سلسلة هجمات وتفجيرات تستهدف مقارّ أمنية في دمشق

نشر في 24-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-06-2013 | 00:01
No Image Caption
هولاند يلتقي أمير قطر ويدعو المعارضة إلى السيطرة على مناطق «المجموعات الإسلامية»
تعرضت دمشق أمس لسلسلة هجمات وتفجيرات استهدفت مقارَّ أمنية، في وقت التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، كل على حدة، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، بعد اجتماع 11 دولة من أصدقاء سورية أمس الأول في العاصمة القطرية، وخروجها بقرار تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية.

شهدت العاصمة السورية دمشق أمس سلسلة تفجيرات استهدفت مقارَّ أمنية وأسفرت عن مقتل أكثر من 10 أشخاص وإصابة العشرات. وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد "قيام مجموعات انتحارية باستهداف مقار أمنية بالعاصمة دمشق، ما أسفر، بحسب حصيلة أولية، عن سقوط خمسة قتلى وجرح تسعة آخرين من المدنيين والعسكريين".

وأوضحت الوزارة أن "ثلاثة انتحاريين أقدموا على تفجير أنفسهم أثناء محاولتهم دخول مبنى شرطة قسم ركن الدين، حيث اشتبكت معهم عناصر القسم وتصدت لهم"، مضيفة أن "ثلاثة انتحاريين آخرين حاولوا الدخول لفرع الأمن الجنائي بدمشق لتفجير أنفسهم، الا ان عناصر الفرع اشتبكوا معهم، وتمكنوا من قتلهم وتفجير الأحزمة الناسفة التي يحملونها قبل وصولهم الى مبنى فرع الأمن الجنائي".

وأوضحت الوزارة أن التفجيرات الانتحارية أوقعت في حصيلة اولية 11 قتيلاً وتسعة جرحى من المدنيين والعسكريين، كما أدت إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة والمباني الرسمية والمنازل السكنية، مشيرة إلى أن "التحقيقات الأولية اثبتت أن الإرهابيين ينتمون الى جبهة النصرة من خلال الشارات والألبسة التي يرتدونها".

من ناحيته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن "ثلاثة مقاتلين هاجموا قسم الشرطة بحي ركن الدين، حيث دارت اشتباكات بين المقاتلين وعناصر شرطة القسم. وبعد اقتحامهم المركز، سمع دوي انفجارين في المنطقة"، مشيراً الى مقتل "المقاتلين الثلاثة، ومقتل أربعة عناصر من الشرطة، واصابة تسعة آخرين بجروح، بينهم خمسة في حال خطرة"، فضلا عن وقوع ثلاثة انفجارات قرب فرع الامن الجنائي في حي باب مصلى لم تعرف طبيعتها، وأسفرت عن مقتل مدني واحد. وأعلن المرصد مقتل شخصين آخرين في انفجار سيارة مفخخة في حي المزة 86 غرب دمشق الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية.

من جهة ثانية، ذكر المرصد أن "اشتباكات عنيفة وقعت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة (شمال العاصمة) من جهة حي تشرين وطريق مشفى تشرين، وسط قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في الحي".

حلب

وفي محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد السوري عن "مقتل 12 عنصرا من القوات النظامية على الأقل اثر تفجير سيارة مفخخة قامت به عناصر من حركة احرار الشام الإسلامية، على حاجز العود للقوات النظامية في المدخل الجنوبي لمدينة حلب من جهة بلدة خان العسل، بالقرب من الأكاديمية العسكرية".

وكان مقاتلون معارضون فجروا صباح امس داخل مطار منغ العسكري عربة مفخخة استهدفت ابنية في المطار، ولم تعرف تفاصيل اخرى، بينما افاد المرصد عن استمرار الاشتباكات والقصف في عدد من احياء مدينة حلب.

إلى ذلك، ارتكبت قوات النظام مجزرة راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً في بلدة المزرعة في مدينة السفيرة في ريف حلب. وقال المركز السوري الإعلامي إن قوات النظام اقتحمت البلدة الواقعة شمال خناصر، وأعدمت أكثر من 50 شخصاً رمياً بالرصاص ومن ثم حرقت جثثهم ورمتها في الآبار الموجودة في القرية.

