الناقد وليد سيف: أفلام 2012 ضعيفة والاحتكار مؤشر خطير

نشر في 18-01-2013 | 00:02
آخر تحديث 18-01-2013 | 00:02
No Image Caption
يرى الناقد د. وليد سيف أن الأفلام التي عُرضت خلال عام 2012 لم تكن على المستوى المطلوب وتفتقد أمورا عدة، مما جعل عملية اختيار الأفضل منها صعبة، مؤكداً أن السينما لم تشهد هذا الهبوط سابقاً في السنوات الماضية، وهو ما ترتب عليه ضعف الإيرادات. حول تقييمه لهذه الأفلام وأبرز النجوم الذين شاركوا فيها كان اللقاء التالي.
ما تقييمك لمستوى الأفلام التي تم عرضها العام الماضي؟

للأسف، المستوى العام في حالة هبوط، وشهدت المواسم كافة أفلاماً ضعيفة، والجيد منها قليل وتتخلله مشاكل كثيرة على مستوى الأفكار ولغة السينما.

وهل كانت كثرة عدد الأفلام المعروضة في صالح السينما؟

على العكس. من بين 29 فيلماً تم عرضها في 2012 لا أجد فيلماً يصلح للفوز كأحسن فيلم؛ فقد وصلني اليوم خطاب من «جمعية الفيلم» لترشيح سبعة أفلام لتدخل في المسابقة الرسمية ووجدت صعوبة في هذا الأمر، وهي السنة الأولى التي أشعر فيها بذلك؛ فالمعروف عني أنني متفائل وأشجع الأفلام والفنانين الذين يستحقون ذلك، لذا سيُحجب الكثير من الأفلام لعدم توافر فيلم كامل العناصر.

وما الأفلام التي كانت دون المستوى؟

لم تكن أفلاماً ولكن فضائح من بينها «جيم أوفر»، و{مستر آند ميسز عويس»، و{على واحدة ونص»، فجميعها أفلام صعبة ومشاهدتها مهمة شاقة.

وفي توقعاتك ما الأفلام التي ستفوز في الاستفتاءات؟

«بعد الموقعة» و{ساعة ونص» رغم أنني أرى الأخير فاشلاً لأن القيمين على فكرته لديهم فكرة مغلوطة عن الفن والإيقاع؛ فقد فكروا في جمع 10 نجوم في عمل واحد وتطعيمه بجرعة من الحزن الذي يبكي المشاهدين، ثم 20 نجماً إلى أن وصلوا إلى 30 نجماً. لا يُدار الفن بهذه الطريقة، يضاف إلى ذلك أن البعض يظن أنه كلما زادت سرعة الإيقاع تأثر الناس رغم أن هذا الإيقاع له سرعات معينة، وتكون النهاية خروج المشاهد منه جاهلاً بالأحداث وارتباطاتها.

ومن النجوم الذين نجحوا في سينما 2012؟

على المستوى الجماهيري محمد رمضان؛ شئنا أم أبينا نجح رمضان في تحقيق أعلى إيرادات من خلال فيلمه «عبده موتة» الذي يليه فيلم «المصلحة» لبطليه أحمد السقا وأحمد عز، ما يدل على نجاح فيلم رمضان وتصاعد أسهمه كنجم رغم عدم نجاح فيلمه السابق «الألماني»، ما يشير إلى أنه نجح عندما تم توظيفه في عمل جيد. كذلك أرى في طارق الإبياري مشروع نجم كوميدي له مستقبل، وأتوقع أن يكون إياد نصار من خلال فيلمه الأخير «مصور قتيل» أحد الأوراق الرابحة في العام الجديد لأنه ممثل قوي، يعيش الشخصية وله أداء تمثيلي متقدم بعيداً عن المسرحي المبالغ فيه، وهذا الفيلم سيكون بداية انطلاقة كبيرة له وسيتقدم فنياً.

ومن الفنانون الذين أخفقوا؟

مصدوم في أحمد عيد رغم أنني متحيز له بشكل كبير؛ فقد رأيته في تظاهرات التحرير يُضرب ويُسحل ويتعرض للإهانة وسط الناس رغم كونه نجماً كبيراً، فهو إنسانياً من النجوم الذين يعتبرون مثلاً فريداً للفنان الثائر. ولكن ما فعله إنسانياً لم يحققه فنياً؛ ففيلم «حظ سعيد» يسيء إلى الثورة ولم يعرضها كما يجب ويتضمن مغالطات كثيرة تؤكد أن الصانعين لم يفهموا الأحداث.

