الأسد: الجيش استعاد المبادرة والنتائج تظهر قريباً

نشر في 29-01-2013
آخر تحديث 29-01-2013 | 00:01
No Image Caption
• أوباما «محتار»... وفابيوس يحذر من الإسلاميين • لافروف: لم نبد يوماً إعجابنا بالنظام السوري

في خطوة تظهر رهانه على حسم الأزمة التي تعيشها البلاد عسكرياً، رفض الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة، معتبراً أن الوضع الميداني وحده سيحسم وجهة الحل، مؤكداً أن الجيش الموالي له حقق نتائج مهمة واستعاد زمام المبادرة، في حين طالبت المعارضة خلال اجتماع في باريس بمزيد من الأموال والأسلحة.
رغم مقتل أكثر من 60 ألف سوري ولجوء مئات الآلاف من السوريين الى دول الجوار والتدمير الذي لحق بالبنية التحتية للبلاد، تمسك الرئيس السوري بشار الأسد ببقائه في السلطة، مؤكداً أن الوضع الميداني وحده هو الذي سيحسم وجهة حل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ 22 شهراً.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية للنظام السوري عن "زوار التقوا الاسد في قصر الروضة الرئاسي في دمشق"، تأكيد الرئيس السوري أن "الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة كبيرة جداً وأنه حقق نتائج هامة، أضيفت الى ما حققه خلال الأشهر الاثنين والعشرين الماضية"، مشيراً الى ان "ما حققه الجيش سيجري تظهيره قريباً".

وأوضح الأسد، بحسب الصحيفة، أن "الجيش منع المسلحين من السيطرة على محافظات بأكملها، وبالتالي ظل ملعبهم بعض المناطق الحدودية مع تركيا والأردن ولبنان إلى حد ما، فضلا عن بعض الجيوب في ريف العاصمة التي يتم التعامل معها".

وأكد الرئيس السوري أن "العاصمة دمشق في حال أفضل، والنقاط الاستراتيجية فيها، وبرغم كل المحاولات التي قام بها المسلحون، بقيت آمنة، ولا سيما طريق المطار". وانتقد الدعم الذي تقدمه تركيا للمقاتلين المعارضين، معتبراً أن إغلاق أنقرة حدودها في وجه هؤلاء، يمكن أن يحسم "الأمور خلال اسبوعين فقط".

وأشار الى أن "المجموعات المسلحة الممولة من الخارج تلقت ضربات قاسية خلال الفترة الماضية"، في خطوات تقاطعت مع حركة دولية "كان من أبرزها إدراج الولايات المتحدة لجماعة جبهة النصرة على لائحة الإرهاب"، متوعدا بـ"تصفية هذا الفرع القاعدي بالكامل". ورأى ان حليفته موسكو ستبقي على دعمها له "فهي تدافع عن نفسها، لا عن نظام في سورية".

وعلى صعيد الحل السياسي، شدد الأسد على أن "لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف" الذي تم تبنيه من قبل مجموعة العمل حول سورية في 30 يونيوالماضي، ولا يأتي على ذكر تنحيه عن السلطة.

وقال الأسد إن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي طرح عليه خلال زيارته دمشق الشهر الماضي "فكرة التنحي في المرحلة الانتقالية"، لكن الرئيس السوري "قطع عليه الطريق"، وأكد له أن "ما سيحسم وجهة الحلّ هو الوضع الميداني الذي يتحسن يوما بعد آخر".

أوباما

وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما، في حديث لمجلة «نيو ريبابليك» الأميركية، نشرته أمس، إنه «محتار» بشأن كيفية التعاطي مع الازمة في سورية، موضحا أنه «في وضع مماثل للوضع في سورية، علي أن اتساءل هل يمكننا أن نحدث فرقاً؟».

