اتسعت دائرة التوتر بين التيارين الصوفي والسلفي في مصر أخيراً، وسط توقعات بتحول التنافر بين الطرفين من ساحة الخلاف الفقهي إلى صراع ميداني، وذلك على خلفية إعلان شيخ الطريقة الشبراوية، كبرى الطرق الصوفية في مصر، عبدالخالق الشبراوي اتخاذ «جبهة إصلاح الطرق الصوفية» قراراً بتدشين ميليشيا «الصوفية الجهادية»، لحماية أضرحة الأولياء في مصر، بعد تعرضها لاعتداءات من جانب متطرفين إسلاميين، ما اعتبره خبراء أمن مؤشراً لاندلاع عنف ميداني على خلفية دينية، قد يصل إلى حد الحرب الأهلية.

Ad

القرار قوبل باستهجان التيار السلفي الجهادي، فمن جهته قال زعيم تنظيم «الجهاد» محمد الظواهري إن «الصوفية الجهادية لم تؤسس من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، وتحرير أهل السّنة في سورية، بل أسست للدفاع عن القبور التي يعبدونها من دون الله»، مشيراً في تصريحات لـ»الجريدة»، إلى أن تشكيل الصوفية لهذه الميليشيا جرم يضاف إلى جرمهم العقائدي، ومؤكداً أن التيار السلفي لن يصمت إزاء أي اعتداء من هذه الميليشيا.

وكان الشيخ الشبراوي أكد في بيان له أمس الأول أن تأسيس «الصوفية الجهادية بدأ التخطيط لها قبل عامين، تحت رعاية وإشراف طرق جبهة الإصلاح الصوفي، وقوى أخرى لديها اهتمام بأضرحة الأولياء»، في حين عارض الفكرة شيخ الطريقة الفيضية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية محمود أبوالفيض، قائلاً، لـ»الجريدة»، إن «المجلس الأعلى براء من هذا الجناح العسكري»، مؤكداً عمق العلاقات مع التيار السلفي، وأن حوادث هدم الأضرحة التي وقعت أخيراً لم يثبت ضلوع السلفيين فيها.

وأوضح شيخ الطريقة العزمية علاء أبوالعزائم أن الشيخ الشبراوي دعا فقط ولم يؤسس ميليشيا الصوفية الجهادية، مؤكداً في تصريحات لـ»الجريدة» أن أفعال التيار السلفي في مصر من استهداف الأضرحة تؤكد ضرورة مواجهة هذا التطرف حتى ولو بالقوة، طالما أن الحوار والجدل بالتي هي أحسن لم يأتِ بنتيجة.

من جانبه، حذر الخبير الأمني اللواء محمود قطري من مغبة تأسيس مثل هذه الميليشيا، وقال لـ»الجريدة» إن تدشينها سيدفع نحو تأجيج الصراع ميدانياً على خلفية دينية، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة تصل إلى الحرب الأهلية.