سورية: المعارضة تهاجم حاجزاً قرب جرمانا وتقتل 16

نشر في 20-10-2013 | 00:03
آخر تحديث 20-10-2013 | 00:03
No Image Caption
«داعش» يعتقل 35 مقاتلاً معارضاً في حلب... وموسكو تتحفظ بشأن تدمير «الكيماوي» في الخارج
شنّ مقاتلون من المعارضة السورية أمس هجوماً نوعياً على حاجز تاميكو الواقع بين بلدتي المليحة وجرمانا قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل 16 جندياً موالياً للنظام، في حين تصاعد التوتر بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وفصائل سورية معارضة بعد اعتقال الأول

35 مقاتلاً في حلب.

قتل 16 عنصراً من القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد و15 مقاتلاً معارضاً أمس في تفجير انتحاري واشتباكات، خلال هجوم شنته المعارضة في محاولة للسيطرة على حاجز «تاميكو» بين بلدتي المليحة وجرمانا في ريف دمشق. 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «قتل ما لا يقل عن 16 جنديا من القوات النظامية، وارتفع الى 15 عدد شهداء الكتائب المقاتلة الذين قضوا خلال الاشتباكات بين القوات النظامية السورية من طرف وألوية الحبيب المصطفى وكتائب شباب الهدى وجبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام من طرف آخر « خلال الهجوم.

وأشار المرصد الى أن الاشتباكات بدأت بـ «تفجير مقاتل من جبهة النصرة نفسه بعربة مفخخة على حاجز القوات النظامية في محيط معمل تاميكو»، وأوضح أن «مقاتلي المعارضة يحاولون أحكام سيطرتهم على الحاجز» الذي تم تفجيره، لافتاً إلى أن النظام «يشن غارات جوية على المنطقة لمنع تقدم المقاتلين». وبيَّن ان الاستيلاء على الحاجز الاستراتيجي والمنطقة المحيطة به من شأنه ان يجعل مدينة جرمانا، احد اماكن ثقل النظام، «مكشوفة» امام مقاتلي المعارضة.

في المقابل، تحدثت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «تفجير ارهابي انتحاري نفسه بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في محيط شركة تاميكو للصناعات الدوائية» عند مدخل جرمانا من جهة المليحة ما تسبب في «اصابة 15 مواطنا».

وبعد التفجير، اندلعت معارك عند اطراف جرمانا تخللها سقوط قذائف هاون مصدرها مسلحو المعارضة على هذه الضاحية التي تسيطر عليها القوات النظامية، بحسب سكان من جرمانا والمرصد الذي يعتمد في اخباره على شبكة من الناشطين في مختلف المناطق السورية، والذي وصف الاشتباكات بـ «الأعنف» في المنطقة منذ بدء النزاع.

وتقطن جرمانا غالبية من الدروز والمسيحيين، ونزحت اليها عائلات من المدن المجاورة التي تشهد عمليات عسكرية. وقد شهدت تفجيرات دموية متكررة خلال الأشهر الأخيرة كان آخرها في السادس من اغسطس اسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.

كما شهدت المدينة، في الآونة الأخيرة، سقوط عدد من قذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين. وتشهد ضواحي دمشق اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية منذ أشهر طويلة، ولكن أياً من طرفي النزاع لم يتمكن من تحقيق نصر حاسم في هذه المنطقة.

وتشهد ضواحي دمشق منذ اشهر معارك حامية تتصاعد حينا وتتراجع احيانا، وتتنقل بين المناطق. وتسيطر مجموعات المعارضة المسلحة على اجزاء واسعة من ريف دمشق. وتحاصر قوات النظام بعض هذه المناطق وبينها معضمية الشام (جنوب غرب العاصمة) وداريا المجاورة. 

ودانت وزارة الخارجية الاميركية أمس الأول، بتعابير شديدة القسوة، الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على هذه المناطق. وقالت إن «هناك عدداً غير مسبوق من الاطفال الذين يموتون من الامراض المرتبطة بسوء التغذية في مناطق تقع على بعد بضع مئات الأمتار من قصر بشار الأسد في دمشق». وأضافت أن «سكان المعضمية يعيشون منذ نحو عام محرومين من المواد الاستهلاكية الأساسية والحظر المتعمد الذي يفرضه النظام على السماح بتسليم مساعدات انسانية لآلاف المدنيين هو امر يفوق التصور».

 

اعتقالات «داعش» 

 

وفي حلب شمال البلاد، يعتقل مقاتلو تنظيم «دولة الاسلام في العراق والشام» (داعش) أكثر من 35 مقاتلا من الكتائب المقاتلة المعارضة، بحسب المرصد. ومنذ أسابيع تتكثف عمليات التصفية والمواجهات بين هذين الطرفين في المنطقة التي يشتركان فيها بمحاربة النظام. 

وأشار المرصد، الذي أورد الخبر، إلى أن الاعتقالات تمت بعد أن «اقتحم مقاتلو دولة الإسلام في العراق والشام حيي الهلك وبعيدين». ورفع الائتلاف الوطني السوري المعارض من حدة لهجته اخيرا منتقدا دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) متهما اياه بـ «سرقة الثورة».

في موازاة هذه التطورات، تستمر عملية تفكيك الترسانة الكيماوية السورية. وبث التلفزيون الرسمي السوري، في نشرته الإخبارية ليل الجمعة/ السبت، لقطات مصورة تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة بتفكيك وإتلاف تجهيزات في مواقع لإنتاج هذه الأسلحة وتخزينها.

وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، التي تتخذ من لاهاي مقرا مساء أمس الأول، أن البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للإنتاج والتخزين، من أصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها. واعتبرت موسكو أمس أن اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري نقل مخزون الأسلحة الكيماوية السورية «في سفينة إلى خارج المنطقة» لتدميره بشكل آمن «سابق لأوانه».

 

الإبراهيمي 

 

إلى ذلك، أجرى المبعوث الدولي والعربي الخاص الى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس محادثات مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في القاهرة، حيث استهل جولة إقليمية تمهيدية لمؤتمر «جنيف 2» حول تسوية الأزمة السورية.

وقالت خولة مطر، المتحدثة باسم الإبراهيمي، إن جولة الأخير ستشمل تركيا وإيران وربما السعودية، على أن تنتهي في سورية. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي اليوم أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

(دمشق، بيروت، موسكو، القاهرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، الأناضول، كونا)

back to top