«بلاك بلوك»... حصان الثورة الجديد
بعضهم يتبنى أفكاراً شيوعية... وآخرون يؤسسون «حرساً ثورياً»
مع تصاعد الأحداث السياسية والميدانية في الشارع المصري، أمس الأول بالتزامن مع الذكرى الثانية لثورة 25 يناير 2011، ظهرت مجموعات شبابية تسمي نفسها «بلاك بلوك» أو «الكتلة السوداء» تتبنى أفكاراً فوضوية، مهددين، عبر بيانات، باستهداف شخصيات تنتمي إلى التيار الإسلامي، وكذا التلويح بحرق مقار الجماعات الإسلامية للإخوان والسلفيين.ورغم أن عدد «البلاك بلوك» في مصر يقدر بنحو 10 آلاف شاب يرتدون الأقنعة والملابس السوداء، بحسب تأكيد عناصر منهم لـ«الجريدة»، فإن الشارع المصري لم يلتفت إليهم ظناً أنهم مجرد جماعات وهمية، لكن دورهم في إثارة الشغب مع قوات الأمن يوم (الخميس) الماضي أكد وجودهم فعلياً على الأرض، إذ نجحوا ضمن متظاهرين في تعطيل مترو الأنفاق، وإصابة حركة السير بالشلل التام، وحاولوا اقتحام مبنى الإذاعة والتليفزيون الرسمي بوسط العاصمة، كما ظهرت أعداد كبيرة منهم في ميدان التحرير أمس الأول (الجمعة).
وفي حين تردد أن «البلاك بلوك» قد يكونون جزءاً من مجموعات الألتراس وروابط التشجيع الرياضي، نفى ميدو عبدالرحمن أحد عناصر «البلاك لوك» انتماءهم تنظيمياً إلى الألتراس، وقال في تصريحات لـ«الجريدة» إنهم يتواصلون عبر صفحة تحمل اسمهم على موقع «فيسبوك» وتضم في عضويتها نحو 10 آلاف شاب، ويعتمدون على هذه الصفحة في التواصل بينهم، وترتيب إجراءات التحرك ميدانياً، موضحاً اتباعهم فكر الحركات الشيوعية المناهضة لتسلط المؤسسات الأمنية، وتجار الدين من جماعات الإسلام السياسي.من جانبها، أكدت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن ترصد جماعة «البلاك بلوك» منذ نحو ستة أشهر، وينتمي إليها أعضاء من حركتي «6 أبريل» و«كفاية» ومجموعات الألتراس وبعض الأحزاب السياسية، وأن وزارة الداخلية لديها معلومات كافية عن هذه الحركة، وستبدأ التعامل معها.في سياق متصل، أكد «تحالف إنقاذ الثورة» تشكيله حرساً ثورياً لمواجهة الاعتداءات المتكررة من ميليشيات الجماعات الإسلامية على المتظاهرين والمعتصمين السلميين، وأشار محمد عثمان عضو تحالف إنقاذ الثورة أن فكرة الحرس الثوري المصري نشأت رداً على العنف الذي تمارسه جماعة «الإخوان المسلمين»، وأنصار المرشح الرئاسي المستبعد حازم أبو إسماعيل.