ينصح المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الجميع ممن تزيد أعمارهم عن ستة أشهر بأخذ لقاح الإنفلونزا كلّ عام. في الواقع، لا يعني كونك شابًا أنك محمي من الإصابة بالإنفلونزا. يتعين على الجميع أخذ لقاح الإنفلونزا حتى شخص مثلك لم يسبق أن أصيب بالإنفلونزا في الماضي. في بعض الحالات، قد يُصاب البعض بأعراض تدلّ على إنفلونزا خفيفة بعد أخذ اللقاح. إلا أن الأخير لا يؤدي إلى الإصابة بالإنفلونزا.

Ad

الإنفلونزا مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي في شكلٍ مفاجئ. أما فيروس الإنفلونزا فهو ذات صلة بأنظمة الجسم، ما يعني أنه يسري عبر الجسم في مجرى الدم. تشمل أعراض الإنفلونزا في شكلٍ أساسي الحرارة وألم العضلات ونوبات برد وتعرق وصداع وتعب وضعف وسعال واحتقان في الأنف.  

قد تسبب الإنفلونزا مضاعفات ومن بينها الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن أو التهاب القصبات الهوائية والالتهاب الرئوي. تُعتبر هذه المضاعفات خطيرة، لا سيما الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والحوامل والمسنين، كذلك لدى الأشخاص الذين يعانون ظروفًا مرضية مزمنة كالربو والصرع وأمراض الكلى أو الكبد. وأخذ لقاح ضدّ الإنفلونزا كل عام الطريقة المناسبة لحماية نفسك من خطر الإصابة بالإنفلونزا والمضاعفات الناتجة منها.

ورغم أن الأطفال والمسنين هم الأكثر عرضةً للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، إلا أن أخطر أشكالها قد لا تصيب هاتين الفئتين في شكلٍ أساسي. إلا أن سلالة الإنفلونزا الأكثر خطرًا وانتشاراً بين الناس والتي سببت وباءً عالميًا في عام 1918 طاولت في شكلٍ خاص الأطفال والبالغين الذين يتمتعون بصحة قوية. أما حالات الوفاة التي رافقت سلالات الإنفلونزا الخطيرة فقد تسجلت بين صفوف البالغين الشباب ممن تمتعوا بصحةٍ جيدة.

لحماية نفسك من الإصابة بالإنفلونزا، تحتاج كلّ عام إلى أخذ اللقاح، ذلك لأنه يتغيّر كلّ عام ليجاري التغيرات التي تطرأ على فيروسات الإنفلونزا وليتمكن من التأقلم معها، لا سيما أن هذه الفيروسات تتغير بسرعة كبيرة. وبهذا قد لا يتمكن لقاح العام الماضي من حمايتك من فيروسات العام الجديد.

بعد أن تأخذ لقاحك، سينتج جهاز المناعة في جسمك مجموعة من الأجسام المضادة التي ستحميك من فيروسات الإنفلونزا. وقد يتطلب الأمر حوالى أسبوعين ليتمكن جسمك من بناء مناعة بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا. بعد فترة، ستبدأ مستويات الأجسام المضادة في الجسم بالتراجع، ما يشكل سببًا آخرًا جيدًا للإصابة بالإنفلونزا كلّ عام.

التزام الحذر

تلقي لقاح الإنفلونزا في فصل الخريف فكرة جيدة، لا سيما في الفترة الممتدة بين سبتمبر وأوكتوبر. لكن في حال أهملته خلال هذه الفترة، تأكد أن الأوان لم يفت لأخذه لأنه سيحافظ على قدرته على حمايتك ما إن تأخذه. كذلك، تُعتبر ذروة موسم الإصابة بالإنفلونزا في خلال فصل الشتاء إلا أن هذه الفترة قد تتغير من عام إلى آخر. فعلى سبيل المثال في عام 2009، حين انتشرت انفلونزا «آتش وان إن وان» الوبائية أفادت التقارير أن أكبر عددٍ من الأشخاص الذين أصيبوا بهذا الفيروس في الولايات المتحدة أصيبوا به في مايو ويونيو ويوليو.

بعد تلقي لقاح الإنفلونزا، يُصاب عدد قليل من الأشخاص بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا وغالبًا ما تتجسد بانخفاض درجة الحرارة لمدة يوم. في بعض الحالات، يصيب هذا النوع من الأعراض الناس الذين سبق وتعرضوا لفيروس مشابه لسلالة اللقاح ولأن نظام مناعتهم قد تحضر مسبقًا لمواجهته. الحرارة إحدى علامات استجابة نظام المناعة وليست أحد أعراض الإصابة بالإنفلونزا.

يتعين على البعض التزام الحذر في ما يتعلق بتلقي لقاح الإنفلونزا كالذين يعانون حساسية تجاه البيض أو الذين أظهروا في وقتٍ سابق رد فعل شديدًا إزاء هذا اللقاح. لكن مع اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، يستطيع الأشخاص القلقون تلقي هذا اللقاح بأمان. في حال تبادر إلى ذهنك أي أسئلة عن لقاح الإنفلونزا، تحدث إلى طبيبك.

دانييل مادوكس، اختصاصي في أمراض الحساسية

يبقى اللقاح فاعلاً في يناير

من الأفضل دومًا إجراء لقاح الأنفلونزا في مطلع الخريف. لكن قد يعود قرار أخذ هذا اللقاح في يناير عليك ببعض الفوائد أيضاً. تبلغ الأنفلونزا أوج تفشيها في يناير وفبراير، وقد تلتقط هذا المرض حتى في منتصف مايو، وفق ما يفيد الخبراء.

تشير مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن الفئة الأكثر عرضة للإنفلونزا الحادة بين البالغين تشمل مَن تخطوا الخامسة والستين من عمرهم، فضلاً عن مرضى القلب والرئتين والكليتين أو الذين يعانون ضعفًا في جهازهم المناعي، ويمكن لنوبة حادة من الأنفلونزا أن تدخلهم المستشفى. لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الآلاف يموتون كل سنة من مضاعفات الإنفلونزا الحادة من بينها: تفاقم حالة صحية مزمنة يعانيها المريض أو التهاب رئوي بكتيري.

توضح مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها أن معظم الناس يلتقطون الإنفلونزا بسبب الاحتكاك  برذاذ متطاير في الهواء من  سعال شخص مصاب أو عطسه. أما أن تلتقط العدوى بلمس سطح يحمل جزيئات فيروسية ثم لمس عينيك أو فمك فأمر غير شائع.