أكد قائد عمليات الجيش المصري الأسبق اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية (الكويت 1991) أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لن يترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، معتبراً أن ترديد عبارة «حكم العسكر» مجرد فزاعة، وقال في حواره مع الجريدة» إن الجيش حقق نتائج إيجابية في مواجهة الإرهاب بسيناء، داعياً إلى استغناء مصر عن المعونة والتسليح الأميركيين. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى الأوضاع الأمنية في سيناء وقطاع غزة؟

- العمليات العسكرية في سيناء تحقق تقدماً ملحوظاً في مواجهة الإرهاب، ودليل ذلك تراجع الهجوم على أقسام الشرطة ووحدات الجيش من الإيقاع اليومي إلى شبه الأسبوعي، ويمكن القول إن العمليات العسكرية استطاعت أن تقلل من نتائج الأعمال الإرهابية، دون أن تقضي عليها، وفيما يخص قطاع غزة أعتقد أن الإمداد بالسلاح والذخيرة يأتي عبر الأنفاق الحدودية، لكن لا يمكن اعتبار ذلك تهمة للفلسطينيين، ولكن على حركة «حماس» أن تتخذ من التدابير ما يحول دون وصول السلاح إلى إرهابيّ سيناء.

• ما تقييمك للمعونة الأميركية؟

- المعونة مفيدة للولايات المتحدة بالدرجة الأولى قبل مصر، لأن الجانب الأكبر منها 1.3 مليار دولار معونات عسكرية توفر فرصة لسوق السلاح الأميركي بالعمل والانتشار والترويج، وفيما يخص المعونة الاقتصادية 250 مليون دولار، فإنها مشروطة بالصرف في جزء منها بالجمعيات الحقوقية وتنمية الديمقراطية وغيرها، أما من الجانب السياسي فإن المعونة كانت رغبة من الإسرائيليين والأميركيين في إخراج مصر من معادلة الصراع العربي - الإسرائيلي بعد حرب 1973، وبمرور الوقت أصبح القرار السياسي المصري مرهوناً بالبيت الأبيض، وهو ما نتج عنه تحجيم دور القاهرة، وإجمالاً لا أرى فائدة من تلك المعونة.

• ما سبب زيادة انتشار السلاح في مصر أخيراً؟

- كان السودان في السابق هو المصدر الأساسي الذي يتم جلب السلاح منه إلى داخل مصر، وعقب سقوط القذافي في ليبيا، وسيطرة القبائل المسلحة على الأمور، أصبحت الحدود أقل تأميناً، وبات التأمين مسؤولية الجانب المصري وحده، وهي مهمة صعبة، ولا يمكن وقف تدفق السلاح دون التعاون بين الشرطة والأهالي.

• كيف ترى دور الجيش في المرحلة المقبلة؟

- أعتقد أن قوة الجيش واستقراره من قوة الدولة، وبالتالي أعتقد في ضرورة مشاركته في وضع الخطوط العامة للدولة دون أن يحكم ويتدخل في تفاصيل إدارة الأمور، وذلك كأي مؤسسة في الدولة، فيجب ألا نقع أسرى لفزاعة «حكم العسكر»، لأن الجيش مؤسسة أصيلة في تكوين الدولة، وقوتها ضرورية.

• هل تعتقد أن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي سيترشح للرئاسة؟

أؤكد أنه لن يُرشح نفسه، لأن وجوده على رأس الجيش سيكون أفضل لمصر من تولي رئاسة الجمهورية، وأعتقد أن الرئاسة تحتاج رجلاً من خلفية عسكرية، دون أن يكون في الخدمة.

• هل المواد الخاصة بالجيش في مشروع الدستور تتطلب تعديلاً من وجهة نظرك؟

- أعتقد أن هناك حاجة لإعادة صياغة المادة الخاصة بتعيين وزير الدفاع، والتي تنص حالياً على أن الوزير هو القائد العام للقوات المسلحة، وهو ما سيجعل المنصب عرضة للأهواء والتغييرات الوزارية، ولكن يجب النص على أن القائد الأعلى هو وزير الدفاع ويختار من بين ضباطها.

• ما الهدف من الضربة العسكرية المتوقعة ضد سورية وما أثرها على مصر؟

- لا توجد ضربة عسكرية دون هدف سياسي، وأعتقد أن الهدف الأساسي من الهجوم هو البدء في إسقاط نظام الأسد، وعلى المستوى العسكري، فإن النظام لن يسقط بشكل كامل دون عملية برية، وهو ما لا تستطيع قوات «حلف شمال الأطلسي» التورط فيه حالياً، كل ذلك سيتسبب في إضعاف الدور المصري خاصة بعد سقوط العراق، والسبب في ذلك هو خلق بؤرة من التوتر في دمشق والدخول في آتون الحرب الأهلية، ويصبح الصوت المصري دون صدى.

• كيف سيكون رد فعل «حزب الله» وإيران إذا نُفذت الضربة؟

- أعتقد أن الدول الحليفة لسورية لن ترفع سوى صوتها، حتى لا تتورط في المعركة، خاصة أن العملية العسكرية ستكون خاطفة ومحددة الأهداف، ولن تكون هناك مساحة للرد.