فعل الحب!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
هذه الفكرة المختلفة التي طرحها ستيفن كوفي تستحق بعض التأمل والتفكر. هل الحب يمكن تصنيعه حقاً بالطريقة التي وصفها كوفي؟ هل مشاعر الحب تخفت بين الأزواج والأحباب والأصدقاء لأن أطراف هذه العلاقات تتوقف مع الوقت عن تقديم وبذل ما تستحقه هذه العلاقات وما يجب من عطاء وجهد وتضحيات؟ أنا شخصياً أؤمن بذلك. ستيفن كوفي، وكما هو واضح، يفصل ما بين الحب كثمرة وكشعور عاطفي ونفسي، والحب كفعل وصناعة إرادية عقلية سلوكية، ويرى أن الحب "الثمرة" هو النتيجة الطبيعية المتوقعة للحب "الفعل" الذي يتم تصنيعه بين أطراف علاقات الحب إرادياً عبر سلوكهم الخاضع لقراراتهم العقلية.هذا الفصل، الذي أظنه جديداً على البعض وقد لا يروق لهم كثيراً، يروق لي لأنه يثبت ما كنت أقوله دائماً إن الحب ليس مجرد شعور عاطفي يقدح داخل النفس تجاه شخص ما، حتى إن كانت بداياته كذلك ربما، وإنما هو أكبر من ذلك وأعمق، كونه نتيجة تراكمية مكثفة لأفعال وممارسات إيجابية تقوم بها أطراف علاقات الحب تجاه بعضها بعضاً. هذا المفهوم يجعلني أدرك بالتبعية أن علاقات الحب وكما أنها نتيجة طبيعية لفعل الحب تحتاج كذلك مع مرور عمرها إلى الرعاية والمتابعة والصيانة حتى لا يعتريها الفتور ولا يدخل عليها الملل.لهذا على من يريدون منّا أن يعيشوا بهناء وسعادة مع من يحبون أن يراجعوا من الآن فصاعداً وبشكل دوري دائم، أوضاع علاقات الحب في حياتهم وأن يعيدوا ترتيب هذه الأوضاع، بل وأن يعالجوها إن اقتضى الأمر ذلك. وأعني بذلك جميع علاقات الحب تجاه أزواجهم وتجاه أسرهم ومن تربطهم بهم صلات الرحم وتجاه أحبابهم وأصدقائهم، وألا يفترضوا أن مجرد وجودها يعني استمرارها وبقاءها على ما هي عليه من حياة وجمال وألق، بل عليهم أن يدركوا أنها ستظل دائماً بحاجة إلى بذل الجهد وتقديم الرعاية حتى تستمر زاهرة متألقة.