في محاولاتهم طمس الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى يردد الصهاينة دوماً سؤالا حول كيفية نزول سورة في القرآن تؤكد الإسراء بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رغم أن الأقصى لم يتم بناؤه إلا بعد وفاة النبي بمئة عام، وهم بهذا يدللون على عدم أحقية المسلمين في القدس.

Ad

يقول د. أحمد طه ريان العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: الأقصى هو ثاني مسجد بني على الأرض عندما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض، والمسجد الحرام بني قبله بأربعين عاماً كما جاء في حديث مسلم عن أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) قال: «قلت: يا رسول الله أي مسجد وُضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام». قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى». قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد»، ولهذا فتسمية ذلك المكان بالمسجد الأقصى في القرآن الكريم تسمية قرآنية اعتبر فيها ما كان عليه من قبل، لأن حكم المسجدية لا ينقطع عن أرض المسجد، فالتسمية باعتبار ما كان، وهي إشارة خفية إلى أنه سيكون مسجداً بأكمل حقيقة المساجد، وقد حدث الإسراء والمعراج بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وكان المكان مازال خالياً من أي بناء، إلا أنه محاط بسور فيه أبواب داخله ساحات واسعة هي المقصودة بالمسجد الأقصى، وعندما حدثت حادثة الإسراء لم يكن في هذا المكان بناء معروف بالمسجد الأقصى، إنما كان المكان الموجود بين أسوار الحرم الشريف بالقدس مكاناً مخصصاً لعبادة الله سبحانه وتعالى، والمسجد هو كل مكان يسجد فيه لله سبحانه وتعالى، والأمم السابقة اتخذوه أيضاً مسجداً لله، بدليل قوله سبحانه وتعالى: «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ» (آل عمران: 43).