اتهم الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان بالكذب في كل ما يتعلق بالازمة السورية منذ بدايتها، وذلك في تصريحات لقناة تلفزيونية وصحيفة تركيتين، بحسب ما أوردت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيسبوك» أمس.

Ad

ويقول الاسد بحسب مقطع فيديو صغير نشر على الصفحة «اردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الازمة في سورية». وفي مقطع آخر من المقابلة، يقول الاسد ايضا ان «موقف رجال الدين ومنهم الدكتور (محمد سعيد رمضان) البوطي كان اساسيا في افشال... المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية لذلك اغتالوا الدكتور البوطي (...) واغتالوا عددا من رجال الدين سابقا».

وأوضحت الصفحة ان المقابلة ستبث كاملة عبر القناة التركية الجمعة. ويتضمن الشريط صورا للأسد وهو يخرج من باب عريض الى رواق حيث كان ينتظره صحافيون، فيسلم عليهم ويدخل معهم الى قاعة استقبال حيث جلسوا يتحادثون. وجاءت هذه المقابلة بمثابة تكذيب لشائعة مقتل الأسد على يد حارسه الإيراني والتي اضطر النظام إلى نفيها بطريقة شبه رسمية على لسان مصدر رسمي.

غارات

الى ذلك، قصف الطيران الحربي السوري أمس مناطق عديدة في شمال وشرق ووسط البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد «تجدد القصف بالطيران الحربي من القوات النظامية على مدينة الرقة» (شمال) حيث «سجلت غارات عدة» منذ الصباح.

في غضون ذلك، افاد المرصد ان الطيران الحربي قصف محيط قرية آبل وقرية الحصن في ريف محافظة حمص (وسط) التي تشهد اشتباكات ايضا في بلدة جوسية القريبة من الحدود اللبنانية.

في محيط دمشق، قال المرصد ان «الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات جوية على بلدة الذيابية»، اضافة الى غارة على بلدة المليحة.

وبحسب المرصد، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مناطق عدة في محيط العاصمة، ابرزها مدينة داريا (جنوب غرب) التي يحاول النظام منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها.

وافاد مصدر عسكري سوري وكالة «فرانس برس» أن القوات النظامية «بسطت الأمن في مقام السيدة سكينة ومحيطه» في المدينة. وعلى اطراف دمشق، تعرض حيا القابون (شمال) وجوبر (شرق)، لقصف من القوات النظامية.

فابيوس

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان فرنسا لم تحسم بعد موقفها بشأن رفع الحظر على ارسال أسلحة الى سورية، مؤكدا أنه يجب تحديد ما اذا كان من الممكن ان نثق بالمعارضة السورية.

وقال فابيوس رداً على سؤال عن الموقف الذي يمكن ان تتخذه فرنسا خلال مراجعة الحظر الاوروبي المفروض على الأسلحة: «علينا ان نعطي ردا في نهاية مايو. حتى ذلك الوقت لا استطيع ان اقول اليوم نعم أو لا». واضاف «لن نسلم اسلحة اذا كانت هذه الأسلحة ستذهب الى متطرفي المعارضة».

وسعت باريس في الاسابيع الاخيرة من اجل رفع هذا الحظر. وقال فابيوس «يجب القيام بعمل دقيق جدا لنعرف من نواجه». وأضاف «عقدنا الاسبوع الماضي اجتماعا في لندن وطلبنا حضور معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف الوطني السوري) وغسان هيتو (رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية) وسليم إدريس (رئيس هيئة الاركان للجيش السوري الحر)».

 وقال فابيوس «سيكون هؤلاء المحاورون امامنا حتى نشكل فكرة عما اذا كان بوسعنا الثقة وما اذا كان يمكننا ايجاد حل سياسي»، مؤكدا بذلك شكوك العواصم الغربية في المعارضة السورية المنقسمة وغير المنظمة بشكل جيد. وأضاف «اذا استمرت الامور كما هي اليوم، فستنفجر سورية ما بين قوس ايراني سوري من جهة، والمتطرفين السنة من القاعدة من جهة اخرى. وان اردنا تفادي ذلك، يجب التوصل الى حل يقوم على عملية انتقال سياسية بين اشخاص عقلاء في المعارضة وبعض عناصر النظام لكن ليس بشار الاسد».

 (دمشق، باريس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)