بعد ساعات من اللقاء الذي وعد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باتخاذ حذره من إيران مع إبقاء الخيار العسكري ضد برنامجها النووي، أبدت طهران أمس تشككها في مواقف الإدارة الأميركية، وهددت بنسف الثقة الوليدة بين البلدين، اللذين بدآ قبل أيام خطوات كبيرة نحو إعادة علاقتهما المقطوعة منذ عام 1979.

Ad

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «تذبذب» مواقف الرئيس الأميركي تنسف الثقة. وكتب، على حسابه في موقع تويتر: «يجب أن تكون مواقف الرئيس أوباما متسقة حتى يمكن تعزيز الثقة المتبادلة»، مضيفاً: «التذبذبات تنسف الثقة وتضعف المصداقية الأميركية».

واعتبر ظريف أن «افتراض الرئيس أوباما أن إيران وافقت على التفاوض بسبب التهديدات والعقوبات غير الشرعية فيه عدم احترام للأمة الإيرانية». 

بدورها، قالت الناطقة باسم الخارجية مرضية أفخم، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي أمس، إن طهران تتوقع أن تعتمد الإدارة الأميركية «سياسة واقعية» في التعامل مع إيران وتتحدث مع شعبها «بلغة التكريم»، مؤكدة أن بلادها تعتقد أن «أميركا تواجه اليوم اختباراً كبيرا ولابد أن نرى مدى مقاومتها أمام ضغوط دعاة الحرب التي ترعاها الكيان الصهيوني».

 

«نتنياهو كذاب»

 

وقبل ذلك بقليل، اتهم ظريف نتتياهو بالكذب حول سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. وقال، في تصريح لمراسلي وسائل الإعلام الإيرانية في نيويورك أمس، إن «ماهية الكيان الصهيوني مبنية على الكذب، وهو يعلن للمجتمع الدولي منذ أكثر من 22 عاماً أن إيران ستمتلك السلاح النووي بعد ستة أشهر وهو يواصل في ممارسة الكذب والخداع وبث الرعب».

وأضاف: «يجب عدم السماح لهذا الكيان بان يستهزئ بذكاء وفهم المجتمع الدولي لتمرير سياساته غير الإنسانية»، مشدداً على ضرورة ألا «يسمح لأولئك الذين يقتلون الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 60 عاماً ويمارسون الظلم ضده ويشكلون خطراً على المنطقة والعالم من خلال امتلاكهم أسلحة نووية بأن يبتزوا العالم تحت عنوان دعم نزع السلاح وحقوق الإنسان»، مؤكداً أن «مما لا شك فيه أننا لن نسمح للكيان الصهيوني بأن يحقق أهدافه المشؤومة».

وكان نتنياهو التقى أمس الرئيس الأميركي في الولايات المتحدة وجدد التحذير من سعي إيران لامتلاك سلاح نووي في ظلّ القلق الإسرائيلي من الانفتاح الأميركي على إيران، داعيا أوباما الى «تفكيك برنامجها النووي العسكري بالكامل مع الإبقاء أيضاً على العقوبات الحالية».

وخلال اللقاء، وعد أوباما ضيفه نتنياهو بأنه سيكون حذرا في مباحثاته مع إيران، مشدداً على أنه «من الضروري أن لا تملك السلاح النووي».

 

«الخيار العسكري»

 

كما حذر أوباما من أن الخيار العسكري لايزال مطروحاً لإرغام الجمهورية الإسلامية على الوفاء بالتزاماتها. وقال: «لن نترك أي خيار ومن بينه الخيار العسكري».

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الجولة المقبلة من مفاوضات مجموعة «5+1» مع إيران ستعقد في 15 و16 أكتوبر في جنيف، مؤكدة أن الاتفاق تم التوصل إليه خلال اللقاء الذي عقد يوم 26 سبتمبر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 

(واشنطن، طهران- أ ف ب، يو بي آي)