يعرف السائح العربي شارع «جامعة الدول العربية» في مدينة «الجيزة» جيداً، باعتباره قبلة العرب السياحية في مصر، لا يعرف رواده إلا السهر حتى الصباح، لكنه مع الأحداث الأخيرة يعرف النوم مبكراً مع دقات الساعة التاسعة مساءً؛ مع بدء ساعات «حظر التجوال»، وزاد الموقف سوءاً استهداف الشارع من قبل أنصار جماعة «الإخوان»، الذين قرروا أن يكون ميدان «سفنكس»، الواقع على المدخل الشمالي للشارع نقطة انطلاق لتظاهرات اليوم.

Ad

«شانزليزيه العرب»؛ هكذا يلقب شارع «جامعة الدول العربية» بين زواره ومريديه، رغم عدم امتلاكه أية معالم أثرية كشارع «الهرم» مثلاً، إلا أنه تحول مع الوقت إلى قبلة سياحية، بعدما بات يستقبل آلاف السائحين العرب والأجانب يومياً، فالشارع المرتبط تاريخه بتأسيس حي «المهندسين»، في مطلع الخمسينيات، عند اختيار أسماء شوارع الحي الجديد، تم انتقاء أسماء شوارع دول ومدن عربية كسورية والسودان وجزيرة العرب، فضلاً عن اختيار أكبر شوارع الحي ليحمل اسم «جامعة الدول العربية».

حصل الشارع على شهرته كشارع تجاري سياحي، بعدما قررت إدارة نادي «الزمالك» في سبعينيات القرن الماضي، تحويل سور النادي المطل على الشارع إلى محال تجارية، لتبدأ بعدها عملية تعمير الشارع بالمحال السياحية، والتي حولته لمقصد السياح العرب، منذ الثمانينيات حتى وقت قريب.

سمعة الشارع السياحية تعرضت لضربة قاصمة مع الأحداث التي شهدتها مصر خلال الشهر الماضي، من مواجهات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من جانب، والأهالي والشرطة من جهة أخرى، بعدما أصبح الشارع هدفاً استراتيجياً لأنصار «الإخوان»، في تظاهرات شبه يومية هدفها احتلال الشارع والاعتصام فيه، بينما جاء الحريق الغامض يوم الثلاثاء الماضي، الذي ابتلع 14 محلا تجاريا، ليزيد موقف الشارع سوءاً.

عم بدوي عبدالله، حارس بناية «الفؤاد» أحد أشهر العمائر، والذي تجاوز الـ65 من عمره، عبر عن آمال وأحلام العاملين في «جامعة الدول»، قائلاً لـ»الجريدة»: «في هذا الوقت من كل عام، لم نكن لنجد أي شقة خالية من سائح عربي أو أجنبي في بنايات الشارع، أما الآن فأكثر الوحدات السكنية التي كانت تؤجر بمبالغ طائلة مغلقة».

عمال أحد أشهر محال الأسماك في الشارع، قالوا لـ«الجريدة» إنهم يواصلون الخسائر بشكل يومي، متهمين أنصار «الإخوان» بالتسبب في حالة الكساد التي ضربت الشارع بعد استهدافهم له من أجل التظاهر ومحاولة احتلال أشهر ميادينه «مصطفى محمود» للاعتصام فيه، سارحين بخيالهم إلى أيام العز البعيدة، عندما كان الشارع يكتظ بآلاف البشر.