يجلس نبيل وهو صاحب نفق على الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المصرية، قرب كومة كبيرة من الرمال ينفث دخان سيجارته، ويحتسي القهوة، ويرد على اتصالات الأصدقاء والأقارب، بعد أن توقفت أعماله وقلت انشغالاته.
ويخيم الهدوء على مجمع الأنفاق التي عرفت على مدار سنوات بمنزلة ورشة صناعية تعمل على مدار الساعة، إذ كانت تسمع بوضوح وسط المدينة أصوات مولدات الكهرباء، وعربات الشحن الكبيرة التي تنقل البضائع من مكان إلى آخر، وصرخات مئات العمال.ويقول نبيل لـ"الجريدة"، "كان هناك انتعاش اقتصادي في غزة، كانت كل البضائع والسلع والمحروقات ومواد البناء تدخل القطاع، ولم يشعر السكان بالحصار الإسرائيلي بفضل عمل الأنفاق، لكن اليوم كل شيء تلاشى، ذهبت الأنفاق، ولم يعد هناك أعمال".وفجر سلاح المهندسين التابع للجيش المصري أمس، قرابة 6 أنفاق على حدود غزة تم اكتشافها بمنطقة الصرصورية الحدودية شمال منفذ رفح البري. وقالت مصادر أمنية إن الأنفاق الستة مخصصة لتهريب البضائع، وأنه تم ضبط كميات كبيرة من البضائع المتنوعة كانت في طريقها إلى غزة عبر الأنفاق. ويقول رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان، إن حملات الجيش المصري ضد الأنفاق مع غزة تسببت في فقدان آلاف الفلسطينيين لعملهم وكسب قوت أطفالهم، موضحا أن أكثر من عشرين ألف عامل فقدوا أعمالهم خلال الأسبوعين الماضيين.وتحذر وزارة الصحة في غزة، من حدوث كارثة صحية وإنسانية، جراء إغلاق المعابر الحدودية والأنفاق وشح كميات الوقود المستخدم في الأجهزة الطبية بمجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة. كما حذرت سلطة الطاقة من توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع في أي لحظة جراء نقص الوقود.
دوليات
أنفاق غزة تمنح عمالها إجازة مفتوحة
10-09-2013