المخرجون الشباب حاضرون بقوة في رمضان 2013

نشر في 26-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-06-2013 | 00:01
ما الذي يدفع القيمين على دراما رمضان إلى الاستعانة بمخرجين شباب في معظم المسلسلات، مع أن كثراً منهم يخوضون التجربة التلفزيونية للمرة الأولى؟ الأجوبة كثيرة أبرزها التجديد في الرؤية الدرامية والتنويع فيها، بالإضافة إلى أن انتشار القنوات الفضائية الدرامية، أدى إلى ازدياد الحاجة إلى مخرجين جدد.
يقول المخرج محمد جمال العدل إن الاستعانة بمخرجين شباب أمر طبيعي، {من الصعب الاعتماد على أسماء معينة من دون بحث عن أسماء جديدة، إلا أن هذا الأمر تأخر، وكان الأولى به أن يحدث منذ سنوات بدلاً من الاستعانة بمخرجين سوريين}.

يضيف أن تشجيع المخرجين الشباب يهدف إلى البحث عن رؤية مختلفة في الإخراج تعتمد على الأسلوب السينمائي، وليس منافسة الدراما التركية، مؤكداً أن الأخيرة لم تحقق نجاحاً ولا تستحق الاهتمام بها، وأن الدراما العربية أقوى منها والفارق الوحيد هو التصوير الخارجي.

يشير العدل إلى أن الفرصة  سنحت له من خلال شركة العدل، فلولا والده الذي أسند إليه مهمة إخراج مسلسل «الداعية»  لما أصبح مخرجاً ولكن العبرة بالاستمرارية والنجاح.  

رداً على اتهامه بمجاملة ابنه مدحت العدل، يقول المنتج جمال العدل: «ليس عيباً أن أوفر لابني الفرصة للإخراج، فهو خريج معهد السينما ويعمل في الإخراج منذ سنوات، وقد عرض عليه أكثر من مسلسل آخرها {خرم إبرة} في رمضان الماضي، لكنه رفضه لأن النص لم يناسبه، فكيف لي ألا أعطيه فرصة، في حين أعطيتها لكثيرين مثل: علي إدريس، إيمان الحداد، غادة سليم وغيرهم.

مراهنة على النجاح

يراهن الكاتب وحيد حامد على تامر محسن، مخرج {بدون ذكر أسماء}، فقد أسند إليه مهمة إخراج المسلسل، بعدما عمل مساعداً لمخرجين كبار  من أمثال شريف عرفة ومحمد ياسين، واكتسب منهما خبرة.

يضيف أن الرهان في العمل لم يتوقف على المخرج فحسب، بل امتد إلى الأبطال، وأغلبهم من النجوم الشباب من بينهم: أحمد الفيشاوي، روبي، حورية فرغلي ومحمد فراج.

رداً على انتقاد البعض له لاختياره المخرج تامر محسن يقول:  «لا أعتبر تامر مخرجًا جديدًا حتى لو كان هذا عمله الأول، لأنني اكتشفت أنه مخرج جيد منذ مشاركتي في لجنة تحكيم أفلام خريجي معهد السينما، وتأخره في الظهور كل هذه السنوات يعود إليه، لأنه لم يقتنع بالأعمال التي عرضت عليه رغم أنها كانت لنجوم كبار}.

يوضح: {رشحته للمخرج محمد ياسين أثناء تصوير مسلسل {الجماعة}، فتولى تامر قيادة وحدة كاملة، وأثبت نفسه، لذلك  يفترض ألا نحاسب شخصًا لمجرد أنه يقدم عمله الأول، في الحقيقة لا أشعر بالقلق على العمل، وأعتقد أنني أعطيته للمخرج المناسب}.

بدوره يوضح تامر محسن أن الاستعانة بمخرجين شباب تهدف إلى ضخ دم جديد في التلفزيون بعد نجاح المسلسلات التركية والإقبال الشديد عليها، ونجاح مخرجين سينمائيين في تقديم صورة مختلفة في الدراما، لذا شكل المخرجون الشباب الحل الأمثل لمنافسة الدراما التركية وتطوير الصورة التلفزيونية كي لا يصاب المشاهد بالملل.

