زار رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب أمس بلدتي جرابلس ومنبج "المحررتين" في ريف حلب، في حين سيطر "الجيش السوري الحر" أمس على اكاديمية الشرطة في بلدة خان العسل بريف حلب "بشكل شبه كامل" بعد معارك عنيفة استمرت ثمانية أيام.

Ad

وتضاربت حصيلة ضحايا هذه المعركة بين النظام الذي أكد سيطرة المعارضة على المدرسة، مشيرا على لسان مصدر رسمي الى مقتل 300 مسلح معارض، في حين قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، إن المعركة أسفرت عن سقوط مئتي قتيل من الطرفين بينهم "120 عنصرا على الأقل من قوات النظام".

وأعلن المرصد "سقوط ثلاث قذائف هاون في محيط الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة والمنطقة الحرة في وسط العاصمة السورية"، في حين ذكرت وكالة الانباء السورية الموالية للنظام (سانا) أن "قذيفتي هاون أطلقهما إرهابيون سقطت إحداهما قرب مستودعات المنطقة الحرة والثانية في محيط الجمارك في دمشق".

وأغلقت السلطات العراقية أمس "حتى إشعار آخر" معبر ربيعة الحدودي مع سورية المقابل لمعبر اليعربية السوري الذي شهد خلال اليومين الماضيين معارك ضارية بين قوات الأسد والمعارضة.

الأسد

جاء ذلك، في حين اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت أمس استعداده للتفاوض مع المعارضين "الذين يسلمون سلاحهم" حول إنهاء الازمة في بلاده، مجددا رفضه الرحيل من سورية، لأن التنحي عن السلطة "لا يحل الأزمة".

ورأى الأسد في المقابلة مع الصحيفة انه "لو كان صحيحا" ان تنحيه عن السلطة يحل الازمة كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، فمن شأن رحيله "ان يضع حدا للقتال"، لكنه اضاف "من الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر". وتابع: "لا يمكن لأي إنسان وطني ان يفكر في العيش خارج وطنه. أنا كسائر المواطنين السوريين".

وقال الأسد الذي خلف أباه في الحكم: "وحدهم السوريون يمكنهم ان يقولوا للرئيس ابق او ارحل، تعال او اذهب، ولا أحد غيرهم"،  مضيفاً: "نحن مستعدون للتفاوض مع اي من كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم"، مضيفا "يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا اقامة حوار مع الإرهابيين"، متراجعا بذلك عن تصريحات لوزير خارجيته وليد المعلم في موسكو قبل اسبوع أكد فيها استعداد النظام للتحاور مع المقاتلين.

من جهة ثانية، انتقد الأسد في حديثه الى "صنداي تايمز" الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي اعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين. وقال: "بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون"، وأكد أن "المشكلة مع هذه الحكومة (البريطانية)، هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية".

وتابع: "كيف يمكن ان نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية الى الارهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟".

وطالب الأسد كل من يريد وقف العنف في سورية أن يضغط على تركيا وقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد الارهابيين بالمال والسلاح"، واتهم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأنها "تدعم الإرهاب في سورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً".

هيغ

ورد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على تصريحات الأسد، مؤكداً ان الأخير "يعيش في الاوهام" لأنه لا يستطيع أن يرى ان يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده. وقال هيغ إنه سيعلن هذا الأسبوع عن تقديم المزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، رافضا استبعاد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل. وقال هيغ في مقابلة مع تلفزيون "بي بي سي": "هذا الرجل يقود مذبحة"، مشيراً الى أن "هذه المقابلة (مع صنداي تايمز) ستصنف على أنها أكثر المقابلات الواهمة التي يدلي بها قائد وطني في هذا العصر".

إلى ذلك، نقلت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية عن مصدر عسكري فرنسي بالشرق الأوسط اشارته إلى أن "مدربين أميركيين يقومون بتدريب عناصر الجيش السوري الحر والذين يتوجهون إلى المملكة الأردنية".

بدورها، ذكرت المجلة الألمانية الاسبوعية "دير شبيغل" أن الاتحاد الاوروبي ينوي تزويد المعارضة السورية بخبراء ومدربين عسكريين.

(دمشق، لندن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)