تشهد الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة في كأس الأمم الإفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم المقامة في جنوب افريقيا حتى 10 فبراير، اثنين من اهم واقوى اللقاءات، يجمع أولهما الجارين العربيين تونس والجزائر، بينما يتواجه في الآخر ساحل العاج مع توغو.

Ad

وإذا كانت التوقعات تعطي الجيل الذهبي في ساحل العاج بقيادة ديدييه دروغبا، الذي لم يسمح له بمعانقة الكأس، الافضلية لتصدر المجموعة والذهاب بعيدا نحو منصة التتويج، فإن من حق المنتخبات الثلاثة الاخرى ان تطمح او حتى تحلم بالوصول الى ابعد الحدود.

بيد ان الواقع العملي قد لا يتطابق مع الاحلام، فاستعدادات تونس لا توحي بأنها من المرشحين الاوفر حظا لتخطي الدور الاول، لأن يوسف مساكني او من تطلق عليه تسمية "موزارت" لأسلوبه الأنيق في العزف داخل الملعب ورفاقه وصلوا متأخرين الى جنوب افريقيا، وتحديدا قبل يومين من انطلاق المنافسات.

وخلافاً للظاهر، يؤكد المدرب سامي الطرابلس ان اللاعبين "عملوا بشكل قاس خلال فترة الاستعداد وأعتقد أننا سنذهب بعيدا، وأن نكون من يقرر مصير البطولة"، مستذكرا ما حدث في جنوب افريقيا عام 1996 حين حلت تونس وصيفة بخسارتها امام الدولة المضيفة.

وعلى المقلب الآخر، يرى الفرنسي، من اصل بوسني، وحيد خليلودزيتش ان "المباراة الاولى ضد تونس ستحدد مصيرنا في البطولة"، مستبعدا فكرة الثأر من جانب ساحل العاج لخسارتها تحت اشرافه امام الجزائر في ربع النهائي عام 2010، وقبل ان يقال من منصبه بعد المونديال في العام ذاته.

ويتوجه خليلودزيتش الى الجمهور الجزائري قائلا: "انسوا الثأر. لقد اتينا الى هنا مسلحين بالطموح والتصميم على تحقيق افضل نتائج ممكنة. سأعطي 100 في المئة من جهدي وخبرتي لمساعدة المنتخب على تحقيق هدفه" دون ان يحدد هذا الهدف.

ويقر خليلودزيتش بأن عناصر المنتخب الجزائري "لا تملك الخبرة الكافية، لكن لديها رغبة عارمة في الذهاب بعيدا. اذا ما بلغنا ربع النهائي فلا يمكن لأحد ان يعرف ماذا سيحصل لأن كل شيء ممكن في امم افريقيا، ولم يكن احد يراهن على فوز زامبيا باللقب في الدورة السابقة".

ويضيف أنه "كانت لدينا بعض المشاكل على صعيد اختيار المجموعة المناسبة بسبب كثرة الاصابات، لكن الأمور حلت بسرعة، وسأبث روحا مغايرة فيها من خلال اعتماد اسلوب يميل اكثر الى الهجوم، وهو من المستجدات، حيث كنا ندافع بثمانية او تسعة لاعبين وأصبحنا اليوم اكثر فعالية ونستطيع التسجيل".

تبدأ رحلة الظفر باللقب بالنسبة الى منتخب "الفيلة" المصنف اول افريقيا و14 في العالم، من الفوز على توغو المحسوبة "خطأ" انها قد تكون الحلقة الأضعف في السلسلة والجسر الذي يعبر عليه احد المنتخبين العربيين الى ربع النهائي، نظرا الى انها خرجت من الدور الأول في مشاركاتها الست السابقة.

ويملك المدرب الفرنسي، من اصل تونسي، صبري لموشي لاعبين قد لا يتكررون، وقد لا تتكرر الفرصة امامهم امثال دروغبا والشقيقين يايا وكالو توريه وارثر بوكا وايمانويل ايبويه وجيرفينيو وشيخ تيوتيه وسياكا تينيه وارونا كونيه وسالومون كالو وديدييه زوكورا والذين فاقت اعمار معظمهم الثلاثين.

لكن يتعين على دروغبا وزملائه النجاح في اول خطوة والمتمثلة في تجاوز عقبة التوغولي ايمانويل اديبايور الذي احتاجت مشاركته الى تدخل شخصي من رئيس البلاد فوري غناسنغبي من اجل اقناعه بالتراجع عن قرار اعتزال اللعب دوليا.

وستكون المعركة بين القائدين دروغبا وأديبايور من جهة، وبين المدربين الفرنسيين لموشي الطري العود الذي بدأ مهمته كمدرب مع ساحل العاج، وديدييه سيكس من جهة ثانية.