هل مواهبك المتعددة نتاج دراسة موسيقية معمّقة أم موهبة؟

Ad

يجب أن يملك الإنسان الموهبة، في الأساس، ليطوّرها عبر الدراسة الموسيقية المعمقة، لأن الموهبة من دون دراسة لا تكفي، كما أن الدراسة التي لا تنطلق من موهبة غير كافية أيضًا. منذ نعومة أظفاري، اكتشف أهلي موهبتي فعززوا ثقافتي الموسيقية من خلال تسجيلي في دروس البيانو، وسافرت بعدها الى أميركا حيث تخصصت في التوزيع الموسيقي والموسيقى التصويرية.

كيف تصفين أعمالك الموسيقية؟

كل أغنية من أغنياتي تعبّر عن حالة إنسانية معينة، عن مشهد ما، لذلك الموسيقى التي أقدمها صادقة ونابعة من وجداني.

هل تعكس تجارب شخصية أم عملية إسقاط لتجارب الاخرين؟

الاثنان معًا، فضلا عن أنها تجسيد لقصص إنسانية نصادفها في حياتنا اليومية ونتأثر بها.

ألا تخشين الوقوع في التكرار كلامًا أو لحنًا أو توزيعًا؟

أتعامل مع شعراء وملحنين يقصدونني لأوزع أعمالهم، بالتالي ثمة تنويع على صعيد التوزيع. أمّا بالنسبة إلى أغانيّ الخاصة، أستشير فريق عملي قبل طرح أعمالي الجديدة في السوق لئلا أقع في التكرار.

شبّه البعض موهبتك بموهبة الفنان مروان خوري الذي يغني من أعماله الخاصة ويقدم أغاني كلاسيكية رومانسية، فما رأيك؟

أعشق فن مروان خوري، لذا أفرح بتشبيهي بفنان شامل مثله. تتسم شخصية كلا منا بالشفافية والإحساس، ما ينعكس على طبيعة العمل الفني ونوعه.

غبت بضع سنوات عن الوسط الفني، فهل اختلف واقعه لتقرري العودة؟

اختلف نوعًا ما عن السابق، وتغيّرت الأمور لجهة تطوّر الموسيقى. لكنني لم أعد لهذا السبب بالذات، بل لأن كل انسان يستعدّ، قبل خوض المعركة، ليكون على مقدار التحدي الذي يواجهه. هكذا فعلت أنا، إذ كنت أتحضّر في السنوات الماضية، عبر تعميق ثقافتي الفنية وتطوير نفسي، لأصبح قوية وقادرة على خوض معركتي الفنية الإيجابية والإطلالة بأبهى صورة على الوسط الفني.

كيف تنظرين إلى الثقافة الموسيقية العربية؟

تعجبني. إنما محليًا، ثمة تهميش للأغنية اللبنانية وكرامتها وكرامة الفنان اللبناني مخيبة للآمال.

مع أي من الفنانين العرب تطمحين إلى التعاون؟

حسين الجسمي، كذلك أطمح إلى تقديم عمل فني بلهجة غير لبنانية.

هل أصبحت جزءًا من الوسط الفني أم تعيشين في عالمك الخاص؟

أنا جزء من الوسط الفني، إنما أفكر بطريقة مغايرة عن الفنانين الآخرين، أتصرف على سجيّتي وأعيش حياة طبيعية وبسيطة.

ما انعكاس الوضع الاجتماعي العربي على نوعية الأعمال الفنية؟

تطالعنا ظواهر فنية غريبة، من فترة إلى أخرى، فمنذ بضع سنوات، مثلا، ارتبطت هذه الظاهرة بالعنصر النسائي، لكننا نشهد راهنًا عنصرًا آخر أدى إلى تدني مستوى الأغنية اللبنانية فكرًا ومضمونًا، ورخّص معنى الحب والمرأة، ما أزعجني، فضلا عن عملية الاستنساخ والتكرار.

