وسط إقبال كبير من الطبقة المتوسطة على شراء العقارات

Ad

ارتفعت مبيعات معظم الشركات العقارية المصرية من خلال معارض القاهرة والإسكندرية وعمليات البيع المباشر، منذ مطلع أبريل الجاري، ما يرجح انتعاش السوق العقاري خلال الصيف، بالرغم من حالة الركود في الاقتصاد المصري.

وتشير أرقام الشعبة العامة للاستثمار إلى زيادة المبيعات خلال الشهر الماضي بنسبة 20% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وهو ما تؤكده شركات التمويل العقاري التي ارتفعت عملياتها بمعدلات تراوحت بين 15 و20%، رغم ارتفاع تكلفة التمويل، بعد رفع أسعار الفائدة المصرفية الشهر الماضي.

وتأتي موجة الانتعاش الحالية رغم ارتفاع أسعار الوحدات السكنية والتجارية الجديدة بمعدلات تتراوح بين 5 و10%، نتيجة ارتفاع التكلفة وارتفاع أسعار مواد البناء بصفة عامة، وأسعار الحديد والإسمنت بصفة خاصة، وبلغ سعر طن الحديد 5720 جنيهاً، بينما يتراوح سعر طن الإسمنت بين 700 و750 جنيهاً.

ويفضل الكثيرون اتخاذ قرارات الشراء في هذه المرحلة، خوفاً من زيادات جديدة في الأسعار مستقبلاً، على ضوء التحركات الحكومية الهادفة إلى فرض المزيد من الضرائب، بما يحمل الأنشطة الاقتصادية مزيداً من الأعباء، وكذلك تقليص دعم الطاقة، بما سيؤثر سلباً على أسعار مواد البناء وتكلفة نقل المنتجات.

وتتركز المبيعات في العقارات الموجهة للطبقة المتوسطة والتي تتراوح أسعارها بين 300 ألف ونصف مليون جنيه في المدن الجديدة، إلى جانب العقارات التجارية والمباني الإدارية التي تشهد طلباً متزايداً منذ عدة سنوات، رغم ارتفاع أسعارها بسبب ارتفاع إيجار المكاتب الإدارية، والمحلات التجارية في مختلف مناطق مصر.

وفي المقابل، يسجل الطلب على الوحدات في الساحل الشمالي، ومناطق العين السخنة ومرسى علم وغيرها تراجعاً كبيراً لأسباب يتعلق بعضها بالأزمة الاقتصادية الراهنة، أو بغياب الأمن وصعوبة تأمين الممتلكات.

وتقف مجموعة من الأسباب وراء موجة الشراء القوية الحالية في سوق العقارات المصرية، في مقدمتها التراجع المستمر في سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ما دفع الكثيرين إلى وضع مدخراتهم في عقارات باعتبارها ملاذاً آمناً للقيمة، وتشير دراسات إلى أن المصريين يضعون أكثر من 80% من مدخراتهم بصفة عامة في العقارات.

ويتمثل السبب الثاني في وجود طلب حقيقي على السكن في مصر من جانب الزيجات الجديدة التي يبلغ عددها 300 ألف حالة زواج سنوياً، حيث إن الحصول على مسكن يأتي في مقدمة أولويات الإنفاق.

وتعزز الموجة الجديدة، المخاوف من ارتفاع أسعار العقارات مستقبلاً إلى مستويات قياسية، بعد وصول أسعار الأراضي خاصة في المدن الجديدة إلى معدلات غير مسبوقة، بعد أن كشف أحدث مزاد لبيع الأراضي نظمته هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، عن وصول سعر متر الأرض بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة إلى 11 ألف جنيه، ما يعني إمكانية حدوث ارتفاع كبير في الأسعار خلال العامين القادمين.