مالت الكفة في واشنطن نحو التضامن الكبير في الكونغرس مع طلب اوباما الموافقة على معاقبة نظام الأسد بضربة عسكرية، ما يسمح للرئيس الأميركي بالمغادرة الى قمة العشرين في روسيا مسلحاً بموقف قوي.

Ad

ارتفعت أمس أسهم الضربة الأميركية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في واشنطن، بعد أن حاز الرئيس الأميركي باراك أوباما دعماً ثميناً من أعضاء جمهوريين نافذين، بينهم رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بونر، وعضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان النافذان جون ماكين وليندسي غراهام، إلى جانب الدعم الذي تلقاه من كبار الأعضاء الديمقراطيين.

ويبدو أن الجهود المكثفة التي قامت بها إدارة أوباما أثمرت بسرعة غير متوقعة، وبدا الرئيس واثقاً جداً بتمرير التصويت في مجلسي الشيوخ والنواب، وذلك في كلمةٍ ألقاها خلال لقائه أمس قادة الكونغرس من الحزبين في البيت الأبيض قبل سفره للمشاركة في قمة الدول العشرين في موسكو.

وشدد أوباما في كلمته على ضرورة محاسبة الأسد لانتهاكه الأعراف الدولية باستخدامه أسلحة كيماوية، مشيراً إلى أن "ذلك يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي في الولايات المتحدة والمنطقة". وتعهد الرئيس الأميركي بتحسين المساعدات الأميركية للمعارضة السورية، مجدداً تأكيده أن الضربة على سورية ستكون "محدودة"، ولا تتطلب نشر قوات على الأرض "فهذه ليست العراق وهذه ليست أفغانستان".

وكان السناتور ماكين أبرز المتحمسين لضرب الأسد، والذي زار مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية شمال سورية، قال إثر لقائه أوباما أمس الأول، إن "الإدارة بصدد إعداد خطة صلبة لتعزيز المعارضة السورية"، مشيراً إلى أنه أصبح لديه "أسباب جيدة للاعتقاد بأنه سيتم توجيه ضربات جدية جداً وليست تجميلية" للنظام السوري.

في السياق، شهدت بورصات الخليج أمس تراجعات حادة على خلفية تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد البلبلة التي حدثت إثر رصد موسكو "جسمين بالستيين" في البحر المتوسط، وتبين لاحقاً أن الحادث عبارة عن تجربة صاروخية إسرائيلية - أميركية.

وهوت البورصات الخليجية بنسبة فاقت الـ5 في المئة، بعد تسجيلها في وقت سابق بعض المكاسب، ومن ثم عاد السوق ليقلص خسائره إلى 3.7 في المئة مع الإقفال. وخسر سوق الأسهم السعودية 1.29 في المئة بعد أن كان رابحاً 0.3 في المئة، وانخفض سوق أبوظبي للأوراق المالية 1.8 في المئة، كما شملت الخسائر أسواق الكويت بنسبة 1.73 في المئة وقطر 0.85 في المئة ومسقط 0.54 في المئة والبحرين 0.36 في المئة.

وبعد نفي الجيش الإسرائيلي قيامه بإطلاق أي صواريخ، عادت وزارة الدفاع الإسرائيلية لتؤكد أن ما رصدته موسكو هو عبارة عن تجربة ناجحة لصاروخ رادار من طراز انكور، مؤكدة أن الصاروخ أطلق من البحر المتوسط وتم توجيهه من قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التجربة كانت مقررة سابقاً ولا علاقة لها بالضربة المحتملة على سورية.

وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أوروبا إلى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، مشدداً على ضرورة الرد على "المجزرة الكيماوية"، ومؤكداً أن تهديدات الأسد بتفجير الشرق الأوسط واعتبار فرنسا عدوة ستجعله أكثر إصراراً على معاقبته.

ولم يستبعد وزير العلاقات مع البرلمان الفرنسي الان فيدالييس أمس تلبية هولاند طلب المعارضة الملح بطرح المشاركة الفرنسية في توجيه ضربة لسورية على التصويت في البرلمان، إلا أنه أكد أن ذلك لن يحدث إلا بعد تصويت الكونغرس الأميركي.

(واشنطن، القدس، الكويت، موسكو - أ ف ب، كونا،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)