«اجتياز الأزمة» لرزفان صادق زاده... نظرة الانتظار

نشر في 25-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 25-07-2013 | 00:02
تقدم غاليري difc في دبي معرض {اجتياز الأزمة}، يتضمن لوحات زيتية للفنان الإيراني رزفان صادق زاده من 10 سبتمبر إلى 15 أكتوبر.
تتناول أعمال زرفان صادق زاده الجديدة بشكل مباشر مشاعر القلق، الأمل، والخوف والتأمل والانتظار. حيث تقف أجساد أنثوية مجهولة إلى جانب حجارة وصخور كبيرة وضخمة، فتبدو متضائلة في أغلب الأحيان مقابل هذه التكوينات المتراصة والصلبة، هو اجتماع الأنوثة الرقيقة مع صلابة الحجارة الملساء والتي تحمل أكثر من معنى وحوار بين النظرات والأشياء، حوار ربما يحمل أسراراً أكثر مما يقول كلمات، أو هو رحلة الأمل في الأشياء سواء الشمعة أو القمر أو ما وراء الباب.

والحجارة تظهر بشكل متكرر في جميع لوحات صادق زاده، فهي لا تستخدم كمجرد عناصر هامشية في لوحة تقليدية للحياة الساكنة والهادئة والرائقة أو كدعائم خلفية في منظر طبيعي أو لوني، بل ككائنات حية تملك حياة وطاقة وحيوية خاصة بها، فتتصدر المشهد لتتم دراستها عن قرب، بل هي متن المشهد الذي من خلاله يمكن تأويل الأشياء الأخرى ومعرفة دلالاتها ومعانيها وغاية الفنان منها.

إلى جانب هذه الحجارة أشكال أخرى متكررة كالحراب، الشموع، الأبواب، الكراسي، القمر في مراحله المختلفة (هلال، بدر، محاق)، وغالباً الأشجار... جميعها عناصر متواترة الوجود في مفردات رزفان صادق زاده التصويرية وتبدو أشبه بالأحلام الهادئة غير الكابوسية أو هي أحجار مؤنسنة عالقة في أفق وتحام حولها النظرات والتأملات. وقد علق الفنان على ذلك بقوله: {صادفت هذه العناصر في شوارع المدينة التي أعيش فيها، وقد وجدت طريقها تدريجاً إلى داخل أعمالي فهي قيمة بالنسبة إلي لأنها تحمل مفاهيم متتناقضة في ثناياها}.

وهذا العنصر بمعناه المزدوج مهم بالنسبة إلى صادق زاده، فهو يمنح الجمهور حرية الفهم والتفسير وتأويل معاني اللوحات ونظرات شخوصها ولحظات انتظارهم. والفنان بإبداع لافت يجرد شخوصه من شوائب المدينة وتلوثها، كأنه يرسم ليس المدينة بل عمق الريف، ألوانه الحيوية تجعلنا ننسى الضجيج والصخب والأصوات المنبعثة من تناقض الأشياء، هو يساهم في إعادتنا إلى لحظة الرواق.

متفرجات

النساء ضمن تركيبة أعمال صادق زاده يبقين ظهورهن مواجهة للجمهور، آخذات دور المتفرجات جنباً إلى جنب مع المشاهد، مع عدم إظهار وجوه فردية أبداً، وجميعهن يظهرن في كثير من الأحيان معاً ككتلة من الشخصيات المتفرجة والمتأملة، والفنان بذلك يعرضهن بطريقة جماعية لا فردية. هذه الشخصيات التي ترتدي ثياباً نابضة بالحياة والروح غالباً ما تبدو وكأنها تنتظر شيئاً ما أو شخصاً ما خارج إطار اللوحة، جاعلة العمل مفعماً بسكون متوتر وشعور ملموس في السرد الذي يوشك أن يتكشف.

أمور كثيرة تجذب الزائر إلى أعمال صادق زاده، لعل ابرزها قربها من الفن الشعبي والتراثي ووضوحها، وما تحمله من تعابير لونية وبصرية سواء في ثياب شخوصه أو كائناته العابقة بالإنسانية.

ولد رزفان صادق زادة في إيران عام 1964، ويعمل راهناً في طهران. تتضمن معارضه الفردية المختارة غاليري ماه، طهران (2007)، غاليري غولستان- طهران (2004)، غاليري أزار- طهران (2001)، غاليري آريان- طهران (1997)، غاليري 7 سامار- طهران (1996)، غاليري غولستان- طهران (1996)، وغاليري كاندلوس- طهران (1994).

back to top