واشنطن: «مهاجم البحرية» مجند سابق تردد على معبد بوذي

نشر في 18-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 18-09-2013 | 00:01
No Image Caption
• القتلى إلى 13 وأوباما ينكس الأعلام • «إف بي آي» يبحث عن خمسيني • هيغل: يوم مأساوي للجيش
في نهاية يوم عصيب عاشته العاصمة الأميركية وسط فوضى وهلع، أردت القوات الخاصة منفذ الهجوم على مبنى البحرية قتيلاً بعد تمكنه من قتل نحو 12 شخصاً، في هجوم اعتبره الرئيس باراك أوباما «عنفاً لا يمكن تصوره»، وأمر بتنكيس الأعلام ثلاثة أيام حداداً على أرواح الضحايا.

تمكن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) من تحديد هوية منفذ الهجوم المسلح على مقر البحرية في واشنطن أمس الأول، والذي ارتفع عدد ضحاياه إلى 13 قتيلاً، مبيناً أنه متعهد (مجند) سابق بالبحرية الأميركية اسمه آرون أليكسس أسود من فورت ورث، بولاية تكساس وكان دائم التردد على معبد بوذي.

وجرت الأحداث في الساعة 8,20 بالتوقيت المحلي (12,20 ت غ) الاثنين في مقر قيادة الأنظمة البحرية لسلاح البحرية الأميركية في القسم «ت» الذي يعاد بناؤه في نيفي يارد بجنوب شرق المدينة.

وقالت مسؤولة الـ»إف بي آي» المكلفة بالتحقيق فاليري بارلاف، إن دوافع مطلق النار، الذي قتلته قوات الأمن، لاتزال غير معروفة «وليس هناك أي سبب في هذه المرحلة يدفع إلى الاعتقاد بأنه عمل إرهابي»، مشيرة إلى أن شرطة واشنطن واثقة من أن شخصاً واحداً متورطاً في الحادثة، لذلك رفعت أمراً كانت أصدرته إلى سكان المنطقة بملازمة منازلهم.

ومساء الاثنين كشفت شركة «هيوليت-باكارد» أن أليكسس كان يعمل خبير معلوماتية لدى شركة تابعة لها مكلفة تحديث الانترنت لدى البحرية الأميركية ومشاة البحرية «المارينز».

وبحسب البحرية الأميركية فإن آرون ألكسس خدم في البحرية بين 2007 و2011 وحصلت معه «سلسلة حوادث مرتبطة بسلوكه» أثناء هذه الخدمة، كما قال مسؤول عسكري رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس».

خمسيني متواطئ

 

وكانت السلطات حاولت طوال النهار التحقق مما إذا كان منفذ الهجوم حظي بدعم شخص آخر متواطئ معه وهو أسود يبلغ طوله 1,75 متر في الخمسينيات من العمر كان يرتدي بزة خضراء وتم التعرف إليه عبر شريط فيديو. وهناك شخص ثالث أبيض كان موضع بحث في بادئ الأمر ثم تبين أن لا علاقة له بالأمر.

وقال عمدة واشنطن فينسيت غراي، إنه رغم أن مكتب التحقيقات الفدرالية واثق من عدم وجود مشتبه بهم آخرين، «سنستمر بالبحث عن معلومات حول الدافع» وراء الهجوم، مؤكداً انه «ليس لدينا أي سبب في الوقت الحالي للاشتباه في أنه عمل إرهابي». وإطلاق النار هذا في وسط العاصمة الفدرالية يعتبر الحادث الأخطر ضد منشأة عسكرية أميركية منذ قتل 13 عسكرياً في قاعدة فورت هود في تكساس عام 2009.

وروت باتريسيا وارد الموظفة في المبنى رقم 197 من المجمع الذي يعمل فيه ثلاثة آلاف شخص تفاصيل مروعة عن الحادث بقولها: «كنت أتناول الفطور في مقهى بالطابق الأول وسمعت ثلاث طلقات نارية متتالية، وبعد ثلاث ثوان ثلاثاً أخرى. في الإجمال أطلقت سبع طلقات نارية. بدأنا نركض».

وقالت تيري درهام، التي تعمل أيضاً في المبنى 197: «شاهدت مطلق النار كان طويل القامة وأسود وكان يحمل بندقية»، مضيفة أنه «فور سماعنا إطلاق النار ظهر في الممر، فصوب علينا سلاحه وأطلق النار مرتين أو ثلاث مرات. ركضنا نحو المخرج في حين كنا نسمع إطلاق نار في الداخل».

 

إطلاق نار جماعي

 

ومن البيت الأبيض، ندد الرئيس باراك أوباما بعمل «جبان» وعبر عن أسفه لأن البلاد تجد نفسها مجدداً «في مواجهة إطلاق نار جماعي» استهدف هذه المرة عسكريين ومدنيين يوظفهم الجيش.

وأضاف الرئيس الأميركي، الذي أمر بتنكيس الأعلام حتى مساء الجمعة، «إنهم يعرفون خطر الانتشار في الخارج لكنهم واجهوا اليوم عنفاً يتعذر تصوره، لم يكونوا يتوقعون مواجهته هنا».

وأكد أوباما أن «هؤلاء هم رجال ونساء كانوا في طريقهم للعمل، حيث يقومون بأداء عملهم لحمايتنا جميعاً. إنهم وطنيون، وإنهم يدركون خطورة الخدمة في الخارج لكنهم اليوم واجهوا عنفا لا يمكن تصوره لم يتوقعوا التعرض له هنا في بلدهم».

ودعا الرئيس إلى إجراء تحقيق «متواصل» بشأن الحادثة من قبل السلطات المحلية والاتحادية، متعهداً بـ»الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا الذين تعرضوا للأذى».

 

مسؤولية الكونغرس 

 

وبينما تحدث وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن «يوم مأساوي» للجيش ولكل البلاد، دفع حادث إطلاق النار برلمانيين أميركيين مؤيدين لتعزيز قوانين بيع الأسلحة النارية إلى التعبير عن غضبهم. وقالت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية ديان فينشتين: «يجب أن يتوقف الكونغرس عن التنصل من مسؤولياته وأن يواصل نقاشاً معمقاً حول العنف الناتج عن الأسلحة النارية في هذا البلد».

وعبرت الرئاسة الفرنسية عن «تضامن فرنسا الكامل» مع الولايات المتحدة.

وفي عام 2009 فتح الطبيب النفسي في الجيش الأميركي الميجور نضال حسن النار على عسكريين في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس مما أدى إلى مقتل 13 شخصاً. واستلهم حسن مواقفه من تنظيم «القاعدة» وحكم عليه بالإعدام في أواخر أغسطس.

(واشنطن- أ ف ب،

يو بي آي، كونا)

back to top