توضح فيفان مراد أن المصلحة والغيرة تشوهان الوسط الفني، وأن التنازلات موجودة في قطاعات الحياة كافة وليست محصورة في الفن، متمنية لو ولدت في الزمن الجميل لأنه كان يتميّز بالصدق والفن الأصيل، وتقول: «أعشق الفن القديم وزمن الكبار ولو ولدت فيه لما غنّّيت، بل اكتفيت بحضور حفلات النجوم المباشرة واستمعت إلى أعمالهم الخالدة، ورأيت عيوناً صادقة خالية من الشر التي نفتقدها في هذا الوقت».

Ad

تضيف أنها تعذبت في حياتها إلا أنها سعيدة اليوم كونها بدأت تسلك طريق النجاح متسلحة بإيمانها وموهبتها، متذكرة الغربة التي كانت تشعر بها وهي بعيدة عن أهلها لا سيما في فترة الاعياد، التزاماً بعقود فنية في الخارج.

جيّد وسيئ

«يتطلب الفن تضحية إلا أنها لا تعني التنازل» تقول شيما هلالي التي تعترف بأن الوسط الفنّي  فيه الجيّد والسيئ، «إلا أن الفنان المؤمن بموهبته ويسلك الطريق الصحيح، حتى لو طال، ليصل إلى ما يريد، لا بد من أن يحفظ لنفسه مكانة رفيعة ووزن مختلف».

حول ما إذا كانت ندمت على خوضها مجال الفن لا تنكر هلالي أنها أصيبت بتعب نفسي نتيجة الصعوبات الإنتاجية التي واجهتها بسبب افتقارها إلى الدعم والإنتاج لتقديم أعمال جديدة «مع أنني واثقة من إمكاناتي الفنية»، مشيرة إلى أن الإحباط وصل بها أحياناً إلى عدم القدرة على متابعة وسائل الإعلام... «مع ذلك لم أستسلم والفضل لرب العالمين».

ترفض مادلين مطر القول إن  الوسط الفني غير نظيف، فالإنسان بالمطلق هو الذي يحدد خياراته في الحياة، وتوضح: «يحكى عن تنازلات تقدم على الساحة الفنية لبلوغ شهرة سريعة، حتى لو كان هذا الكلام صحيحاً فلا يعني أن الجميع يسلكون هذه الطريق».

تضيف: «كثر تعبوا واجتهدوا ليصلوا إلى ما هم عليه، في النهاية لا يستمر سوى من يملك موهبة حقيقية مهما كثرت التنازلات»، مشيرة إلى أن الموجات الفنية المبتذلة التي سادت في فترة معينة بدأت تنحسر، وهذا دليل على أن الجمهور يميز بين الفن الصحيح والفن المبتذل.

خيار ونصيب

يصف سعد رمضان الوسط الفنّي بالنظيف، موضحاً في حديث له أن من الضروري اختيار الأشخاص الذين يمكن العمل معهم، «أعمل ضمن جوّ نظيف وأتعامل مع إدارة أعمال محترفة تلتفت إلى النوعية وليس إلى الكمية، وتهمها الصورة أكثر من الماديات، ثم عائلتي وأصدقائي محترمون ولا أصادق من الفنانين إلا المحترمين، فكيف لي أن أراه وسخاً؟».

يضيف: «أثق بخطواتي وأعارض من يقول «يللي بيوسّخ بيوصل» فكل شخص يأخذ نصيبه ورزقه». ويؤكد أنه، منذ تخرجه في برنامج «ستار أكاديمي»، اجتهد على نفسه وأبقى قدميه على الأرض وبنى علاقات اجتماعية كبّرته ولم تغرّه الشهرة السريعة».

كان معين شريف أعلن، في مقابلة تلفزيونية، رفضه دخول ابنته عالم الفن واصفاً إيّاه بالموبوء، وقال: «حتى لو كان صوت ابنتي جميلا ولديها موهية فنية أرفض أن تدخل هذا الوسط الذي لم يعد يمت إلى الفن بصلة وغير مناسب لها، ومن يشاهد القنوات الفضائية الغنائية يدرك معنى كلامي». كذلك صرح صابر الرباعي بأنه لا يوافق على عمل ابنته في الفن لأنه يركز هذه الأيام على الشكل الجميل فحسب وليس على الموهبة، ولم يعد كما كان في زمن كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.