الدارسون في «أميركا» لـ الجريدة.: الغربة مشكلتنا والراتب لا يكفي

اتفق مجموعة من الدارسين في الولايات المتحدة على غلاء المعيشة هناك، وأن المخصصات المالية لا تكفيهم، رغم أن هناك تفاوتاً نسبياً في هذا الغلاء من ولاية لأخرى.

اختار المبتعثون الكويتيون للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية أن يكونوا سفراء لبلادهم، مبتعدين عن جامعة الكويت وشعبها المغلقة وتخصصاتها المحدودة، غير أن مهمتهم لم تسر على ما يرام، إذ باتوا يشتكون الغربة، وأن إحساسهم بها بات أكبر عقبة أمامهم، بينما رأى آخرون أن الغلاء المعيشي يقودهم إلى التفكير في العودة، نظراً لتحمل أهاليهم ما هو فوق طاقاتهم.

وقال الطلبة لـ"الجريدة" إن إيجاد الشقق المناسبة بالإيجار المعتدل أصبح من المستحيلات، مبينين أن عمل السفارة الكويتية في الولايات المتحدة بدأ في التحسن، وإلى التفاصيل:

بداية، قال الطالب خالد الطراروة إن أبرز المشاكل في دراسته هي المواد الأدبية، فهي صعبة جداً بالنسبة إلى الطالب الأجنبي، مضيفاً أن الأسعار في ولاية أوهايو في تصاعد نظراً للكوارث الطبيعية، والأحداث الجارية في البلاد، بحيث لا يعود راتب الطالب كافياً في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن أسعار السكن غالباً ما تكون خارج اطار المعقول.

وأشارت الطالبة جمانة مندني إلى أن المشاكل التي تواجهها في الخارج ترجع إلى اختلاف الثقافات، ما يمكن أن يسبب بعض "الحزازيات"، مؤكدة أنها اختارت الغربة رغم مصاعبها هربا من جامعة الكويت التي تعاني عجزا في مقاعدها الدراسية، مشيدة بدور السفارة الكويتية الذي بدأ في التحسن.

وأكد الطالب سيد أحمد السيد أن رواتب الطلبة لا تناسب الغلاء المعيشي في أميركا، حيث أشار إلى أن بعض الولايات مثل كاليفورنيا تعاني من جنون الأسعار، وأغلب الطلبة الدارسين فيها أصبحوا حملاً على أهاليهم، في حين توجد ولايات يزيد فيها الراتب على حاجة الطالب.

أول مبتعثة

وذكرت الطالبة بتول محمد أن أكبر المشاكل التي واجهتها في دراستها في الولايات هو عدم وجود عدد كبير من الطالبات الكويتيات الدارسات هناك، خاصة في ولاية "كليفلاند – أوهايو"، حيث إنها أول طالبة مبتعثة هناك.

وقال الطالب عبدالعزيز الخرس إن أبرز المشاكل التي واجهها هو التعامل مع أساتذة لم يسبق لهم تدريس طلبة أجانب، إلى جانب صعوبة الاحتفال بالمناسبات الخاصة بالمسلمين، بسبب ضغوطات الدراسة وتضاربها مع أوقات الامتحانات، لافتاً إلى أن الرواتب تتناسب مع ما يعيشونه من ارتفاع الأسعار، خاصة أن هناك بدلاً للملابس والكتب بداية كل عام، إلى جانب بعض الحوافز المادية للطلبة.

وفي حين اختصرت مها معرفي المشاكل التي تواجهها في صعوبة الدراسة في بعض الأحيان، خاصة أنها تختلف عما سبق لها دراسته في الكويت، قال الطالب عبدالله المنديل إن البعد عن الأهل والأصدقاء من أقسى العقبات التي يضطر الطالب أن يواجهها ويتعداها، إلى جانب أن بعض المواد المشتركة وخاصة الأدبية تصعب على الطلبة.

 وذكرت الطالبة فاطمة الشطي أن الضرائب والإيجارات تستولي على راتب الطالب كله، حيث إن أسعار الشقق قد تصل إلى 2000 دولار، وراتب الطالب لا يتجاوز 2200 دولار.