قبل أن تطأ قدماه أرض الشرق الأوسط، هدد وزير الدفاع الأميركي شاك هيغل إيران، مؤكداً أن الخيار العسكري لا يزال وارداً لمنعها من إنتاج السلاح النووي، في حين توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلقي الصواريخ من سيناء وغزة بجباية الثمن منهم.

Ad

خيّم التوتر على الشرق الأوسط بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الأميركي شاك هيغل إلى إسرائيل في زيارة للمنطقة تستغرق أسبوعاً، استهلها برسالة شديدة اللهجة إلى إيران جدد فيها بقاء واشنطن بالمرصاد لمحاولات إنتاج السلاح النووي أو الاستحواذ عليه.

وقال هيغل، للصحافيين المرافقين له قبل هبوط الطائرة، إن صفقات السلاح، التي تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار وتناقشها واشنطن مع حلفاء عرب وإسرائيل تبعث «إشارة واضحة جداً لطهران بأن الخيار العسكري في ما يتعلق ببرنامجها النووي لا يزال مطروحاً»، مضيفاً: «الخلاصة هي أن إيران تشكل تهديداً... تهديداً حقيقياً».

وأوضح هيغل أن «الخيار العسكري لا يزال على المائدة، ويجب أن يظل، ويجب أن يكون الخيار الأخير»، مشيراً إلى أن «لواشنطن وإسرائيل هدفاً مشتركاً يتمثل بمنع إيران من التزود بالسلاح النووي، ومن حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وأن تحمي نفسها».

وجاءت المحطة الأولى في جولة وزير الدفاع الأميركي في الشرق الأوسط بعد يومين من إعلان وزارة «البنتاغون» أنها تضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات عسكرية تقوي جيش إسرائيل وجيشي السعودية ودولة الإمارات في مواجهة إيران.

ويتضمن الاتفاق بيع طائرات كيه سي-135 لإعادة التزويد بالوقود في الجو وصواريخ دفاع جوي مضادة وطائرات نقل للجنود في.-22 اوزبري لإسرائيل وبيع 25 طائرة إف-16 النفاثة القتالية طراز فالكون للإمارات. كما سيسمح للإمارات والسعودية بشراء أسلحة لها قدرات «عن بعد» تمكنها من التعامل عن بعد مع العدو بدقة.

نشر مقاتلات

في السياق، أفادت صحيفة «صندي تايمز»، أمس، أن إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع التفاوض على نشر مقاتلات الهجمات الاستراتيجية في تركيا، قبل أي مواجهة محتملة مع إيران، التي كشفت أمس عن تحطم مقاتلة فوق جبال «كبير كوه» بمحافظة ايلام في غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل طاقمها المكون من طيارين اثنين.

وقالت الصحيفة، إن هذه الخطوة تأتي عقب المصالحة بين اسرائيل وتركيا بوساطة من الرئيس الاميركي، باراك أوباما، خلال الزيارة التي قام بها لدول في الشرق الأوسط الشهر الماضي. وأضافت أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، سيزور أنقرة لتسوية تفاصيل المصالحة، ومن المتوقع أن يعرض على الأتراك، الذين يشعرون بالقلق على قدم المساواة من برنامج ايران النووي، صواريخ متطورة وتكنولوجيا المراقبة مقابل اقامة قاعدة ومرافق تدريب في القاعدة الجوية، أكينسي، الواقعة شمال غرب العاصمة التركية.

على صعيد مواز، هدد نتنياهو أمس بالرد على إطلاق صواريخ من سيناء باتجاه مدينة إيلات، يوم الأربعاء الماضي، مشيراً إلى ان الذين أطلقوا هذه الصواريخ جاؤوا من قطاع غزة. وقال نتنياهو، لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي، إنه «في الأسبوع الماضي تم إطلاق صواريخ من سيناء على ايلات، وكما يبدو فإن الطرف الذي أطلقها هو خلية إرهابية خرجت من غزة واستخدمت سيناء من أجل الاعتداء على مدينة في إسرائيل».

وأضاف أنه «لن نقبل بهذا وسنقوم بجباية الثمن على ذلك، وهذه كانت سياستنا المتناسقة خلال السنوات الـ4 الأخيرة وسنمارسها الآن أيضاً».

وسقط صاروخ أمس على مجمع «أشكول» الواقع بالنقب الغربي، بعد يومين من إطلاق قذيفتين صاروخيتين على نفس التجمع.

هجوم غزة

في المقابل، حذرت حكومة حركة «حماس» المقالة في قطاع غزة أمس من توتر يشمل المنطقة بأسرها في حال هجوم إسرائيل عسكرياً على القطاع.

وقال نائب رئيس الحكومة زياد الظاظا، في تصريحات إذاعية، «نحذر الاحتلال الصهيوني من مغبة شن عدوان جديد على قطاع غزة، ونعتبر أن التهديدات ضد الشعب الفلسطيني ستوتر الأوضاع في المنطقة».

بدوره، أكد القيادي في حركة «الجهاد» أحمد المدلل، في تصريحات صحافية أمس، أن حركته تمتلك المزيد من القوة العسكرية والصاروخية التي ستفاجئ العدو، موضحا أن المقاومة، باتت أكثر قوة وجاهزية مما كانت عليه سابقا، مشيراً إلى أن هناك قدرات تكنولوجية أيضا، خصوصا أن المقاومة استطاعت أن تعمل على محاور عدة في معركتها الأخيرة مع الاحتلال.

سياسياً، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجدداً أمس في اسطنبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبحث في عملية السلام وتطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية.