غطت الدماء التي سالت إثر تصدي قوات "الحرس الجمهوري" لمحاولة أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اقتحام منشأة عسكرية على المشهد السياسي في مصر، فاعتذر الخبير الاقتصادي زياد بهاء الدين عن تولي رئاسة الحكومة بعدما حصل تقدم على أن يكون رئيس "جبهة الإنقاذ" محمد البرادعي نائباً لرئيس الجمهورية.

Ad

وسقط أكثر من 50 قتيلاً من مناصري مرسي أثناء محاولتهم اقتحام دار الحرس الجمهوري فجر أمس، كما استشهد ضابطان وأصيب جنود آخرون. وقالت رواية للجيش عززتها شهادات سكان المنطقة، إن عناصر من "الإخوان" حاولوا تسلق أسوار الدار وأطلقوا الرصاص، بينما اتهمت الجماعة الجيش بارتكاب "مذبحة"، وطالب حزب "الحرية والعدالة" التابع لها بتدخل دولي "لئلا نشهد سورية أخرى".

ونشر "الإخوان" صوراً لأطفال ونساء بين القتلى اتضح بعد ذلك أنها لمذابح وقعت في سورية، في حين نشر الجيش صوراً لأسلحة ومتفجرات قال إنها للمهاجمين.

وجاءت هذه الأحداث بعد ساعات من مليونية "الشرعية الشعبية" التي ملأ فيها ملايين المتظاهرين ميدان التحرير تأييداً للجيش، مما دعا واشنطن إلى إبداء تفهمها لإقصاء مرسي.

وأحرج تطور الأحداث القوى السياسية. فسارعت الرئاسة إلى تشكيل لجنة تحقيق، في حين أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب اعتكافه احتجاجاً على أحداث أمس.

وانسحب حزب "النور" السلفي من العملية السياسية احتجاجاً.

وتسببت الأحداث في توقف اتصالات تهدئة بين "الإخوان" والسلطة الجديدة، وكان يمثل الجماعة فيها عضو مكتب الإرشاد والوزير السابق محمد علي بشر.