بينما بدت تونس أمس مشلولة بسبب إضراب عام دعت إليه أكبر نقابة في البلاد احتجاجاً على اغتيال النائب اليساري المعارض محمد البراهمي أمس الأول، اتهم وزير الداخلية لطفي بن جدو السلفي المتطرف بوبكر حكيم بالتورط في عملية الاغتيال، وسط مخاوف من تجدد أعمال العنف في البلاد.

Ad

وقال بن جدو إن "البراهمي قتل بنفس قطعة السلاح التي قتل بها السياسي شكري بلعيد قبل ستة أشهر، وهي سلاح أتوماتيكي من عيار ٩ ملليمتر"، مضيفاً أن "المتهم الرئيسي في قتل بلعيد والبراهمي هو سلفي متشدد يدعى بوبكر الحكيم، وهو من تلاحقه السلطات لتهريبه أسلحة من ليبيا أيضاً"‭‭.‬‬

وبينما أعلنت الرئاسة التونسية أمس، يوم حداد وطني بمناسبة تشييع البراهمي، أغلقت المتاجر والبنوك أبوابها، كما ألغيت كل الرحلات الجوية من البلاد وإليها طوال اليوم، استجابة للإضراب الذي دعا إليه "الاتحاد العام للشغل".

واحتشد التونسيون في الشوارع رافضين الإرهاب والاغتيالات غداة يوم طويل من المواجهات بين المتظاهرين ورجال الشرطة عقب الإعلان عن مقتل البراهمي.

وفي المقابل، خرج أنصار حركة "النهضة" بعد صلاة الجمعة لمساندة الحكومة التي رفضت "الابتزاز والإضراب"، مشددين على ضرورة أن يأخذ القانون مجراه بعيداً عن التكسب السياسي لمصلحة أي فصيل على حساب الائتلاف الحاكم.

وكان البراهمي ينتمي لحزب "الحركة الشعبية" القومي العربي العلماني، الذي قتل زعيمه السابق شكري بلعيد بطريقة مماثلة في السادس من فبراير الماضي، وهو ما أثار أسوأ أعمال عنف في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.

وكان البراهمي (58 عاماً)، الذي أعلنت عائلته أن جثمانه سيشيع اليوم، وسيدفن قرب قبر شكري بلعيد، من منتقدي الائتلاف الحاكم بزعامة "النهضة"، وعضواً بالمجلس الوطني التأسيسي المعني بوضع مسودة دستور جديد.

(تونس- أ ف ب، رويترز)