كيري

في سياق آخر، وبعد توافق أغلبية الدول التي شاركت في اجتماع الدوحة أمس الأول على تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية، استعرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس "آخر التطورات في سورية على ضوء الاجتماع الوزاري الذي عقد في الدوحة".

ولم يكشف كيري بوضوح عن طبيعة المساعدات التي ستقدمها بلاده المترددة ازاء تقديم دعم عسكري للمقاتلين، وقال للصحافيين أمس: "ليس ما نقوله اليوم هو ما قد يحدث فرقاً بالنسبة (للرئيس السوري بشار) الاسد، انما ما سيحدث في الايام والاسابيع والاشهر المقبلة"، مضيفاً ان الولايات المتحدة لا تؤيد "حلا عسكريا" بل تريد "تغيير انعدام التوازن ميدانيا" حيث سجلت القوات الموالية للنظام نجاحات عسكرية في الاونة الأخيرة. وكان كيري التقى مساء أمس الأول ولي عهد قطر الشيخ تميم الذي سيتسلم السلطة قريبا، بحسب ما أعلنه مسؤولون قطريون ودبلوماسيون.

هولاند

ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس في اعقاب محادثات اجراها مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، المعارضة السورية الى السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها مجموعات إسلامية متطرفة وإلى ازاحة هذه المجموعات.

وقال هولاند، في مؤتمر صحافي بنهاية زيارته الى قطر: "على المعارضة ان تستعيد السيطرة على هذه المناطق وهذه المجموعات المتطرفة من أجل ازاحتها"، معتبراً أن هذه المناطق وقعت في "أيدي متطرفين لأنه لم يكن هناك أي جهة اخرى، وقد اغتنم هؤلاء الفرصة".

وأكد أن طرد هذه المجموعات من المناطق التي تسيطر عليها "في مصلحة المعارضة وفي مصلحة سورية"، مشيراً الى أن وجود "مجموعات متطرفة يمكن أن تستفيد من الفوضى"، سيستخدمه الأسد لـ "الاستمرار في القتل".

وذكر ان فرنسا تريد مساعدة المعارضة عسكريا، الا انه لتقديم هذه الاسلحة لديها شروط كما ان ذلك يتم الاتفاق عليه بين الدول الاوروبية ومع الاميركيين، مضيفاً: "لا يمكننا ان نقدم اسلحة يمكن ان تستخدمها مجموعات ضد مصالح سورية الديمقراطية او ضدنا".

وأكد هولاند أن "القرار هو ان تتم ممارسة ضغط عسكري" معتبرا أنه "ان لم يكن هناك ضغط عسكري، فعلى الأرض الامور ستذهب لمصلحة بشار الأسد من جهة، والعناصر الاكثر تطرفا من جهة اخرى".

طهران

في المقابل، انتقدت إيران قرار الدول الغربية والعربية تسليح مقاتلي المعارضة في سورية لمحاربة نظام الأسد. وقال نائب وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان إن "الذين يدعمون ارسال اسلحة لسورية مسؤولون عن قتل الابرياء وزعزعة استقرار المنطقة". وانتقد عبداللهيان خصوصا الولايات المتحدة قائلاً: "بدلا من ارسال اسلحة الى سورية على واشنطن ان تدعم وقف العنف والحوار الوطني ليقرر السوريون مستقبلهم". ودعا الولايات المتحدة الى "وقف دعمها للارهاب والقتل وتدمير البنى التحتية في سورية".

وكان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قال مساء أمس الأول إن بلاده "لن تسمح ابدا بفرض حل سياسي على الشعب السوري من الخارج"، منتقدا قرار تسليح المعارضة، وقال في هذا السياق: "انني مندهش، لأن الغرب الذي يتحدث دائما عن حقوق الإنسان يرسل اسلحة الى ارهابيين يأكلون لحوم البشر".

(دمشق، طهران ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top