«بشر أم حشر»؟!
يجب أن نعيد التأكيد وبحسب الشواهد التاريخية والمسيرة البشرية بأن المعتقدات الشخصية لم تنتزع مهما بلغت وحشية الفتك وأساليب القتل، بل تزيدها استعاراً وتطرفاً لتجر معها روح الانتقام والثأر، الأمر الذي يدفع ثمنه البسطاء والعوام من الناس في حين يتربع من يطلقون على أنفسهم الزعماء والمشايخ في بروج عاجية آمنة.
الأسلوب الوحشي الذي انتهجته مجموعة من الصبية المصريين في قتل وسجل عدد من أبناء الطائفة الشيعية في مصر، وأمام كاميرات التصوير ليس سوى ترويج إعلامي ومجاني لضرب الإسلام والمسلمين في مقتل، وهذا ما فشلت فيه الكثير من الجهود الاستخباراتية والإعلام الغربي خلال عقود من الزمن.ويجب أن نؤكد بداية أن الاستفزاز والتحرش الطائفي مرفوض كمبدأ أياً كان مصدره ومهما علا شأنه ومقامه، وإن كان الشيخ حسن شحاتة قد ارتكب جرماً بحق مشاعر الإخوة السنّة شأنه في ذلك شأن الكثير ممن يلبسون العمّة ويرتقون منابر المسلمين، ولا يتورعون في صب الزيت على نار الفتنة، فإن جهات القصاص والعدالة هي المسؤولة عن مثل هذا الحق العام وليس العصي والسكاكين والبلطجة.
ويجب أن نعيد التأكيد وبحسب الشواهد التاريخية والمسيرة البشرية بأن المعتقدات الشخصية لم تنتزع مهما بلغت وحشية الفتك وأساليب القتل، بل تزيدها استعاراً وتطرفاً في المقابل لتجر معها روح الانتقام والثأر، الأمر الذي يدفع ثمنه البسطاء والعوام من الناس في حين يتربع من يطلقون على أنفسهم الزعماء والمشايخ في بروج عاجية آمنة.ولذلك لا نسمع أو نرى أي استنكار أو رفض لهذه الممارسات الضالة من شخصيات قد يكون لكلمتهم أو رأيهم أثرٌ إيجابي لردع المتهورين، بل كيف ننتظر مثل هذه الشجاعة في الموقف من أشخاص هم ينفخون في هذه النار، ويوزعون صكوك الجنة لشباب في مقتبل العمر. هذه الممارسات الشنيعة التي تتنافى مع أبسط قواعد الدين والأخلاق بدأت بالفعل تؤتي ثمارها في تكريه الناس بالإسلام والمسلمين، بل لا تعكس أي نوع من الشجاعة والشهامة التي حددتها شريعتنا الغراء وسطرها الصحابة والتابعون في عهود الإسلام عندما كانت قسوة المعارك وفنون القتال الشرسة تنهار أمام المدنيين والعزل في أوج الانتصار وتتحول إلى قيمة جمالية في التسامح.وليس من المبالغة أن تكون مجموعة من الصور التي روجتها المعارضة السورية المسلحة لمن يفترض أنهم مقاتلون وهم يفتكون بالأسرى والمدنيين، وينهشون لحومهم ويقضمون قلوبهم وأكبادهم أن قلبت الطاولة على الثورة السورية برمتها لدى الكثير من شعوب العالم، لتنسخ في عميق الذاكرة وحشية المسلمين.وقد تكون تلك المناظر المقززة لما حدث في مصر أيضاً عاملاً إضافياً على هدم الحكم الإسلامي الذي بات يشهد رفضاً شعبياً في الداخل وسخط الرأي العام العالمي.والغريب أن هذه الجماعات المتشددة والمتعصبة حتى الجنون لا تظهر شجاعتها وبسالتها إلا مع المدنيين والعزل في نماذج متكررة في كل مكان، ولا تتعلق القضية بالبعد الطائفي واستهداف الشيعة، فتجربة العراق وأفغانستان وباكستان والهند واليمن والصومال وأميركا ولندن كلها شواهد على جرائم ضد الإنسانية على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم.فهل بهذه الطريقة تتم الدعوة إلى الإسلام؟ وهل هذه صورة المسلم الذي يفترض أن يتعايش في المجتمع الدولي وفي زمن أطلق عليه العولمة؟ وبعد كل هذه المآسي نزعل ونغضب إذا قيل إن المسلمين وحوش متخلفون!!