يدأب الشاعر عماد الدين موسى على إصدار مجلة {أبابيل} الشعرية مع مجموعة من النقاد والشعراء، وعلى الرغم من المصاعب التي تواجه إصدار هذا النوع من المجلات، لكن {أبابيل} استطاعت أن تفرض نفسها في الشكل والمضمون.

Ad

ما الهدف في هذه الأيام من إصدار مجلة شعرية، خصوصاً أن شعراء كثيرين يندفعون في إصدار بعض المجلات الشعرية وبعد أعداد قليلة تظهر عليهم علامات الملل والضجر، وسرعان ما تنتهي مشاريعهم؟

جاء إصدار {أبابيل} رداً على رداءة التعامل مع نصوصنا ممن يدير المنابر الموجودة من جهة، ورداً على المنتديات (الأدبية) المنتشرة في الشبكة العنكبوتية من جهة أخرى، لذا حاولنا ومنذ البداية أن يكون الاهتمام بالأسماء الشابة الجديدة إلى جانب القامات الشعرية العالية، ولعله من المفيد أن أنوه بأنّ من يقف وراء استمرارية {أبابيل} هم الجيل الشاب من الشعرا.

أما عن توقف المجلات الشعرية بعد إصدار أعداد معدودة، فهذا يعود إلى التطوّر البطيء لهذا النوع من المجلات، كذلك عدم وجود عدد كبير من المتابعين لها كما في حالة المجلات الفنية على سبيل المثال. إضافة إلى عدم الاهتمام بها من المؤسسات الرسمية سواء من ناحية الدعم المادي أو اللوجيستي.

كيف تقيم تجربة {أبابيل} بعد مدة على صدروها؟

كمحرر للمجلة لا يمكنني أن أقيّم ما أقوم به، لكن أعتقد أن {أبابيل} استطاعت أن تتبوأ مكانة بين المجلات الأدبية المرموقة وفي فترة زمنية قصيرة، فبعد أشهر من انطلاقتها انعقد في بيروت {مؤتمر قصيدة النثر}، وتمت الإشارة إليها في أكثر من ورقة قُدِّمَتْ في المؤتمر.

حين أصدرت {أبابيل}، هل كنت تخطط لمشروع ما على نحو ما كانت مجلات مثل {شعر} و{حوار} و}الآداب}، أم أن هدفك الاهتمام بالشعر فحسب؟

قبل الإعداد لإصدار {أبابيل} وتحديداً في أواخر عام 2005، اطلعت على كثير من المجلات التي صدرت وتوقفت عن الصدور، تحديداً الأعداد الكاملة لكل من {الناقد} و{ألف} و{شعر}، ومن ثمّ وضعت هيكلاً أوّلياً للمجلة من حيث المضمون والتبويب، فهذا ضروري لجذب القارئ، وتواصلت لأكثر من ثلاثة أشهر مع عدد من الأصدقاء الكتاب والشعراء، وآثرنا أن تكون الانطلاقة في 21 مارس 2006 تزامناً مع اليوم العالمي للشعر، كون المجلة تهتم بالشعر أولاً وأخيراً.

ما الذي تشعر أنه ينقص مجلة {أبابيل}؟

النواقص عدة، و{أبابيل} كمجلة تحتاج إلى الجديد دائماً من حيث المضمون والشكل، لكن أهم ما ينقصها الحوارات والمتابعات، وهذا يعود إلى عدم وجود مكافآت مادية لمن يكتب فيها.

ألا تشعر بأن المجلات الثقافية والشعرية تحتاج الى المكان والزمان؟

«الزمكانية} ضرورية، لكن المجلات الأدبية، ومن بينها الشعرية، ليست كالمجلات الفنية والسياسية والإعلانية، فالنص الجيّد والجديد عابر لها، ويمكن قراءته في أي وقت وأي مكان وهذا ما تؤكده الكتابات الخالدة لجبران خليل جبران وخير الدين الأسدي ورامبو ورينيه شار وبول إيلوار.

ضمن عنوان مجلتك مكتوب إنها تصدر في {حلب سوريا}، ما تأثير الحرب على مسار المجلة؟

في الحرب ثمة خياران لا ثالث لهما: إما أن نُنهي الحرب أو أن الحرب تنهينا}، من هنا يمكنني القول إن الحرب لا تستطيع أن توقف الحياة.

وأود أنْ أذكر أنّ {أبابيل} ظلتْ، ولأكثر من ستة أعوام، تصدر من مدينة حلب، ومن ساندها منذ البداية لا يزال في حلب ولم يخرج منها، لا سيما الصديقين أنور محمد وحسن إبراهيم الحسن والدكتورة علياء الداية.

هل تؤيد نظرية سماح ادريس التي تقول بأن ما دامت المجلة لا تقرأ ورقياً فلماذا إصدارها؟

على العكس، المجلات كافة التي يتم تداولها إلكترونياً أكثر انتشاراً من المجلات التي تصدر ورقيّاً فحسب. أؤيد نظرية سماح إدريس من جهة الفائدة المادية، فالتوزيع الإلكتروني في المنطقة العربية، عادة ما يكون مجانياً، لكن في حالة التوزيع الورقيّ، قد تصلك الأعداد مشوّهة وأغلب الأحيان تخضع لمقص الرقيب في الدول العربية قبل نزولها إلى المكتبات، وهذا ما وجدته أثناء متابعتي لأعداد مجلة {الناقد}، كذلك قد يتم منع دخول عدد بأكمله إلى دولة عربية ما بسبب مقالة أو نص، كما حصل مع مجلة {الآداب}.

هل ما زالت المجلة الأدبية قادرة على الصمود في زمن النشر الفايسبوكي والتويتري السريع والعشوائي؟

صفة {السريع} أكثر دقّةً من {العشوائي}، وهذا يعني أنّ المجلة ليست قادرة على الصمود فحسب، بل تنتشر أكثر وبسرعة أكبر، وهو ما لاحظته، فالأعداد الأخيرة من {أبابيل} تُقرأ أكثر وازداد عدد متابعيها في كل أنحاء العالم، خصوصاً بعد إنشاء صفحة خاصة بها على  {فيسبوك}.

من هم الشعراء الذين تتجنب الاهتمام بهم في المجلة؟

على الإطلاق، لم تتجنّب {أبابيل} الاهتمام أو التعامل مع أي شاعر. نهتم بالنص والتجربة أكثر من اهتمامنا بتوجهات المبدع الفكرية والأيديولوجية.

كيف تمول المجلة نفسها؟

تعتمد {أبابيل} على الاشتراكات والدعم المادي والمعنوي من الأصدقاء بالدرجة الأولى، كذلك تعتمد على الواردات المادية من مراجعات وتدقيق وتنقيح الكتب التي تصلنا، وهذا أيضاً ساعد على استمراريتها في الصدور وعدم التوقف.

هل {أبابيل} نتاج فردي أم نتاج جماعة ثقافية؟

بالتأكيد {أبابيل} ليستْ نتاجاً فردياً، ولا يمكن لشخص مهما كانت إمكاناته أن يقوم بهكذا عمل، بل هي نتاج مجموعة لا جماعة، مجموعة من النقاد والشعراء والمثقفين المهتمين بالشعر.

في سطور

- ولد عام 1981 في مدينة عامودا.

- شاعر وصحافي من سورية.

- يكتب في عدد من الصحف والمجلات.

- عضو الأمانة العامة لرابطة الكتاب السوريين.

- يعمل رئيس تحرير لمجلة {أبابيل}.