 يضيف: «نجح المخرجون الشباب في أول احتكاك بدليل تكرار التجربة من عام إلى آخر، لتوافر التقنية والأسلوب السينمائي في الدراما التلفزيونية»،  مشيراً إلى أن تعامل نجوم كبار مع مخرج شاب يرجع إلى إمكانات الأخير ومدى تمكنه من أدواته وامتلاكه رؤية جيدة، فيثق النجم به ويتعامل معه على النحو نفسه في تعامله مع الكبار، لافتاً إلى أنه  عمل لسنوات مساعداً لكبار المخرجين واكتسب خبرة تؤهله إخراج أعمال مهمة.  

رؤية متميزة

يشير  المخرج محمد فاضل إلى أن هذه الظاهرة طبيعية، فليس منطقياً  الاعتماد على مجموعة محددة  من المخرجين باستمرار،  فضلا عن أن انتشار قنوات متخصصة في الدراما زاد من إنتاج المسلسلات وكبرت الحاجة إلى مخرجين وكتاب وفنيين لتلبية هذا الإنتاج.

 يضيف: «علينا أن ننتظر انتهاء التجربة لنستطيع الحكم عليها، والتأكد من أن المخرجين الشباب قدموا فعلا صورة مختلفة».

من جهته يؤكد الفنان هاني سلامة (يؤدي بطولة مسلسل {الداعية} من إخراج محمد جمال العدل)، أنه لم يقلق من التعامل مع مخرج جديد، {لأن محمد جمال العدل فاجأني  برؤيته الإخراجية المتميزة، فهو يهتم بالفنان وليس “الكادر”، كما يفعل البعض، وبخبرتي أستطيع  اكتشاف كفاءة المخرج، وأتمنى أن أتعاون معه في أعمال مقبلة، فهو لديه وعي وفهم}.

أما الفنانة رانيا فريد شوقي فترى أن التعامل مع المخرجين الشباب أفضل بالنسبة إليها، لأنهم يملكون وجهة نظر فنية ورؤية وصورة مختلفة ينافسون من خلالها الدراما التركية التي يقبل عليها الجمهور.

تضيف أن أهم المحطات في مشوارها الفني كانت مع مخرجين جدد، وأن هؤلاء يجدون صعوبة في التعامل مع كبار المؤلفين، لذا لا بد من ظهور جيل جديد من المؤلفين وهو ما بدأ يحدث الآن.

تطوّر طبيعي

تؤكد الناقدة ماجدة خير الله أن الاستعانة بمخرجين شباب بمثابة تطور طبيعي للزمن وتعاقب الأجيال، تقول: «ليس من المنطقي أن نستمر مع أسماء من دون غيرها، ولا بد من ظهور جيل جديد من المخرجين والفنانين وإعطاء فرصة لمن يستحق}.

تضيف أن غالبية الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان هي من إنتاج القطاع الخاص الذي لن يغامر ويعطي فرصة إلا لمن يستحقها، لافتة إلى أن المخرجين الشباب يملكون رؤية مغايرة وكاميرا مختلفة،  مستشهدة بتجارب مخرجين شباب لفتوا الأنظار وعندما  سنحت الفرصة قدموا أعمالا جيدة مثل محمد علي ومحمد بكير، فلولا نجاحهما لما أسندت إليهما أعمال لاحقاً.

أما الناقدة ماجدة موريس فتوضح أن التجربة الإخراجية الأولى لجيل شباب السينما تعد نقلة فنية من ناحيتي الصورة والإيقاعات السريعة التي تميزت بها  الدراما في السنة الماضية، وهو ما دفع إلى تكرار التجربة هذا العام بعد النجاح الذي  حققته على المستوى التقني، لذا تتوقع النجاح هذا العام أيضاً لتجربة المخرجين الشباب.

back to top