المرأة والمحفزات السياسية
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
أما هنا فقد أدخل مرسوم عام 1999 بشأن المرأة الإعلام الكويتي في حالات من الشد والجذب حول حقوقها حتى تبلورت المطالب، وأصبحت قضيتها برنامجاً للإصلاح الانتخابي عام 2005، حيث أدمجت قضيتها مع منبهات سياسية أخرى كالدوائر الخمس، حتى تلقى القبول من النواب، وأخذ القانون طريقه التشريعي المناسب, ولم يمنع ذلك معارضي المرأة من الاستمرار في التجريح والاستهانة بها إلى جانب التشكيك في كل من دعمها في البرلمان. وما بين 2005 وتعيين النساء في المجلس البلدي و2006 في المجلس الوزاري عادت وزارة الإعلام لتفعل دور الإعلام الخارجي، وانطلقت الرحلات النسائية تحت مظلة الدبلوماسية العامة أو "الناعمة" إلى عواصم اتخاذ القرار للحديث عن مشروع الكويت الإصلاحي والإصلاح الانتخابي وحقوق المرأة الكويتية، والتي كنا ضمن الوفد الذي زار واشنطن، والتقينا العديد من الشخصيات ومنهم السيناتورة آنذاك هيلاري كلنتون، حيث أذكر أنها أبدت اهتمامها بالغذاء الصحي بالمدارس ومحاربة البدانة, واستخدمت الصحف العربية صورنا مع هيلاري بتعليق جديد، وهو أن الحكومة الكويتية تتجمل بنسائها, وبعدها بعامين وبعد محاولات متكررة دخلت المرأة المجلس بنجاح, وكأي مشروع استراتيجي كان أصعب مرحلة هي مرحلة الوصول إلى الهدف، حيث تشتتت بعدها الجهود ولم تنتظم المرأة في الانتخابات سواء عبر تشكيل حزب للمرأة أو الاندماج في التكتلات السياسية القائمة، رغم استمرارها بالبرلمان اليوم بمساعدة التعديل الانتخابي الأخير، ومقاطعة معارضيها للانتخابات. وفي النهاية لا شك أن الجهود المبذولة سواء من الدولة أو من الناشطات العاملات بشكل مستقل أو الجمعيات النسائية في مجال تمكين المرأة تستحق الاهتمام, والنتائج تستحق المتابعة والحاجة ملحة اليوم لرسم استراتيجية لتمكين المرأة من مقاعد برلمانية أكثر للحفاظ على الكفاءات النسائية.