لماذا تفشل الأفلام المصرية في المهرجانات الدولية؟

نشر في 21-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2013 | 00:01
رشح فيلم {الشتا اللي فات} (بطولة عمرو واكد) للمشاركة في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهو يندرج ضمن لائحة طويلة لأفلام سبق أن شاركت في مهرجانات عالمية إلا أنها لم تحصد جوائز. فهل سيشذ {الشتا اللي فات} عن القاعدة ويقلب المعادلة أم سيخرج من المولد بلا جوائز؟
يؤكد عمرو واكد أنه يتشرف بتمثيل فيلمه في مهرجان الأوسكار، خصوصاً أنه أولى تجاربه الإنتاجية السينمائية، مشيراً إلى أن ثمة توازنات تتدخل للحصول على الجوائز في مثل هذه المهرجانات، بالإضافة إلى اعتبارات فنية ومهنية لا يمكن التغاضي عنها في الأحوال كافة.

يضيف: «سيدخل «الشتا اللي فات» مرحلة التصفيات النهائية، وستعلن لجنة التحكيم في يناير أسماء الأفلام الخمسة التي ستشارك في مسابقة الأفلام الأجنبية لأفضل فيلم أجنبي. أتمنى الحصول على الجائزة بعد اجتيازنا التصفيات الصعبة، وأدعو الله أن يوفقنا في هذا المهرجان العالمي، لنشرّف بلدنا والدول العربيةK لا سيما أن العالم أجمع يتابعه}.

إنتاج تجاري

يرى المخرج داوود عبدالسيد أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الأفلام المصرية في المحافل الدولية، تكمن في أن {معظم إنتاجنا تجاري، وهو ما يتنافى مع شروط حصد الجوائز في المهرجانات العالمية التي تهتم بالفكرة أولاً}، مؤكداً أن الجميع يعلم كيف تدار العملية السينمائية في مصر وكيف يُسند الدور إلى البطل والبطلة، والأسس الخاطئة التي يتم التعاقد بها مع طاقم العمل.

يضيف: «لو حصرنا إيرادات السينما المصرية في عام سيتضح لنا أننا فشلنا في الترويج لأعمالنا داخل مصر، ذلك أن مواطنين كثراً لم يدخلوا دور العرض طوال حياتهم، وآخرين يعتبرون أن السينما حرام أو أنها ملهاة للوقت وغير مفيدة، وأي أمر آخر أهم منها، فكيف سيقتنع بنا العالم ويمنحنا جوائز، ونحن لم نقنع أبناء بلدنا بهذا الفن المصري العريق؟».

في المقابل، يشير المنتج محمد السبكي إلى أن جهة الإنتاج تهدف إلى استرجاع التكاليف التي تنفقها على فيلم جديد مع هامش من الربح، لتستمر عجلة الإنتاج في الدوران.

يضيف أنه يرصد أحياناً موازنة ضخمة لفيلم معيّن على غرار «ساعة ونصف» الذي تشارك فيه كوكبة من ألمع النجوم، بالإضافة إلى جودة القصة، إذ أشاد به النقاد وأكدوا أنه يستحق التكريم، إلا أنه لم يحقق النجاح الجماهيري المتوقع، ما كبّده خسائر مالية.

يتابع: «في المقابل حقق فيلم «عبده موتة» (عرض في نفس توقيت «ساعة ونصف») إيرادات خيالية، وكانت صالات العرض تمتلئ قبل بدء العرض، لا سيما تلك الواقعة في المراكز التجارية،  وهذا مؤشر على أن نجاح «عبده موتة» لم يقتصر على المناطق الشعبية فحسب، كما يتردّد، رغم ضآلة موازنته مقارنة بـ»ساعة ونصف» وحداثة نجومية بطله محمد رمضان»، لافتاً إلى أن  التوفيق من عند الله، ولا أحد يعلم أي الأعمال ستنجح، وأن العبرة ليست بضخامة الموازنة ونجومية أبطال الفيلم.

استهتار وفشل

تعزو الناقدة الفنية ماجدة خيرالله عدم وصول الأفلام المصريّة  إلى المسابقة الرسمية وعدم حصدها جوائز إلى الاستهتار بالعمل والاستهانة بالمهرجانات والمسابقات، بالإضافة إلى التأخر في إرسال الأفلام، «ما يعطي إحساساً للقيمين على المهرجانات بأننا غير مكترثين بهم ولا يهمنا حصد جوائز أو على الأقل المشاركة فيها، لا شك في أن هذه التصرفات تسبب تأخرنا في مجالات كثيرة وليس في الفن السابع فحسب».

كذلك تعزو فشل الأفلام المصرية في المهرجانات العالمية إلى عوامل تقنية، مثل الطباعة السيئة لشريط الفيلم، رداءة الصوت أو ركاكة الترجمة، وتأخرها عن المشاهد الخاصة بها علاوة على قلة عدد الشرائط.

تضيف: «الفكرة هي المحور الرئيس لأي فيلم يحصل على جائزة أو يعرض في المسابقة الرسمية، على غرار «المصير» للمخرج الكبير يوسف شاهين الذي لولا فكرته لما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان».

تنفي مقولة تربص المهرجانات بالأعمال العربية التي يحاول بعض المخرجين والمنتجين ترويجها بعد كل فشل، موضحة أن ثمة دولاً عربية وإسلامية شاركت في مهرجانات عالمية وحصدت جوائز من بينها: الجزائر، إيران، المغرب وهي دول غير محسوبة على الغرب.

بدورها تتهم الناقدة الفنية ماجدة موريس الإنتاج الضعيف الذي يبخل على الأعمال التي يقدمها، بأنه وراء فشل الأفلام المصرية في المهرجانات العالمية.

تضيف: «يراهن المنتجون في غالبيتهم على الأفلام التجارية التي تدرّ ربحاً وفيراً، بعيداً عن الموازنات والتفاصيل التي قد تبدو متعبة بالنسبة إليهم، على غرار أماكن التصوير الحقيقية أو الأعداد الكبيرة للمجاميع التي ترهق المخرج والمنتج، علاوة على صعوبة استخراج تصاريح أمنية للتصوير في الأماكن السياحية والأثرية».

وتشير إلى أن المتابعين يلاحظون، في الفترة الأخيرة، غياب أفكار جديدة، مؤكدة أن الجوائز العالمية تُكتسب بالاجتهاد والعمل، وأن ثمة أفلاماً  تتضمن أفكاراً جديدة لكنها ضعيفة إنتاجياً، وثمة إنتاجاً ضخماً في بعض الأعمال لكن أفكارها لا تصلح للمهرجانات، رابطة ما يحدث في السينما بما يدور في مصر بأكملها، ولافتة إلى أن حال السينما المصرية ينصلح عندما تنصلح حال مصر وتتخلص من العقبات التي حالت دون وصولها إلى مكانها الطبيعي، سواء في الفن أو العلم أو في  نواحي الحياة المختلفة.

back to top