شارك، وقاطع، كان هذان الموقفان هما شاغل الناس الوحيد في الأسابيع القليلة الماضية، الأزرق والبرتقالي كانا أيضاً اللونين الطاغيين على المشهد السياسي، هل حقاً الموضوع بتلك الأهمية عندما يتحول إلى "ديربي" يقف الناس على طرفيه كرهاً في الطرف الآخر أو اعتقاداً منهم أن الموضوع أصبح "العربي والقادسية" حيث يجب أن أشجع فريقاً؟
أعتقد أن معركة المشاركة والمقاطعة يجب أن تكون آخر الهموم، فالموضوع أكبر من ذلك، وما العزف على هذا الوتر وتجييش المعسكرات البرتقالية والزرقاء إلا تسطيح لمشكلتنا الديمقراطية، وتهميش للهدف الرئيسي الذي يتمثل في التطور الديمقراطي، ومكافحة الفساد، والحريات السياسية والشخصية.نعم أنا أؤمن بحق كل فريق منهما في أن يتخذ الموقف الذي يراه مناسباً، وأيضاً أعتقد أن لكل منهما أسباباً وحجاً قوية ومقنعة، ولم يكن لفريقين متناقضين أسباب وحجج مقنعة في نفس الوقت إلا لأن نظامنا الديمقراطي يعاني خللاً واضحاً اختلط فيه الحابل بالنابل.وأؤمن أيضاً بوجود أناس من المشاركين ومن المقاطعين يسعون إلى تطور ديمقراطي ونظام أفضل، ولا أشكك لحظة في عملهم من أجل الكويت لا لمصلحة شخصية، فهل يجب أن نلتفت الآن إلى هذه الصورة الصغيرة أم ننضم جميعاً إلى برنامج عمل واضح ومشروع عميق يحل المعضلة الأساسية التي اتفق عليها الجميع واختلفنا في وسائلها ما بين مشاركة ومقاطعة؟!إن كنا نسعى في الفترة المقبلة إلى تحقيق الأهداف المرحلية- فبرأيي- يجب أن نبتعد عن لغة التخوين والتشكيك، فالمشارك ليس انبطاحياً والمقاطع ليس غوغائياً.ويجب أن تكون الأسلحة التي نراهن عليها هي نشر الوعي والإيمان بالدولة المدنية، فسلاح القبيلة أو الطائفة سريع الانقلاب، حيث لا يملك الساحر إلا أن ينظر إلى سحره وهو ينقلب عليه بحسرة،لنبني معاً مشروعاً بأعمدة صلبة بدلاً من قصورنا المبنية في الهواء، والتي تختفي مع أول رياح تمر علينا، ولنعلم أننا شركاء في وطن صغير لكنه يسعنا جميعاً.
مقالات
المشاركة... المقاطعة ... لا يهم
13-07-2013