"لا تغير السلطة مصائر الرجال فقط، بل أفكارهم أيضا"... ربما تشرح هذه الحكمة ببساطة التحول المدهش الذي أصاب الوجه الإخواني المألوف لدى المعارضة المصرية، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة د. محمد البلتاجي، الذي يقف كثيرون أمامه الآن مذهولين مما آل إليه الرجل، فصديق الجميع صار يهاجم الجميع، ويجهز عليهم، ولم ينج من يده أحد حتى من نادوا بحق جماعته في ممارسة العمل السياسي، وقتما كانت محظورة
في سجون النظام السابق.محمد محمد إبراهيم البلتاجي، عضو مجلس الشعب المصري المنحل، ولد عام 1963 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وبحسب موسوعة "الإخوان المسلمين" على الإنترنت فإن البلتاجي يحمل "فكراً مسالماً إصلاحياً نهضوياً تربوياً".ارتبط اسمه بقضايا جماهيرية عديدة، منها رغيف الخبز، قانون المرور، قانون الضرائب العقارية، ارتفاع الأسعار، ويرى كثيرون أنه أصبح يجيد مؤخرا الإمساك بالعصا من المنتصف، فأزمات عاصفة مرت بها الجماعة والحزب، بعد الثورة، لم يكن للبلتاجي دور أو موقف واضح وحاسم فيها.المفاجأة أن اسم البلتاجي تكرر في قضايا تخص الهجوم على متظاهرين في موقعة الجمل، فبراير من العام الماضي، وأكد ذلك سجاله مع أخطر متهم في مصر صبري نخنوخ، لكنه عاد ليشارك في الهجوم العنيف على معارضي الدستور وجبهة الإنقاذ، بينما تداول البعض اسمه بوصفه واحداً من القيادات الإخوانية التي لعبت دوراً في الهجوم الإخواني على معتصمين سلميين، أمام القصر الرئاسي، خلال الأحداث التي عرفت باسم "مجزرة الاتحادية".
دوليات
البلتاجي... الإصلاحي «ضد الجميع»
30-12-2012