الكويت... شارع 101!
مشكلة شارع 101 الرئيسة لم تكن في حجمه أو طريقة تخطيطه في واقع الأمر، إنما في وجود كل هذه المرافق فيه وكذلك حركة الشاحنات السائبة عبره طوال الوقت بلا تنظيم، ولهذا فالحل الصائب يجب أن ينطلق من هنا، فإن كان يتعذر نقل مواقع المدارس فلا بد على الأقل من نقل محطة المياه بعيداً عن هذا الشارع الحيوي،
هناك نكتة إدارية ظريفة تقول إنه في إحدى المدن الصغيرة كانت توجد حفرة قديمة جداً في منتصف أحد الطرق المزدحمة، وكان المارة يسقطون فيها بشكل متكرر، فيصابون وتتضاعف إصاباتهم لتأخر وصول سيارة الإسعاف دائماً لنقلهم إلى المستشفى البعيد نسبياً، مما استدعى اجتماعاً عاجلاً لمجلس بلدية المدينة للنظر في الأمر. ودار في المجلس نقاش طويل، فاقترح البعض أن يتم بناء مستشفى جديد بجانب الحفرة لسرعة إسعاف المصابين، واقترح بعض آخر وخفضاً للتكاليف أن توضع سيارة إسعاف بشكل دائم بجانب الحفرة، واقترح آخرون وضع علامات إرشادية وتحذيرية حول الحفرة، ولكن استقر الرأي في النهاية على الاقتراح بأن يتم ردم الحفرة وحفرها من جديد بجانب المستشفى!
تذكرت هذه القصة الإدارية الظريفة وأنا أشاهد ما يجري منذ فترة طويلة في شارع 101 في منطقة المنقف "العامرة"، والذي هو في الحقيقة كناية عما يجري في الكويت "المجيدة" على مختلف مستوياتها منذ عقود!شارع 101 هو الشارع الرئيسي في منطقة المنقف وهو لذلك شارع مزدحم بطبيعة الحال، وطوال السنوات الماضية والناس تشكو من هذه المشكلة الخانقة جداً خصوصاً في بداية يوم العمل وفي نهايته، وكذلك في فترة ما بعد الظهر إلى المساء. ومنذ أشهر بدأت وزارة الأشغال بعمل تغييرات كبيرة في مخطط الشارع حيث جرى تشييد عدة دوارات وإغلاق بعض الفتحات وعمل بعض التوسعة، لكن المضحك في المسألة أن هذه التغييرات لم ولن تغير من أصل المشكلة شيئا، لأن أصل المشكلة يكمن في أن هذا الشارع فيه عدة مدارس وجمعية تعاونية وعدة بقالات شيدت في مواقع سيئة جداً بالإضافة إلى مضخة للمياه ومحطة للمطافئ. هذه المرافق هي سبب المشكلة في الأساس، بالإضافة إلى أن مرور شاحنات "تناكر" المياه وهي البطيئة جدا في حركتها يؤدي إلى تكامل أركان هذه المشكلة المرورية، والظريف المحزن في المسألة أن مسجداً جامعاً يجري بناؤه حالياً على جانب نفس هذا الشارع وهو الأمر الذي ينذر بزيادة المشكلة أكثر في ظل أن المصلين، وهذا شيء نشاهده دوما، لن يتورعوا عن إيقاف سياراتهم بأي شكل وطريقة كانت على جوانب شارع 101 في أوقات الصلاة بذريعة أنهم يريدون اللحاق بالصلاة، ولن يتجرأ أحد على منعهم أو مخالفتهم كالعادة.مشكلة شارع 101 الرئيسة لم تكن في حجمه أو طريقة تخطيطه في واقع الأمر، إنما في وجود كل هذه المرافق فيه وكذلك حركة الشاحنات السائبة عبره طوال الوقت بلا تنظيم، ولهذا فالحل الصائب يجب أن ينطلق من هنا، فإن كان يتعذر نقل مواقع المدارس فلا بد على الأقل من نقل محطة المياه بعيداً عن هذا الشارع الحيوي، وكذلك نقل محطة المطافئ إلى حيث يسهل خروج ودخول عربات المطافئ عند الحاجة، ولابد أيضا من تنظيم حركة الشاحنات في الشارع ومنعها من دخوله في أوقات الذروة، وكذلك يلزم وجود شرطة المرور بشكل مستمر فيه لتنظيم الحركة ومخالفة وإبعاد المتجاوزين المعرقلين لانسيابية المرور.هذا هو شكل الحل الصحيح لو كانوا يريدون الحل فعلا، لكنه حل لا أراه في الأفق وللأسف.شارع 101 هو الكويت... والكويت بكل ما يجري فيها من فوضى وتخبط وهدر للجهود والموارد والطاقات هي شارع 101 يا سادتي.