«فقه الثورة» ليوسف زيدان... الغضب لا يُرى
أعلن الكاتب المصري يوسف زيدان على صفحته الشخصية على موقع {فيسبوك} صدور الطبعة الأولى من {فقه الثورة}.
يوسف زيدان، الباحث والمتخصص في التراث والمخطوطات، قاربت مؤلفاته الستين كتاباً، وتجاوزت أبحاثه العلمية الثمانين بحثاً في الفكر الإسلامي، التصوف، الفلسفة، وتاريخ العلم. يتناول كتابه الأخير {فقه الثورة} شرح المراحل الخمس المشتركة التي ينبعث منها الفعل الثوري، وهي {وقوع الظلم، الغضب، الاحتقان، التظاهر- أي إظهار الاحتقان الغضبي الناتج من وقوع الظلم- وأخيراً التغير}. ويلي تلك المراحل الخمس أطوار الفعل الثوري، حيث تختلف فيه كل ثورة عن الأخرى.حول مناقشة {الأصول السبعة للفقه الثوري}، يقول يوسف زيدان} إن لفهم وإدراك المعنى الكامل للثورة يجب الإشارة إلى أصول أساسية وهي:
1 - الثورة لا تنفجر فجأة: فالغضب لا يُرى والاحتقان لا يكون ملموساً وهذا لا يُعني عدم وجودهم.2 - الثورة بالضرورة وبالتعليل عمومية ومؤنثة: أي يمتد تأثيرها إلى جميع الأجزاء وبغض النظر عن جنسهم سواء كانوا {إناثاً أو ذكوراً} فهي فعل اجتماعي عام، وبما أن المرأة هي نصف المجتمع فأننا نضفي عليها صفة التأنيث.3 - الثائر طامع لا يُعَوّل عليه: فإذا كان للثائر هدف ما مُحدد مثل {تحقيق ربح أو مصلحة شخصية} فإن ذلك يؤدي إلى إحباط الفعل الثوري، حيث إن فعله وأداءه يكونا في اتجاه مضاد للثورة لأن حجته غير حقيقية. 4 - الثائر لا يكون ثائراً في المطلق: أحد من أسباب انتكاسة ثورة 25 يناير تحولها إلى ثورة في المطلق، ومن هنا ينفي الكاتب وجود لفظ {ثورجي}. فلا بد من أن تكون أهداف مُحددة للحركة الثورية ولو كانت مُتجددة. واصفاً دعوات الخروج إلى الميادين في الآونة الأخيرة بأنها دعوة إلى ثورات في المطلق.5 - الثائر نبيل وليس نبياً: يتم تشويه الفعل الثوري للثائر بإلحاق دلالات خاطئة له، فيحدد كثر أن الثورة النقية مُرتبطة بالثائر {النبيل} اعتقاداً منا أنه لا يُخطئ أبداً. فكونه نبيلاً لا يجعله بالضرورة نبياً. فإن كان الخطأ مُفرداً وغير مُعتاد ولا ضرر منه فلا بأس به، وبالتالي ينتهي شكل النُبل من الثائر.6 - الوعي وقود الثورة: أثناء اندلاع أي ثورة يكون المجتمع كله في حِراك دائم، فكل ما فيه من {أطفال، رجال، نساء، شيوخ، كُتاب...إلخ}، يتحركون حركة واحدة من دون وسيط بينهم. مثلاً، أثناء الحركة الثورية تُنبت الأعمال المُحفزة.7 - اللغة مرآة الثورة: تعددت الشعارات الثورية يوم 25 يناير وتم نسخها بالعامية، بينما في يوم 28 يناير تحولت إلى لغة بليغة فصيحة ورُفِعَ شعار {الشعب يُريد إسقاط النظام}. فوجدت اللغة الثورية المُعبرة عنها، وأخذ الفعل الثوري يتجلى ويرتقي من خلال لغته الثورية اعتماداً على استرداده لوعيه المسلوب وكان عنوان الثورة {الشعب يُريد إسقاط النظام}. وحدث بعد ذلك تشويش للمعاني وإدخال الأمور واختلاطها وتداخل الشعور والتلاعب بالألفاظ اللغوية للثورة وظهور بما يُسمى بالمطالب الفئوية. ومن هنا تنبُع أهمية الفكر الثوري.إلى ذلك أعلن يوسف زيدان عن صدور الطبعة الرابعة من «محال»، الطبعة التاسعة من «اللاهوت العربي»، الطبعة الثامنة والعشرين من «عزازيل»، الطبعة الثانية من «متاهات الوهم» و{دوامات التدين».