انتعاش سوق الأسهم الراهن دليل تطور حقيقي أم مجرد وهم؟
أحاديث كثيرة ترددت في الآونة الأخيرة عن الفصل بين السوق والاقتصاد. وفي مطلع مارس الجاري وصل مؤشر داو جونز الصناعي إلى مستويات قياسية جديدة غير مسبوقة، ولايبدو هذا متماشياً مع رأي البعض من الناس. وعلى الرغم من ذلك تبين أن السوق كان مؤشراً جيداً بالنسبة إلى اتجاه الاقتصاد.
الارتفاع الذي تحقق أخيراً في مؤشر ستاندرد آند بورز «اس أند بي 500» يشير إما الى اقتصاد أفضل كثيراً مما توقعه معظم الاقتصاديين، أو الى سوق أكثر سوءاً. وفي أسواق كفؤة يفترض أن يكون ذلك مدخلا الى اقتصاد أفضل أداء.وفي الأسبوع الماضي رحب المستثمرون بالتقرير الجيد والمفاجئ حول الوظائف، الذي أظهر أن أرباب العمل أضافوا 23600 عامل الى قوة العمل في شهر فبراير. وأفضت تلك الأنباء الى ارتفاع في السوق وهو الآن أعلى بـ 13 في المئة عما كان عليه في السنة الماضية. وفي حقيقة الأمر، كان على المستثمرين أن يشعروا بخيبة أمل. وبحسب السوق كان يتعين أن يكون الرقم الذي أضيف في شهر فبراير أعلى بحوالي 150 الف وظيفة.
الكثير من الأحاديث تردد في الآونة الأخيرة حول الفصل بين السوق والاقتصاد. وفي مطلع شهر مارس الجاري وصل مؤشر داو جونز الصناعي الى مستويات قياسية جديدة غير مسبوقة، ولايبدو هذا متماشياً مع رأي البعض من الناس. وعلى الرغم من ذلك تبين أن السوق كان مؤشراً جيداً بالنسبة الى اتجاه الاقتصاد. وقام توماس لام وهو كبير الاقتصاديين الأميركيين لدى بنك اوسك – دي ام جي الذي يتخذ من سنغافورة مقراً له حديثاً بمقارنة العوائد السنوية الخاصة بـ «اس أند بي 500» خلال الـ 12 شهراً الماضية مع الناتج المحلي الاجمالي في السنة التالية. وكان ما توصل اليه هو ان الكرة البلورية لسوق الأسهم كانت جيدة تماماً. وفي مثل هذا الوقت من السنة الماضية على سبيل المثال واستناداً الى أداء السوق السابق كان مؤشر اس أند بي 500 يتوقع أن يحقق الاقتصاد نمواً بنسبة تقارب 2 في المئة خلال سنة 2012 – وفي نهاية المطاف حقق الاقتصاد نمواً وصل الى 2.2 في المئة.ويقول لام الآن إن السوق يؤشر الى أن الاقتصاد سوف ينمو بنسبة 3 في المئة خلال سنة 2013 وسوف يكون ذلك أفضل بشكل بارز مما يتوقعه معظم الاقتصاديين في الوقت الراهن. ويصل متوسط التقديرات الى 2.4 في المئة - وحتى هذا يمكن أن يكون عالياً. وبصورة عامة فإن زيادة شهرية تصل الى حوالي 125000 وظيفة تتماشى مع كسب بنسبة 1 في المئة في نمو الاقتصاد. وذلك يعني انه حتى أرقام شهر فبراير الجيدة المفاجئة تشير الى أن الناتج المحلي الاجمالي يمضي في وتيرة نمو أقل قليلاً من 2 في المئة سنوياً. والأكثر من ذلك ان معظم الاقتصاديين يتوقعون تحقيق خفض في الانفاق الحكومي الفدرالي مما يؤدي الى تراجع نمو الناتج المحلي الاجمالي بنصف نقطة مئوية. ويشير هذا كله الى انه اما أن يكون الاقتصاد معداً لأداء أفضل كثيراً من توقعات الاقتصاديين أو أن سوق الأسهم في طريقة الى تراجع. ويتمحور رهان لام على الاحتمال الأخير، وتشير توقعاته الى أن اقتصاد الولايات المتحدة سوف ينمو بنسبة 1.7 في المئة خلال سنة 2013.*(سي ان ان موني)