وتساءل: «هل سيكون للتدخل العسكري وقع؟ كيف سيؤثر ذلك على قدرتنا على دعم قواتنا التي لاتزال منتشرة في أفغانستان؟ ما عواقب تورطنا على الأرض؟ هل سيزيد ذلك العنف أو يؤدي الى استخدام الأسلحة الكيميائية؟ ما الذي يقدم أفضل الفرص لنظام مستقر لما بعد الأسد؟ وكيف اوازن بين عشرات آلاف القتلى، الذين سقطوا في سورية، وعشرات الآلاف الذين يقتلون حالياً في الكونغو؟».

وخلص أوباما الى القول: «انني اتساءل دائماً أين ومتى على الولايات المتحدة التدخل او التحرك لخدمة مصلحتنا الوطنية، وضمان امننا، وليتناسب ذلك مع أعلى قيمنا وانسانيتنا»، مضيفا: «وفي حين تحيرني هذه القرارات يبقى في ذهني أكثر من أي شيء آخر ليس فقط قدراتنا وامكاناتنا الهائلة، بل أيضا حدود هذه القدرات».

المعارضة وفرنسا

الى ذلك، شهدت باريس أمس "اجتماعا فنياً" للمعارضة السورية بحضور وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الى جانب دبلوماسيين وكبار الموظفين من نحو 50 دولة. وصرح نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض رياض سيف خلال الاجتماع أن "الشعب السوري يخوض حالياً حرباً بلا رحمة. الوقت ليس لصالحنا واستمرار هذا النزاع لا يمكن إلا أن يجلب كارثة على المنطقة والعالم". وتابع: "لم نعد نريد وعودا لن تحترم".

من جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا إن "سورية تحتاج الى مليارات الدولارات. لكننا بحاجة الى 500 مليون دولار على الأقل للتمكن من تشكيل حكومة" في المنفى، مضيفاً: "نحتاج الى أسلحة والمزيد من الأسلحة".

أما فابيوس فقد حذر من أنه "أمام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات الإسلامية مرشحة الى توسيع سيطرتها على الأرض إن لم نتحرك كما علينا. ينبغي ألا نسمح أن تتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديمقراطية الى مواجهات بين ميليشيات"، مشدداً على ضرورة أن يخرج الاجتماع بـ"هدف ملموس يقضي بتزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك التي تشمل الأموال والمساعدات باشكالها كافة".

لافروف

وبعد تصريح رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف أن احتمالات حفاظ الأسد على السلطة تقل يوماً بعد يوم، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس "لم نُبدِ الإعجاب بهذا النظام في يوم من الأيام ولم نسانده أبداً"، مضيفاً أن "كل أعمالنا كانت موجهة لتطبيق بنود بيان جنيف، ومن بينها الاتفاق على تشكيل هيئة إدارية انتقالية، ما يؤكد أننا نريد استقرار الوضع وتهيئة الظروف لكي يقرر السوريون بأنفسهم مصير قيادتهم وشعبهم وبلادهم".

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قال في وقت سابق إن الموقف الروسي يظل كما هو بدون تغيير٬ مضيفاً: "لا يستطيع أحد غير السوريين الاتفاق على نموذج تطور بلادهم، في حين ينبغي أن تضاعف جميع الأطراف الخارجية جهودها للمساعدة على تهيئة الظروف لبدء الحوار بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة طبقا لما تم الاتفاق عليه في جنيف".

إسرائيل

في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني أمس لوكالة "فرانس برس" بأنه تم نشر بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ في شمال إسرائيل بهدف التمكن في حال الضرورة من شن عمل عسكري بشكل سريع ضد سورية أو لبنان. وأشار المصدر الى أن إسرائيل تعتقد أن "حزب الله" لديه قوى كبيرة في سورية تقوم حالياً بدعم الأسد ضد المعارضين المسلحين، وقد يستولي على أسلحة كيماوية في حال سقوط النظام. ونفى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي شائعات عن إصابته بجلطة دماغية مؤكداً أنه بصحة جيدة.

 (دمشق، باريس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top