هل فقدت فوازير رمضان جماهيريتها؟

نشر في 09-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-04-2013 | 00:01
محمد هنيدي، روان الفؤاد، ليلى غفران، دوللي شاهين وغيرهم من النجوم... ترتبط أسماؤهم هذا العام بفوازير رمضان التي غابت طويلاً عن الشاشة، ما يدفع إلى تساؤلات عدة: إلى أي مدى يتقبل الجمهور الفوازير في ظل الظروف السياسية التي تمر بها البلاد العربية؟ وهل ينجح هؤلاء النجوم في تقديمها؟ هل الحالة الإنتاجية مؤهلة لإطلاقها بشكل ينافس فوازير نيللي وشريهان؟‬
يستعدّ محمد هنيدي لتقديم فوازير «مسلسليكو»، ويوضح في هذا المجال  أنها موجهة إلى متابعي المسلسلات العربية، لأنهم لن يجدوا مشكلة في حل فوازيرها، وقد رصدت الشركة المنتجة جوائز لهذا الغرض، وموازنة ضخمة للتنفيذ، ولم تبخل بأي شيء من معدات وأزياء وغيرها.

بدورها تقدم روان الفؤاد فوازير «قطر الندى» التي تدور حول رحلة قبطان على متن سفينته ومرافقة عروس البحر له، وتقدم ليلى غفران فوازير «مين الأصل ومين الصورة» كتابة وتمثيلاً. أما دوللي شاهين فكانت تعاقدت مع شركة «صوت القاهرة» لتصوير فوازير على أن تعرض على شاشة التلفزيون المصري، لكنها انسحبت لضعف الموازنة، وعدم تمكن الشركة من توفير الأكسسوارات والملابس اللازمة لها. لكن ما لبثت فكرة تقديم الفوازير أن راودتها مجدداً مع إحدى القنوات الخاصة، وتدرس راهناً عروضاً وأفكاراً تمهيداً للاختيار بينها.

بعدما تحمست شيرين عبد الوهاب للمشاركة في السباق الرمضاني المقبل بفوازير «افتكاسات»، عادت وأجلتها إلى العام المقبل لارتباط المخرجين الذين اتفقت معهم على تقديمها بأعمال أخرى.

خوف من المقارنة

لوسي التي قدمت فوازير «أبيض وأسود» و{قيما وسيما» تعزو قلة إنتاج  الفوازير إلى الخوف من المقارنة مع نيللي وشريهان، مع العلم أنهما قدمتاها في وقت كانت فيه المحطات الفضائية قليلة والإمكانات المادية ضئيلة، إنما فاقت قدرتهما على الاستعراض هذه الأمور وأسرت عين المشاهد.

أضافت أن الجمهور يحتاج إلى الترفيه الذي تحققه له الفوازير لأنها تأخذه بعيداً عن الظروف الصعبة والمشاكل التي يواجهها يومياً.

وائل نور الذي قدم فوازير «جيران الهنا» مع الفنانة المعتزلة نادين، و{غلطة في صورة» مع حنان شوقي يتمنى تقديم فوازير يؤدي بطولتها هنيدي، شرط أن تتوافر لها إمكانات مادية كافية لتظهر بشكل لائق.

يضيف: «الفوازير مسؤولية ضخمة لأنها تعتمد على الإبهار، بداية من القصة مروراً بالأزياء والماكياج والديكور والموسيقى؛ ففي كل لوحة أوركسترا مختلفة، وإذا لم يهتم القيمون عليها بهذه العناصر فستصبح مجرد ست كوم».

يشير إلى أنه سبق أن قدم الفوازير بإمكانات ضعيفة لا تتعدى مليون جنيه من ضمنها أجور النجوم، لأن التكاليف والأسعار لم تكن ارتفعت إلى الحد الذي بلغته اليوم، لافتاً إلى أن الشعب يعيش ظروفاً صعبة وقد تكون الفوازير فرصة للخروج بالوطن من دائرة الإحباطات المتتالية، لذا يتوقع أن تحظى بإقبال جماهيري على مشاهدتها.

يلفت نور إلى أن الفوازير تتطلب تفرغاً ومجهوداً ويحتاج تنفيذها إلى عام كامل، لكن نظراً إلى ظروف التوزيع لا يمكن التصوير قبل ثلاثة أشهر من بداية رمضان، ما يسبب ضغطاً في التصوير، حتى إنه في فوازير «جيران الهنا» كان يصوّر في الثانية بعد الظهر الحلقة التي تعرض بعد الإفطار.

يعزو التصاق الفوازير بنيللي وشريهان إلى المجهود الذي قدمتاه ابتكاراً وإبداعاً بشكل لم تستطع أي نجمة تقديمه بعدهما، مؤكداً أنه مع ظهور تقنيات تكنولوجية جديدة وأفكار مختلفة يمكن إخراج فوازير رائعة.

ملء ساعات

يقول أحمد المناويشي، مخرج فوازير «ميما وميرا وميمى» التي قدمتها ميريام فارس، إن الشركة المنتجة قررت عدم تقديم جزء ثان من الفوازير لأسباب من بينها انتشار برامج اكتشاف المواهب واهتمام المشاهدين بمتابعتها، علماً أن هذه الفوازير عرضت على شاشة «القاهرة والناس» حصرياً في ظل اشتعال الثورة المصرية في 2011، مع ذلك حققت نجاحاً واستقطبت الإعلانات.

يضيف المناويشي أن إنتاج الفوازير عملية صعبة ومرهقة كونها تحتاج إلى مجهود في التحضير، من تحديد الملابس والرقصات الملائمة لكل لوحة، إلى اختيار ألوان مبهجة تنعش الجمهور بعيداً عن الأعمال التراجيدية التي أصبحت تشبه حياته اليومية، ويعتبر أن ثمة حاجة إلى أفكار تبعد الفوازير عن المقارنة بأعمال نيللي وشريهان.

بعد تحليلها لهذه الظاهرة، ترى الناقدة حنان شومان ألا فائدة من الفوازير سوى ملء ساعات إرسال في القنوات، وتضيف: «ما يساعد في الإقبال عليها اكتفاء الناس من سماع الأخبار السياسية ورغبتهم في متابعة «فاكهة رمضان»، إن جاز التعبير، في 30 أو 45 دقيقة، وأتوقع أن تقترب هذه الفوازير في موازنتها من كلفة إنتاج الـ «ست كوم» أو ربما أقل».

توضح أن عملية إرضاء جمهور الإنترنت صعبة لأن بإمكانه العمل على برامج الغرافيك وإخراج نتائج عظيمة، بالتالي ينتظر مشاهدة أعمال تغريه وتتفوق على الإبهار العادي المتمثل بمشاهدة نيللي على سبيل المثال تتحدث إلى نفسها. كانت تلك قمة التكنولوجيا التي عرضتها الفوازير قديماً، بالتالي المقارنة بين فوازير نيللي وما سيتم تقديمه غير منطقية لاختلافهما في التوقيت الزمني والجمهور والقنوات الفضائية المتاحة.

تذكر شومان أن جزءاً من نجاح الفوازير يرجع إلى الكلفة الإنتاجية التي تنفق عليها لأنها تمثل عنصر جذب للجمهور، لكن بعض الأعمال يكلف الكثير ولا يحقق النجاح الذي تحققه أعمال أقل كلفة، لذا المطلوب تحديد الجمهور بدقة وتقديم استعراض وإبهار تكنولوجي وليس الاعتماد على جماهيرية الفنان في تحقيق الجذب.

back to top