وكيف وجدت مشاركة كبار النجوم في العام الماضي؟

لن يخلو أي موسم سينمائي من عودة الكبار؛ منذ أعوام رجع أحمد رمزي ثم محمود عبد العزيز، ولا أرى في مشاركة محمود ياسين في فيلم «جدو حبيبي» ظاهرة تستحق الانتباه، كذلك سميحة أيوب فهي لم تكن نجمة سينما في يوم من الأيام.

وكيف وجدت الإنتاج السينمائي؟

ثمة تقدم في الإنتاج التلفزيوني على حساب السينما، بل إنه يزداد في شهر رمضان حيث وجدنا 70 مسلسلا. عموماً، التقدم ليس في الكم فحسب إنما أيضاً في أجور نجوم السينما الذين انتقلوا إلى الفيديو، فضلاً عن تكلفة الانتقال والسفر وبناء الديكورات، ولأنني سافرت إلى دول عدة اكتشفت أنه لا توجد دولة تقدم هذا المستوى الإنتاجي وفنها ضعيف. حتى الدراما لا نجد إلا مسلسلات قليلة نجحت.

وما أبرز الظواهر التي لفتت انتباهك؟

خروج مجموعة من الأفلام «المخزنة في العلب» للعرض في ظل الكساد الاقتصادي وقلة الأفلام المعروضة مثل «لمح البصر» الذي عُرض في مهرجان الإسكندرية عام 2009 وطُرح مع نهاية العام الماضي، و{بنطلون جولييت» وهو مشروع تخرج بطله طارق الإبياري، إلى جانب احتكار آل السبكي لمعظم أفلام الموسم، ما يجعلنا نسأل أين نجوم زمن الفن الجميل والسينما الجماهيرية، وأين أصبح المنتجون القدامى ليساعدوا السينما في الخروج من هذه المرحلة؟

ماذا عن السينما المستقلة؟

في الحقيقة، لم نرَ إلا نسبة ضئيلة منها رغم أنها تواجدت الأعوام الماضية بكثرة وكان لها الفضل في تقديم أفلام جماهيرية وتجارية جيدة.

في رأيك ما هو الحل لمواجهة هذه الأزمات التي تمر بها السينما؟

البطولات الجماعية والضغط على الفنانين لتخفيض أجورهم، فهل يُعقل أن يكون أجر الممثل 13 مليون في فيلم ميزانيته 15 مليون.

وما أسباب انخفاض الإيرادات؟

لا نملك في مصر مقياساً صحيحاً للإيرادات؛ الشركات لا تصرح بالمعلومات الحقيقية وغرفة صناعة السينما تتكتمها. ولكن لا شك في أن دور العرض شهدت إقبالاً ضعيفاً ملحوظاً على الأفلام بسبب حالة المشاهد العربي النفسية والاقتصادية السيئة، وربما يرجع السبب أيضاً إلى ضعف مستواها، ولا يمكن اعتبار نجاح «عبده موتة» حالة عامة ولكنها استثنائية تكمن أسباب نجاحه في داخلها؛ فالبطل ليس بلطجياً ولا شخصاً عشوائياً، والفيلم مقدم بدرجة عالية من النضج بعيداً عن الأحياء الشعبية، ولغة الحوار فيه تستحق التحية والسيناريو أيضاً. بغض النظر عن المشاهد التي استفزت البعض عند عرض الإعلان.

هل كان لغياب أحمد مكي وأحمد حلمي تأثير على هذه الإيرادات؟

بالطبع لأنهما نجما الصف الأول في السينما ومعهما عادل إمام، بالتالي كان غيابهما مؤثراً، فرغم أن «المصلحة» كان الفيلم الذي جمع أكبر عدد من نجوم الشباك إلا أن حضور هؤلاء لم يغط غياب الآخرين.

ماذا عن نشاط سلسلة «آفاق السينما» التي تشرف عليها؟

توليت منصبي فيها كرئيس تحرير منذ أشهر قليلة، وأستكمل فيها مشوار زملائي أحمد الحضري وكمال رمزي اللذين عملا فيها قبلي، وهي سلسلة نصف شهرية.

وما أبرز خططك فيها؟

ألغيت بعض الشروط الموجودة في السلسلة منها أن تكون مقصورة على المصريين، وفتحت المجال للكتّاب العرب مثل قيص الزبيدي من الأردن وحسن الحداد من البحرين، كذلك أرفض أن تكون الكتب خاصة بالسينما المصرية فحسب لذا وسعت النطاق لتشمل السينما في العالم كله، وأصدرنا بالفعل كتاب «السينما كما رأيتها» للكاتب والناقد رفيق الصبان الذي اختزل سنوات سينمائية في رؤية حساسة وثاقبة. كذلك طالبت بإجراء دراسة بين السيناريو والفيلم قبل نشره؛ فالسيناريو هو رسالة موجهة إلى المخرج لا الجمهور.

back to top