كيف تقدم المرأة الكويتية نفسها للمجتمع؟

نشر في 09-06-2013
آخر تحديث 09-06-2013 | 00:01
أكاد لا أبالغ إن قلت إن الجمعيات التعاونية والمجلس البلدي جهتان لا غنى لهما عن نفس المرأة ولمساتها ونظرتها، فالأولى تهتم بالتسويق وهي حرفة النساء، والثانية في تجميل المدن وتخطيطها وسلامة غذائنا، وهو مضمار لا يستغني عن تفكير المرأة واهتمامها الفطري.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

 تراخي الحكومة في تحصيل 773 مليون كديون مستحقة على المواطنين نظير خدمات يعبر عن استهتار بالمال العام من قبل حارسه.

***

هناك صعوبات كبيرة في طرح مشروع ذي معنى تنموي حقيقي في المجتمع الكويتي اليوم؛ بسبب غياب التخطيط واعتماد السلطة على مبدأ (إدارة الأزمات بالمال)، وهناك أخطاء فادحة تركنا مسؤولية حلها بلا أدنى إحساس بالمسؤولية، ومن بين ذلك ابتعاد المرأة، جمعياتٍ وشخصياتٍ، عن انتخابات الجمعيات التعاونية والمجلس البلدي، وهما مؤسستان تملكان من السلطات والمال ما يمكن من خلالهما تغيير الوجه التنموي لدولة الكويت.

نجحت المرأة الكويتية في الوصول إلى البرلمان، نعم، لكن قصص نجاح كل امرأة منهن تقف وراءه عوامل كثيرة لا تملكها أغلبية النساء الكويتيات، سواء المال، أو التيار السياسي، أو الدعم الاجتماعي والدعائي.

 ومن جانب آخر، تضيع كثير من العناصر النسائية الشابة الواعدة أمام خمول كم كبير من الجمعيات واللجان النسوية وكسلها لأسباب كثيرة، ومنها العقليات التقليدية التي تديرها.

غياب المرأة الكويتية عن المشهد الانتخابي في الجهتين اللتين ذكرناهما يؤدي الى خسائر تنموية كبيرة لنصف طاقة البشر في الكويت، وأكاد لا أبالغ إن قلت إن الجمعيات التعاونية والمجلس البلدي جهتان لا غنى لهما عن نفس المرأة ولمساتها ونظرتها،  فالأولى تهتم بالتسويق وهي حرفة النساء، والثانية في تجميل المدن وتخطيطها وسلامة غذائنا، وهو مضمار لا يستغني عن تفكير المرأة واهتمامها الفطري. كما أنهما يشكلان وعاءً تدريبيا للطاقات النسائية الشابه لممارسة العمل العام والاختلاط الصحي بالمجتمع ومعرفة احتياجاته الحقيقية من منبعها، وليس كما ينقلها لنا السياسيون الذين فقدنا الثقة بالكثير منهم اليوم.

أعرف وأقدر تماماً مدى تلوث المشهد العام في الكويت بمسألة المال وسلوكيات الكسب السريع، وهو عامل معيق لأي طموح مبني على تفكير عقلاني لبناء الذات، لكن يبقى أن على المرأة الكويتية استغلال انتخابات الجمعيات التعاونية والمجلس البلدي– ولا نستثني النقابات هنا- من خلال توسيع وجودها في خارطة العمل العام تمهيداً لوجودها في مراكز القرار عن جدارة وفرض أمر واقع، وليس بتجميل حكومي في اختيار وزيرة هنا وسفيرة هناك!!

أثق تماما بما تملكه النساء الكويتيات من عزم وإصرار، فهن يملكن من الثقافة والعلم والخبرة ما يؤهلهن لتغيير مشهد سيطر عليه الرجال طوال عقود، لكن متى يبدأ العمل الحقيقي؟ ومتى نرى وجودهن في مجالس إدارة الجمعيات والمجلس البلدي؟

 أستحضر في الإجابة عن سؤالي هذا تجربة العضو المنتخب للمجلس البلدي السيدة جنان بو شهري لعلها تكون حافزا لغيرها!

back to top