كيف يحفظ كل من الفنان، الملحن، الشاعر، الموزع، حقه في ظل الاستنساخ الغنائي؟

تحفظ {ساسيم} حقوق الفنانين وفق معايير محددة، سمعت أخيرًا أنها ناشطة، لكن أسوة بالقوانين اللبنانية، تحتاج إلى بعض الوقت لتأخذ مجراها الطبيعي.

 

مزجت الموسيقى العربية بالغربية، هل تسعين إلى التميز بلون موسيقي معين؟

سبقني هادي شرارة في مزج الموسيقى العربية بالغربية، فغرّب الموسيقى الشرقية وشرّق الموسيقى الغربية، وبالتالي لست السبّاقة، إنما لديّ هويتي الخاصة ونكهتي في الكتابة الموسيقية.

قدمت جنريك مسلسلي {ديو الغرام} و{حلو الغرام}، وأغنية {بتعرف شو{ في فيلم {حبة لولو{، ما الذي دفعك إلى تكرار التجربة؟

نجحت أغنية {قصتنا حبيّنا} بصوت كارلوس عازار، لذا أحبّ القيمون على مسلسل {حلو الغرام} تكرار التجربة فنجحت هذه الاغنية أكثر من الأولى. بالنسبة إلى أغنية {بتعرف شو{ في فيلم {حبة لولو{، كان الهدف من خلالها أن أساهم في تسويق الفيلم ونجحنا.

ما سر هذا الانسجام الفني بينك وبين كارلوس عازار؟

أثبت كارلوس نفسه ممثلا ومغنيًا قبل تعاوننا، لكنني ربما دعمت صورته الفنية أكثر ولمعّتها من خلال مساهمتي في إبراز أجمل النقاط في صوته وشخصيته.

هل تسعين إلى إعطاء هوية معينة للفنان الذي تتعاونين معه؟

أسعى إلى التغيير في أي تعاون جديد، وإعطاء كل فنان هويته الخاصة في التوزيع ليتميّز عن الآخرين ولا يشبه سواه. بالنسبة إلى كارلوس، ربما يعترف هو بدوري الكبير في رسم هويته الخاصة، التي أشعر بأنه تاه عنها بعد {قصتنا حبينا}، لكنه عاد اليها وأتمنى أن يستمر في هذه الصورة، وأنا سأدعمه في مسيرته هذه، سواء تعاون معي أم لم يتعاون.

برأيك، هل الصمود في الوسط الفني عمل بطولي؟

طبعًا، وصبر المرأة الفنانة وصمودها بطولة أكبر.

متى انطلاق ألبومك {أنا} وما سبب اختيار هذا العنوان؟

اخترت هذا العنوان لأن الألبوم كله من نتاجي الخاص، كلامًا ولحنًا وتوزيعًا وغناءً، وسيضمّ 7 أو 8 أغنيات على أن يصدر في الأشهر القليلة المقبلة. فضلا عن إصدار أغنية جديدة قبل إطلاق الألبوم وكليب.

هل الأغنيات كلها باللهجة اللبنانية؟

ثمة أغنية خليجية تشبه هويتي الفنية، توزيعًا وكلامًا ولحنًا. وقد اخترت هذه اللهجة لأنها إحدى أجمل اللهجات العربية، وتعنيني موسيقيًا، خصوصًا أن ألفاظها جميلة ومقافل كلماتها رائعة ومخارج حروفها معبّرة ورومانسية.

ما جديدك؟

أتعاون مع نجم {أراب ايدول} وائل سعيد في أغنية جميلة ستصدر في الخليج ولبنان. كذلك سأؤلف موسيقى تصويرية وشارات لأفلام سينمائية.

واستراتيجيتك للمرحلة المقبلة؟

أثق بفريق عملي، لكنني لا أعمل وفق استراتيجية معينة، لأن الوطن العربي يعيش في ميزان متقلب، بالتالي لا يمكن وضع خطة لمدى بعيد، رغم أنني حددت نهائية صورتي الفنية.