{الرواية المصرية}... سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد

نشر في 03-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 03-01-2013 | 00:01
No Image Caption
صدر للناقد الأدبي الدكتور يسري عبد الله كتاب جديد بعنوان «الرواية المصرية.. سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد»، عن إحدى دور النشر الخاصة في القاهرة.
يضم كتاب «الرواية المصرية.. سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد» عدداً من الدراسات النقدية التي تتناول روايات عدة تشكل إلى حد كبير ملامح خارطة الإبداع في مصر.

يسعى الناقد يسري عبد الله إلى استجلاء جماليات الإبداع في لحظة فارقة، ودالة من الواقع المصري بتنويعاته الحياتية المختلفة، ومن مسيرة السردية العربية ذات التنويعات المتجددة. ففي دراسة بعنوان «إشكاليات النص الروائي الراهن: سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد»، يشير د. عبد الله إلى عدد من الإشكاليات والتحديات التي تجابه راهن الإبداع في العالم العربي، بدءاً من «تسليع» الأدب، والتكريس للصيغة الاستهلاكية داخله، أو ما أطلق عليه الناقد يسري عبد الله «النمط الاستهلاكي في الأدب»، مرورا بـ «سؤال الإبداع/ مساءلة الرقابة»، وصولا إلى إشكالية «تديين الأدب»، ومحاولة أسلفته تحت مظلة نقدية دعائية، وواهية، تتكئ على تصورات رجعية/ ماضوية عن العالم والأشياء.

في دراسة بعنوان «الكتابة الجديدة: غواية الهامش ورؤية العالم»، يشير عبد الله إلى ذلك الحضور البارز للتفاصيل الصغيرة في السرد، متخذاً من رواية جبال الكحل للكاتب يحيى مختار نموذجاً للتطبيق. كذلك تناول الكتاب عدداً من النصوص التي تتعاطى مع الحرية بوصفها غاية، وتساءل القمع بوصفه عدوانا على الحياة، مثلما تدين الاستبداد وتجابهه، ومن بينها روايات: «جوع، شهرزاد على بحيرة جنيف، في كل أسبوع يوم جمعة، العلَم، موسيقى المول، ليلة عرس، يوميات امرأة مشعة، عطر قديم، وشم وحيد، تغريدة البجعة، دموع الإبل، ساحل الغواية، الحكي فوق مكعبات الرخام».

يحمل الكتاب رؤية نقدية إبداعية موازية للنصوص المختارة، تعي في الآن نفسه بجدلية العلاقة بين السياسي وبين الجمالي، حيث يدرك الناقد أنه لا نص ينمو في الفراغ، وإنما هو ابن لسياقاته السياسية والثقافية، وحسب تأكيد عبد الله «ثمة دور مسؤول وتاريخي يجب على النقد أن يمارسه الآن، بوصفه عطاء من عطاءات الواقع الرحبة، يبدو في تجل من تجلياته مَعبراً بين الإبداع والتلقي، بين النص وخارجه، وصولاً إلى أن يصبح رؤية للعالم، تسعى إلى استجلاء جماليات الإبداع وفق محددات منهجية، وإمكانات تأويلية يدركها الناقد الحصيف، وبذلك يصبح النقد إبداعاً موازياً للنص الأدبي».

back to top