وزير الثقافة المصري لـ الجريدة•: الاعتصام ليس أزمة وإقالة القيادات وتعيينها من صلاحياتي
«أدير الوزارة من الخارج والمعتصمون ليسوا مثقفين بل برابرة... وأقلتُ رئيسة الأوبرا لتبديدها المال العام»
يبدو الحوار مع وزير الثقافة المصري، المثير للجدل، علاء عبدالعزيز، ملفوفاً ومليئاً بالفخاخ، لأنه يأتي بعد ساعات قليلة من اندلاع اشتباكات دامية، اعتُبرت بروفة أخيرة لتظاهرات حاشدة تدعو إليها القوى المدنية لإسقاط الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو الجاري.علاء، الذي اعتبر في حواره مع «الجريدة» المثقفين المعتصمين في مكتبه مجرد «برابرة»، كان سبباً في إسالة دماء عدد من قيادات جماعة «الإخوان» أمس الأول، حينما حاولوا فض اعتصام المثقفين بالقوة، وهو أول وزير ثقافة مصري يفقد القدرة على دخول مكتبه في الوزارة منذ أكثر من أسبوع، بعدما احتله كبار المثقفين احتجاجاً على قرارات إقالة عدد من قيادات الوزارة على رأسهم رئيسة دار الأوبرا إيناس عبدالدايم ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد، وسط غضب شعبي جارف ضد سياسات الأخونة، مما أدى إلى انخفاض شعبية النظام الحاكم إلى مستوى غير مسبوق... وإلى نص الحوار:
• بماذا تفسر ما يحدث داخل الوزارة منذ توليك المنصب؟- ثمة التباس في الأمر، فالمعتصمون في الوزارة لا يمثلون المثقفين، حتى أهدافهم من الاعتصام ليست واحدة، فهناك من يقول إنه اعتراض على وجودي شخصياً في المنصب، والبعض الآخر يقول إنها بروفة للتظاهرات في 30 يونيو، وفي رأيي هم جميعاً واهمون وسينتهي الوهم معهم في نهاية الشهر.• كيف ترى الاشتباكات التي وقعت أمام مقر الوزارة بين مؤيدي ومعارضي بقائك خصوصاً أن مؤيديك هاجموهم في مقر اعتصامهم السلمي؟- تصرف المثقفين المعتصمين هو تصرف بربري، لأنهم ينتمون إلى ثقافة «إبادية» انتهى عصرها، ولم يعد لها مكان، يرفضون من يختلف معهم في الرأي ويردون عليه بالاعتداء، ولم أجد مبرراً للتصرف العدواني الذي قاموا به، تجاه المتظاهرين، الذين توجَّهوا إليهم في تظاهرة سلمية، وفوجئوا بالاعتداء عليهم بالمولوتوف، وحينما زُرتهم في المشفى للاطمئنان عليهم، طالبوني باستكمال المسيرة، وجددوا تأييدهم لي رغم تعرضهم للإيذاء، لذا شعرت بالتعاطف الشديد معهم، لأن هدفهم مصلحة الوطن، ومن هنا أتساءل: هل التعدي على المتظاهرين السلميين تصرف مثقفين!• إذاً كيف يمكن أن تنتهي الأزمة؟ - لا أرى أن هناك أزمة من الأساس، الاعتصام السلمي حق مكفول للجميع ولا أرفضه، لكن إقالة القيادات وتعيين غيرها من اختصاص الوزير دون غيره، وكل قرار أصدرتُه لدي مبررات له، وأعلنت أن مكتبي مفتوح للجميع، لتوضيح مبررات القرارات لمن يرغب في معرفتها، لكنني لن أسمح بأن يتم إهدار المال العام، فعندما أقلت رئيسة دار الأوبرا إيناس عبدالدايم أعلنتُ الأسباب، إذ لا يُعقل أن أقوم بالإنفاق على حفلات لا يحضرها سوى عدد محدود جدا من الجمهور، في مقابل عشرات الدعوات المجانية.• لكنك كوزير للثقافة لم تستطع دخول مكتبك منذ أسبوع تقريباً؟- كمثقف أتصرف بأسلوب حضاري، تركت للمعتصمين «صالون» يجلسون فيه داخل مقر الوزارة، هم يعتقدون أنهم بذلك يسببون لي ضرراً وهو ما لم يحدث، فالثقافة ليست مكتب وزير، ومن يعتقد ذلك فهو مخطئ، حيث أقوم بدوري كوزير على أكمل وجه، أتخذ جميع القرارات وأوقع عليها ويتم تنفيذه ا، كما أرد على المراسلات وأتابع شؤون الوزارة، عموماً وزير الثقافة له أكثر من مكتب، هناك مكتب بالديوان العام، وآخر بالمجلس الأعلى للثقافة وثالث في الهيئة العامة للكتاب، وليس مهماً المكان الذي أدير العمل منه ولكن الأهم هو مدى قدرتي على إدارة العمل، وحتى الآن لديّ القدرة على إدارة جميع ملفات الوزارة والذهاب إلى أي جهة تابعة لها دون مشكلات.• ألا ترى أن ما يحدث معك يشبه ما حدث مع رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري عندما رفض الثوار دخوله مجلس الوزراء؟- وقتئذ توجه الجنزوري إلى وزارة الاستثمار، حيث أدار عمله من هناك، ولم يقل أحد إنه لا يعمل.• لماذا لم تذهب لافتتاح مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام القصيرة؟- الاحتفالات الفنية والثقافية أمر مهم بالطبع، لكن لا تتخيل عدد الملفات التي أدرسها في الوزارة، وبالتالي هذه الملفات لها الأولوية، عن حضور أية فاعليات أو احتفالات، فأولويات العمل تطلبت أن أكون موجوداً في القاهرة وليس في الإسماعيلية.•يردد بعض المثقفين أنك أوقفت جوائز الدولة التقديرية، ما صحة ذلك؟- يُسأل في هذا من يدَّعيه.