يرصد {فرعون} رحلة صعود بطله (خالد صالح) من القاع إلى القمة، والصعوبات التي تواجهه ومحاولته التغلب عليها. المسلسل من تأليف عمرو الشامي وياسر عبد المجيد، إخراج محمد علي. يشارك في بطولته أحمد صفوت وجومانا مراد التي أكدت

Ad

لـ {الجريدة} أن رحلة {فرعون} من الفقر إلى الطبقة الأرستقراطية تزخر بأحداث مشوقة، ما سيجبر المشاهد على متابعة الحلقات كافة، لأن هذه النوعية من الأعمال تنجح في جذب الجمهور.

بدوره يتناول {العقرب} رحلة صعود شاب (منذر رياحنة) في عالم الجريمة ويساعده في هذه الرحلة صديقه (محمد لطفي). المسلسل من تأليف حسام موسى الذي يوضح أن {العقرب} يستعرض الظروف الصعبة التي نشأ فيها الشاب مع أسرته المكونة من والدته (هالة فاخر) وشقيقته (ريم البارودي) وشقيقه من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ يعاني بعد وفاة والده، ما يضطره إلى دخول عالم الجريمة من ثم السجن حيث يتعرف إلى لص سيارات (محمد لطفي) فيصعدان معاً في هذا العالم عبر صراعات تتفرع منها جرائم أخرى.

يضيف موسى أن فكرة الصعود موجودة منذ سنوات في السينما والتلفزيون، وتنقسم إلى: صعود مشروع كما في مسلسل {لن أعيش في جلباب أبي}، وغير مشروع كما في أعمال تبرز ما يجري في عالم الجريمة ويعدّ {العقرب} أحدها.

يشير إلى أن طريقة المعالجة وشكل المجتمع الذي نشأت فيه الشخصيات، أهم النقاط التي توضح الفرق بين عمل وآخر، ويتوقف عليها نجاحه؛ {قد تتم المعالجة بأسلوب سطحي تافه وساذج فينصرف الجمهور عن مشاهدتها، أو تتم بعمق من خلال عرض أحداث حقيقية تمس المشاهد فيتفاعل معها}.

من هنا يرى أن المعالجة ذاتها أكثر ما يجب الانتباه إليه لأنها تشير إلى الهدف من المسلسل، إما يكون محاولة للقضاء على الجريمة أو دعوة لانتشارها، معتبراً أن الأعمال التي تعتمد على الصعود غير المشروع بمثابة {صرخة} تبين أسباب انتشار الجريمة كالجهل وانخفاض مستوى الظروف الصحية والفقر، ونتائجها لا سيما صناعة إرهابيين يهددون الأمن العام وتجار المخدرات والأسلحة.

نماذج مختلفة

يقول جمال عبد الحميد، مؤلف {الركّين} ومخرجه، إن المسلسل يعرض نموذجين مختلفين: الأول حاصل على مؤهل متوسط (محمود عبد المغني) ويمثل نموذجاً إيجابيا للكفاح للحصول على لقمة عيش شريفة؛ فهو موهوب في كهرباء السيارات لكنه يترك هذا المجال ليعمل {سايس}في كراج لتوفير نفقات والدته وأخواته، وهو بذلك يقتل طموحه نحو الصعود وتغيير وضعه الاجتماعي لأجل الماديات...

الثاني شاب انتهازي وصولي (أحمد وفيق) يترك منزل أهله بعد خلافات بينه وبينهم ليعيش بمفرده، ويستعمل نفاقه وأساليبه الملتوية للخروج من المنطقة الشعبية التي تربى فيها ويصعد حتى يصل إلى القمة حيث طبقة {الكريمة}، حسب تعبيره، ويبذل قصارى جهده ليصبح أحد أفرادها.

يوضح عبد الحميد أن هذه النوعية من القصص التي تبين التناقض بين شخصيتين في الطموح والأساليب المستخدمة في تحقيقه، تمثل عنصر جذب للمشاهد؛ ذلك أن القصة مليئة بالأحداث والمواقف التي يواجهها المواطن المصري البسيط في حياته، فتجعله يتّحد معها متجاوزاً أزماته.

بدوره يشير مؤلف {الحكر} طارق بركات إلى أن المسلسل يعرض قصصاً كثيرة الرابط بينها هو شخصية عبادة (فتحي عبد الوهاب)، شاب لديه طموح في أن يكون مثل الأفراد من الطبقات العليا الذين يقابلهم من خلال مهنته كعامل توصيل مجاني، وهذا يرضيه نفسياً لأنه يرى حلمه فيهم ويتابع كيف يعيشون، لدرجة أنه يصعد فوق سطوح منزله ليرى المباني والعقارات المحيطة به ويقفز عليها وكأنه يمتلكها حتى أطلق عليه أصدقاؤه {سطوحي}.

يضيف أن العمل لا يعرض رحلة صعود مواطن ولكن يبين الحلم الطبقي الذي يشغل باله باستمرار ويدفعه إلى الارتباط بفتاة تسكن في {المنيل} التي تعتبر منطقة راقية بالنسبة إليه، ويستمر في سعيه نحو حلمه حتى تقع له حادثة تقلب حياته رأسا على عقب.

يؤكد بركات أن هذه الفكرة موجودة في الدراما في العالم ولكنها محبوبة في مصر تحديداً لازدياد طبقة الكادحين الذين يعانون ظروفاً اقتصادية ضعيفة، ويشعرون بأنهم مقهورون في هذا المجتمع، ومشاهدتهم لرحلة صعود بطل تساعدهم في التنفيس عن رغباتهم.

يوضح أن ثمة نجوماً يطلبون من المؤلفين كتابة قصص صعود لهم من {صعلوك} إلى {ملك ملوك} لأنها تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة من الجمهور، مدللا على حديثه باعتلاء عادل إمام قمة الإيرادات من خلال أفلامه التي اعتمد مؤلفوها على فكرة الصعود، واعتباره {الشاطر حسن} أو الحرفوش الذي ينتقل إلى حياة الكبار لينتقم منهم أو ليصبح مثلهم؛ فهذه الأعمال تشبع الهوس الطبقي لدى المشاهد المصري.

محاكاة الأحلام

يقول الناقد نادر عدلي إن فكرة الصعود إحدى أفضل الأفكار في الدراما والسينما المصرية والعالمية لأنها تداعب أحلام المشاهدين من خلال الانتقال من عالم إلى عالم آخر، ونجاحها مضمون إذا كانت حبكتها مُحكمة عبر ظروف مناسبة وغير ملفقة، مثل مسلسل {لن أعيش في جلباب أبي} الذي حقق نجاحاً خلال عرضه.

يضيف عدلي أن جماهيرية النجم، بطل العمل، أحد العوامل المؤثرة على نجاحه، كذلك اختلاف بيئته التي ينشأ فيها، فتارة تكون شعبية وأخرى عشوائية، وقد يكون مضطهداً من أسرته فيعيش بمفرده أو يطمح في الصعود إلى أعلى، أو ربما يسافر خارج البلاد.