د. أسامة حفني: الصيام لا يساعد على خسارة الوزن

يعتقد البعض أن الصيام يساعد على فقدان الوزن، ما صحة ذلك؟

تقول الحقيقة العلمية عكس ذلك، لأن البقاء فترة طويلة من دون طعام أو شراب يجعل الجهاز الهضمي يعمل بأقل طاقة، فيخسر الجسم نحو ثلث السعرات الحرارية التي كان يتوجب حرقها. والتنحيف السليم يعتمد على تناول كميات زائدة من الماء وهو ما يقل في رمضان، الأمر الذي يقلل أيضاً من عمليات حرق الدهون وبالتالي تكون نسبة فقدان الوزن أقل بكثير.

هل معنى ذلك أن الصيام يزيد الوزن؟

لا، ولكن شهر رمضان بمثابة فرصة لتنظيم الطعام ومواعيده، ما يساعد على خسارة الوزن، خصوصاً أن مشكلة البدانة ترجع بالأساس إلى عدم تنظيم مواعيد الطعام.

كيف يمكن تجنب البدانة خلال شهر رمضان؟

المأكولات المتعددة والأصناف المتنوعة التي يحرص على تناولها الصائمون تحتوي على كثير من السعرات الحرارية، بل إن غالبيتها مليئة بالدهون، لذا ينصح دائماً بالاعتدال في تناول مثل هذه الأصناف عالية السعرات واستهلاكها مرة أو مرتين فقط خلال الشهر الكريم، وأن يكون الطعام مطهواً باستخدام الزيوت النباتية، خصوصاً زيت الزيتون لما له من فائدة صحية.

ما هي الأطعمة التي ينصح بالتقليل منها؟

تقليل منتجات الألبان مثل الزبدة والقشدة واللبن الحليب الكامل الدسم والجبن الدسم عموماً، ويمكن استبدال ذلك بالجبن القريش والأجبان والألبان خالية أو قليلة الدسم. بالنسبة إلى اللحوم فيمكن التقليل من الدسمة منها مثل لحم الضان، أو إزالة أي دهون وجلد الدجاج.

ما هي المأكولات التي تنصح بتجنبها؟

المقليات والمقرمشات والحلويات ذات المحتوى الدهني والسكري العالي والمشروبات الغازية.

يفرط البعض في تناول المكسرات والحلويات في رمضان، ما الكمية المناسبة؟

يجب ألا يزيد ما نتناوله من هذه المأكولات على عشر حبات في اليوم وتجنب اللب بأنواعه، مع تناول صنف واحد من الحلويات الرمضانية وألا تزيد على قطعة بحجم علبة الكبريت الصغيرة.

هل ثمة أشخاص يحتاجون إلى جرعات زائدة من الطعام على مائدة الإفطار؟

بالطبع. يحتاج المراهقون وأصحاب النشاط الزائد والمهن اليدوية الشاقة من البالغين إلى كميات إضافية من المجموعات الغذائية المختلفة، كذلك النساء الحوامل والمرضعات، إضافة إلى الذين يرغبون في زيادة أوزانهم. هؤلاء يجب تصميم برامجهم الغذائية كي يتناولوا قسطاً زائداً من بعض المجموعات الغذائية.

يعاني البعض من رغبة في الإكثار من الطعام، كيف يتغلب على ذلك؟

يمكن تقسيم الطعام إلى خمس أو ست وجبات صغيرة بدلا من وجبة واحدة كبيرة أو ثلاث وجبات متوسطة، مع التقليل من الحلويات والأطعمة ذات المؤشر السكري العالي، لأن هذه النوعية من الطعام تجعل الجسم يرغب في تناول الطعام بشكل دائم لأنها تسبب رفع مستوى السكر في الدم بشكل سريع. بالتالي، ينخفض مستوى السكر أيضاً نتيجة إفراز الأنسولين، ما يؤدي إلى اضطراب يزيد من الرغبة المستمرة في تناول الطعام.

من العادات الرمضانية الإكثار من تناول اللحوم، فما أضرار ذلك؟

اللحوم من أغنى الأطعمة بالبروتينات الضرورية، لكن الإكثار منها له مضار عدة من بينها زيادة معدلات حمض اليوريا في الدم والبدانة، لأن اللحوم تحتوي على دهون وكل غرام دهن يمدنا بتسع سعرات حرارية إضافية. فلاعتدال في تناول اللحوم مطلوب، وأيضاً التنوع في مصادر البروتين مطلوب بين المصادر النباتية والحيوانية لتقليل معدلات الكولسترول الضار في الدم.

ما الكميات المناسبة التي تنصح بتناولها من البروتينات؟

الحد الأدنى الذي يجب تناوله كل يوم من اللحوم، ومن بينها الكبد والكلاوي والدواجن والأسماك، من 65 إلى 90 غراماً، وهو ما يتوافر أيضاً في بيضتين، أو كوب من البقول المطبوخة مثل الفول، الحمص والعدس، أو 4 ملاعق كبيرة من زبدة الفول السوداني.

هل يمكن إجراء حمية غذائية خلال شهر الصوم؟

بالتأكيد. شهر رمضان فرصة عظيمة لتنظيم الطعام وتقليل الوزن، ولممارسة النشاط الحركي ويمكن استغلاله للخروج بوزن أقل وصحة أفضل.

ما هي مواصفات الحمية المناسبة؟

تعتمد الحمية المناسبة على الأنظمة الغذائية قليلة السعرات ويجب ألا تقل السعرات الحرارية في اليوم عن 1500 سعرة في اليوم، وينبغي أن يكون الطعام متنوعاً ويحتوي على الخضراوات الطازجة والمطبوخة والفواكه الطازجة والكربوهيدرات قليلة أو متوسطة المؤشر السكري، مع تنوع مصادر البروتينات وتناول كمية الماء لا تقل عن ثلاثة ليترات.

ما هي نصائحك لمرضى القلب الذين يتبعون حمية للتخلص من البدانة؟

المشي كل يوم أكثر من 30 دقيقة، وتناول الأطعمة الخالية من الكولسترول، وتقليل اللحوم والإكثار من الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3، مثل الأسماك الزيتية كالسردين والتونا والماكريل.

ماذا عن مرضى السكري، هل يمكنهم اتباع حمية؟

بالطبع، الحمية الغذائية جزء مهم من منظومة علاج مرضى السكري، وهم يحتاجون إلى عناية فائقة لضبط المحتوى الحراري وإلى متابعة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم كي لا يتعرضوا إلى أية أضرار صحية.