تحقيق برلماني: الكتل الجديدة... اختلاف في الأسماء وتشابه في المضمون
أثارت تساؤلات حول أهدافها وقدرتها على العمل في ظل تشابه مكوناتها وتوجهاتها
"المستقلون" و"المستقبل" و"المحافظون"... ثلاث كتل برلمانية ولدت في المجلس الحالي، الذي انتخب وفق مرسوم الصوت الواحد، اثارت التساؤلات حول اهدافها ونشاطاتها واعمالها، وقدرتها على العمل في ظل تشابه مكوناتها وتوجهاتها. هذه الكتل التي التأم اغلبها بشكل مفاجئ تشابهت في المضمون واختلفت فقط في الاسماء، اذ ان عنوان عملها واحد تقريبا وهدفها متشابه الى حد ما هو توحيد الجهود، والتنسيق المنظم في استخدام الادوات النيابية المختلفة، وفي التعامل مع القضايا التي يفرضها الواقع على أجندة مجلس الأمة. فما تأثير هذه الكتل في واقع عمل المجلس؟ وما وجه الاختلاف عن الكتل البرلمانية السابقة التي شكلت عناوين عمل المجالس البرلمانية المختلفة مثل "العمل الوطني" و"الشعبي" و"التنمية والاصلاح"؟أطياف المجتمعما يراه المراقبون مأخذا على كتل المجلس الحالي، يراه أعضاؤه ميزة له، فيقول عضو كتلة المستقبل البرلمانية النائب صالح عاشور لـ "الجريدة" "كتلتنا تضم كل أطياف المجتمع الكويتي فتجد بها السني والشيعي والقبلي والحضري، وهو ما كانت الكتل البرلمانية تفتقده في المجالس السابقة، اذ كانت الكتلة تضم نوابا ذات توجه معين فقط، ولا تسمح بدخول اعضاء يخالفون هذا التوجه الذي شكلت على أساسه، فضلا عن ان كتلتنا تضم تخصصات متنوعة، فتجد بها المحامي والمهندس والطيار والسياسي والوزير السابق"، متمنيا ان تكون اضافة جديدة لمجلس الأمة، لاسيما انها جاءت في ظروف استثنائية.الاختبار الأول أما زميله في كتلة المستقبل النائب خليل الصالح، فيرى انه لا يوجد اية قيود للعضو في أخذ أي قرار، سواء كان داخل الكتلة أو خارجها، والكتلة هي كتلة تنسيقية تنظيمية، تلتئم من اجل مصلحة مشتركة، وعليها ان تثبت قدرتها في تحقيق الأهداف التي التأمت من أجلها.كتلة المستقلون نجحت في الاختبار الاول من خلال رفض كل اعضائها بدون استثناء طلب الحكومة تأجيل مناقشة استجوابي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، واستجواب وزير المواصلات سالم الأذينة، لتدخل الاختبار الثاني في جلسة 5 مارس، المدرج على جدول اعمالها استجوابا وزيري المالية مصطفى الشمالي والنفط هاني حسين، وتحرص حسب عضوها الصالح على الاستمرار في ان يكون موقفها موحدا من هذين الاستجوابين.ويؤكد الصالح ان القادم من الايام سيثبت ان لهذه الكتل البرلمانية ثقلها ووزنها في عملية توجيه القرارات، مشيرا الى ان الكتلة ستلتئم بعد اجازة الاعياد الوطنية لاستعادة نشاطها، وستعد الاسبوعين القادمين مطبخا للعمليات وللاولويات حتى نتمكن من تحقيق الانجازات، مؤكدا ان الرغبة التي جعلت الاعضاء يلتقون في هذه الكتلة هي رغبة واحدة تتمثل في تحقيق التنمية لبلدنا.ويشدد الصالح على ان ما يميز كتلتهم احتواؤها على كافة العناصر، فكان يحرص على عدم دخول كتلة ذات صبغة دينية واحدة، "واعتقد اننا نجحنا في الجمع بكتلتنا بين مكونات المجتمع والخبرات"، مبديا تفاؤله بالمرحلة المقبلة، لاسيما ان الكتلة وضعت قواعد خاصة بتقديم الاستجوابات والتعامل معها، ونحن للحين في مرحلة التعريف السياسي، وسيكون لنا ثبات في الموقف ونتميز بالتماسك، ولا نسمح بعودة نظرية المجالس السابقة الخاصة "بصوت معك امس... فصوت معي اليوم".كتلة «المستقلون»ويلعب اسم الكتلة دورا كبيرا في الاشارة الى هويتها وتوجهها، وهو ما جعل "الجريدة" تسأل عضو كتلة "المستقلون" البرلمانية النائب طاهر الفيلكاوي عن سبب اختيار هذا الاسم على وجه الخصوص، فبين انه اختير "تعبيرا عن ان كل عضو من اعضائها مستقل لا ينتمي الى اي تيار خارج المجلس، ولا يسيطر عليه أحد من خارجه".وعما يميز الكتل البرلمانية في المجلس الحالي عن كتل المجالس السابقة، يقول الفيلكاوي لـ "الجريدة" ان "كتلتنا على سبيل المثال ليس لها اي توجه ليبرالي او اسلامي او طائفي، وانما هي كتلة مستقلة لها فكر مفتوح، ولقد عرضنا على نواب شيعة الانضمام لها، حتى تكون الكتلة بها كافة مكونات المجتمع، الا ان البعض ما زال في طور التفكير، والبعض الاخر انضم الى كتل برلمانية أخرى".ويبين الفيلكاوي ان الكتلة تحرص على ان تكون تصويتاتها متضامنة في اغلب المواقف، خاصة الاستجوابات، مشيرا الى ان الكتلة ليست مع مناقشة اي استجواب في دور الانعقاد الحالي، الا في حالات الضرورة التي لا تحتمل التأخير، وعليه يكون موقفها بالتصويت موافقة على طلب الحكومة بتأجيل مناقشة الاستجوابات الى دور الانعقاد المقبل، حتى لا تؤثر مناقشتها على جدول الاولويات الذي اقره مجلس الأمة، والموزع على جلسات الدور، منوها بأن المجلس الحالي لم يصوت على الغاء اي استجواب كما حدث سابقا، وانما تصويتنا يكون على تأجيل المناقشة.