يشب أطفالنا على ما يعوده والداه على فعله، فإن كان خيراً فهو خير وإن كان سوءاً فهو شر، لذا فتعويد الطفل منذ الصغر على مداومة صلة الأرحام يعد من أهم الأعمال الطيبة التي يجب أن يتعلمها لما لها من أثر طيب في حياته مستقبلاً.
يقول د.عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر: صلة الرحم من أول الدروس الأسرية التي يجب أن يتم تعليمها وتعويد الطفل داخل الأسرة المسلمة عليها، باعتباره مثل بر الوالدين، كما يجب أن يعلم الطفل أن العقوق وقطيعة الرحم أمر منهي عنه، فالإسلام قسمها إلى درجتين، درجة واجبة يثاب عليها الإنسان المسلم ويعاقب أيضاً على تركها، ودرجة مندوبة يثاب عليها ولا يعاقب على تركها، فالوجوب في البر والصلة يكون في الأمور الأساسية التي لا يستغنى عنها الإنسان وهو غير قادر عليها، مثل الأكل والشرب والملبس والمسكن والعلاج، أما الأمور الكمالية غير الواجبة كالهدايا والزيارة والطاعة في المعروف ونحوها فالبر والصلة فيها مندوبة.ويوضح عبدالمقصود أن ضياع ثواب كبير من أي إنسان يأتي بسبب قطع رحمه، لذا يجب أن يقوي المسلم الصلة بينه وبين أرحامه ليبارك الله له في أولاده ورزقه ويعود أولاده على صلة الأرحام، حتى ولو كانوا مقصرين فينبغي ألا يعاملوا بالمثل، والحديث في ذلك معروف حيث قال رجل للنبي (صلى الله عليه وسلم) «إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلىّ، وأحلم عليهم ويجهلون علىّ، فقال النبي: لئن كنت كما قلت فكأنما يسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك، والملُ هو الرماد الحار. ومع ذلك فلم يأمره الرسول بمقابلة القطيعة بالقطيعة، ولكن بالإحسان وفي ذلك أحاديث كثيرة أخرى منها ما رواه البخاري: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها».
توابل - دين ودنيا
صلة الأرحام... أول درس اجتماعي للطفل المسلم
06-08-2013