احتضنت الجمعية الثقافية النسائية مساء أمس الأول ورشة حول تقنيات الكتابة الروائية، قدمها الأديب القدير إسماعيل فهد إسماعيل، بحضور عدد من المهتمين بالكتابة القصصية، من بينهم الأديب السعودي يوسف المحيميد، وتأتي هذه الورشة ضمن الفعاليات التي ينظمها الملتقى الثقافي.
في مستهل الأمسية أثنى الكاتب الزميل طالب الرفاعي على الأديب إسماعيل الفهد، مؤكداً أن للفهد قدرة كبيرة على التواصل مع جميع الأجيال، وأن جميع الروائيين والقصاصين في الكويت كانوا تحت رعايته، واصفاً إياه بالروائي العظيم.من جانبه، بدأ الروائي إسماعيل الفهد حديثه بقوله: «الإبداع لا يُعلم ولا حتى يورث، بل يمكن صقله فقط ولكن لا يمكن أبداً تعليمه»، وتابع: «وضعت قبل دخولي لهذه الورشة رؤوس أقلام سنناقشها سوياً في هذه الأمسية، في البداية سنتحدث عن العمل الإبداعي بصفته كائناً يولد أثناء الكتابة، فالكاتب الروائي يبدأ بالكتابة عن طريق وضع مخطط للعمل الروائي، والبداية تتكون من مقدمة وهي عبارة عن مكان أو شخوص في عقل الكاتب، والعمل الأساسي لهذه الرواية يولد في الصفحات الأولى وعلى الروائي دور أساسي وهو توجيه هذا الكائن الإبداعي ليجعله ينمو من خلال أحداث أو ارتباطات الرواية، ولا أعتقد أن هناك قاعدة معينة لكتابة الرواية، هناك من يبدأ من المنتصف وهناك من يبدأ من النهاية، ولكن أفضل بداية كما قال أرسطو هي من قبل النهاية بقليل، ثم تعود مجدداً، وبرّر هذا الموقف بأنك تستطيع أن تقوم بما تريد، والمتلقي سيصدق ذلك»، كما أكد الفهد أن العمل الروائي يجب أن يأخذ كامل حقه في النضج، وإذا لم يكن العمل ناضجاً من تأمل وفكر قبل الكتابة فلا يمكنه أن يولد أبداً.عنونة العملالموضوع الثاني الذي تحدث عنه إسماعيل الفهد هو «عنونة العمل الإبداعي»، مشيراً إلى أن هناك عنواناً ما للقصة في عقل الكاتب قبل بداية الرواية، وعند البدء في الكتابة حتى إنهاء العمل تكون هناك عدة عناوين فكر فيها الكاتب وربما يعود لنفس العنوان الأول الذي تطرق إليه، وأضاف: «هناك عدة أشكال لعنونة الرواية، منها العنوان الذي يؤخذ من صياغة العمل، ومنها العنوان المباشر، وهناك عناوين لا توحي أبداً بتفاصيل الرواية مثل روايتي الأخيرة «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، فالعنوان يوحي لشيء آخر، فعندما تغوص في تفاصيل الرواية تشاهد ذلك، ولا مانع أن يكون العنوان مستوحى من مكان ما، أو أن يحمل العنوان اسم شخصية رئيسية من الرواية».الموضوع الثالث الذي تحدث عنه إسماعيل الفهد كان «ثقافة الروائي»، إذ أكد أن المبدع يجب أن يتمتع بالفضول منذ صغره حتى تتشكل ثقافته، والكاتب يجب أن يكون قارئاً محترفاً، وأن يقرأ عن جميع الفنون سواء الموسيقى أو الشعر والمسرح، ويجب أن يعرف أموراً تكفيه من ثقافات متعددة حتى إذا كانت القضايا الجينية أو الزلازل والبراكين، والأهم من ذلك كله عدم قراءته لرواية ما أثناء كتابته لروايته حتى لا يقتل العمل الروائي.ثم تطرق الفهد إلى الموضوع الرابع وهو «ديمقراطية الروائي» مؤكدا أن الروائي يجب أن يتمتع بالديمقراطية، وعليه أن يكشف جميع الحقائق بغض النظر عن انتمائه وعن الحزب الذي يتبعه، وقال: «يجب على الروائي أن يسرد جميع الحقائق دون تحيز إلى أي قضايا معينة، والسؤال هنا هل يستطيع الكاتب العربي الالتزام بالديمقراطية؟»، وأخيراً ذكر الفهد الموضوع الخامس والذي يعتبر الأهم بالنسبة للرواية وهو مدى شجاعة الروائي، موضحاً أن الروائي يجب أن يكون شجاعاً في سرده للمواضيع، ويجب أن يكون مقداماً في كتابة أشياء جديدة، وعليه كذلك أن يكون شجاعاً في سرد الحقائق بصورة واضحة.وكانت الورشة فرصة جيدة لأن يتبادل الروائيون الشباب همومهم مع الروائي إسماعيل الفهد، وقالت الروائية الشابة «شمايل» إنها بصدد إنهاء روايتها الأخيرة، ولكنها متخوفة كثيراً من موضوع الرقابة، لأن الرواية تناقش قضية جريئة جداً، بينما صرح الروائي إسماعيل الفهد لـ»الجريدة» بأن أهم هدف للورشة هو تبادل الهموم والمعلومات عن الكتابة الروائية. يذكر أن الورشة مستمرة حتى مساء الغد في الجمعية الثقافية النسائية من الساعة السابعة حتى التاسعة مساء.
توابل - ثقافات
إسماعيل الفهد: الإبداع لا يُعلّم بل يمكن صقله
09-04-2013