اعتبر وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي، أن مؤسسة الرئاسة المصرية تهمش دور وزير الخارجية الحالي، مقابل إبراز دور مستشار الرئيس للشؤون الخارجية، واصفاً سياسة مصر تجاه العالم بـ«المتأخونة».

Ad

وشدد العربي في حواره مع «الجريدة» على أن إسرائيل «استراحت استراتيجياً» بعد الربيع العربي. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

•  هل تعتقد أن جبهة الإنقاذ ـ باعتبارك أحد قادتهاـ تعبر عن كل الأصوات المعارضة في مصر؟

- «الإنقاذ» ليست الكيان الوحيد المعبر عن المعارضة، فهناك قوى معارضة خارجها ما بين أحزاب وحركات سياسية ومعارضة فردية في الشارع، وهناك جمود في شعبية الإنقاذ بالرغم من أن قطاعاً عريضاً من الشعب يعتبرها البديل القادم، لأن هناك تآكلاً في شعبية الإخوان والرئيس مرسي، وستزيد شعبية الجبهة حينما تقدم مشروعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

• ما الرؤية البديلة التي تطرحها الجبهة للعلاقات الخارجية في مقابل الرؤية الإخوانية؟

- الجبهة معنية في الأساس برأب الصدع الداخلي ووضع حلول اقتصادية واجتماعية وأمنية لمواجهة مشاكل الداخل، بعدها يُمكن أن تنبع منها رؤية للسياسة الخارجية، ولكن الآن إذا وُجدت رؤية ستكون بلا أساس، لأن الدولة منهكة سياسياً واقتصادياً وأي رؤية للسياسة الخارجية سواء للإخوان أو الإنقاذ، يجب أن تنبع من وطن قوي ومتماسك.

• ما تعليقك على تراجع دور وزارة الخارجية بعد تولي مساعد الرئيس للشؤون الخارجية عصام الحداد مهامه؟

- الوزير الحالي محمد كامل عمرو جاء في ظروف غاية في الصعوبة تتلخص في شبه انهيار للدولة، وسيطرة جماعة «الإخوان» على مؤسسة الرئاسة، وسعي الجماعة إلى صبغ السياسة الخارجية بتوجهاتها وأفكارها، وبالتالي ظهر الدور الكبير لمساعد الرئيس عصام الحداد ليكون إلى جوار الرئيس كممثل للإخوان، ليقوم بهذا الدور في صبغ السياسة الخارجية بالصبغة الإخوانية.

• ما تعليقك على انفتاح الخارجية المصرية على آسيا دون إفريقيا؟

- زيارة الرئيس للصين كانت بداية جيدة لانفتاح حقيقي على آسيا ولكن ما يحدث مع قطر وتركيا وإيران ليس انفتاحاً إنما هذه الدول لها استراتيجيات نحو المنطقة وتستعمل مصر وترى أنها المفتاح لتنفيذها. فإيران تحاول التسلل إلى المنطقة ولكن طريقتها خشنة وتركيا تقوم بتسلل ناعم عن طريق الاقتصاد والتجارة والقوة الناعمة، أما قطر فاستراتيجيتها نابعة من فكرة كونها دولة صغيرة ذات إمكانات مالية ضخمة ترغب في لعب دور في المنطقة لفرض نفوذها.

• كيف نعيد الدور الريادي لمصر عربياً وإفريقياً؟

- عربياً، بإعادة بناء الدولة والتوقف عن فكرة الأحلام الاستراتيجية للجماعة الحاكمة «الإخوان» والتأكيد على أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ولا تسعى لتغيير أنظمة الحكم فيها، أما إفريقياً، فالأمر يحتاج الى جهد كبير لأن الدول الإفريقية تنظر بريبة لفكرة الإسلام السياسي.

• هل لقطر دور في ما يحدث بدول الربيع العربي؟

- بالنسبة لمصر أنا ضد المبالغة في الدور القطري الذي شهد روايات تصل إلى حد الأساطير، فقطر تمتلك المال وتتمتع بعلاقات مع مختلف الأطراف، وفي حالة ليبيا كان لقطر دور في تحفيز المجتمع الدولي على اتخاذ حلول عسكرية، أما بالنسبة الى سورية فهي خط النهاية للربيع العربي وقطر وأياد كثيرة لها ضالعة فيما يحدث بها. وهناك أيادٍ متورطة من تركيا وإيران ومصر والسعودية والصين وروسيا وإسرائيل، والأخيرة أصبحت في وضع استراتيجي مريح جداً بعد الربيع العربي نتيجة عدم وجود جيوش في العراق وسورية واستغراق الجيش المصري في المشاكل الداخلية.

• ما سبب الفتور في العلاقات المصرية ـ العربية حالياً؟

- هناك تخوف من دور مصري تقوم به بعض القوى السياسية وتحديداً الإخوان في قلقلة الأوضاع المستقرة في بعض الدول وخاصة دول الخليج العربي.

• متى تتعارض المصالح بين الإخوان وأميركا؟

- التعبير الأدق هو الإسلام السياسي وأميركا، وحتى الآن لا نستطيع القول إن أميركا لديها خط واضح في التعامل مع قوى الإسلام السياسي كالإخوان، لأن هذا أمر جديد بالنسبة للولايات المتحدة يُشبه الصندوق المغلق، وإن كان حكم الإخوان مريحاًَ لأميركا بكل تأكيد.