيبة المجتمع، وقد أدى ذلك إلى انتقال السينما من الجامعة أو الشواطئ إلى العشوائيات وعالم المخدرات والبلطجة، كون رواد السينما من الطبقة نفسها ولا بد من أن يجدوا من يشبههم على الشاشة.بدورها تشير الناقدة خيرية البشلاوي إلى أن «عبده موتة» أهم فيلم هذا العام ويمثل عودة البطل الشعبي إلى السينما بعدما افتقدته لسنوات، «حتى وإن كان المستوى الفني ضعيفاً ولكنه يمثل شريحة من المجتمع وجدت نفسها في هذا الفيلم، لذا أقبلت عليه».عن غياب الفيلم السياسي رغم الأحداث الحالية توضح البشلاوي أن «السينمائيين فضلوا الاتجاه إلى الكوميديا والحركة خوفاً من عزوف الجمهور عن السينما، فيما الأخير يريد فيلماً حقيقياً وواقعياً بدليل تحقيق «ساعة ونص» إيرادات مرضية رغم أحداثه التي يعتبرها البعض سوداء ومليئة بالشجن».موسم جيديرى متحدث «الشركة العربية» الإعلامي عبد الجليل حسن أن الموسم السينمائي الحالي جيد نظراً إلى الأحداث التي تمر بها البلاد والتي انعكست على الصناعة كلها.ويضيف أن قرصنة الأفلام الجديدة استمرت، والجديد هذا العام قرصنة القنوات الفضائية للأفلام وعرضها أفلاماً ما زالت تعرض في دور العرض، ما كبّد شركات الإنتاج خسائر في ظل غياب واضح للدولة وعدم تصدّيها لهذه القرصنة.