كان يمكن «أخونة» كل المصريين

نشر في 07-07-2013
آخر تحديث 07-07-2013 | 00:01
لا يكفي لأي فصيل سياسي اليوم أن يكتسح صناديق الاقتراع ويجلس مستريحاً، فالاختبار الحقيقي في التعامل مع متطلبات الناس وحاجاتهم واحترام توجهاتهم. ويجب على "الإخوان المسلمين" وغيرها من التيارات الدينية أن تقتنع أنها لا تمثل الإسلام، ولا تظن أنها تنطق عن الله بالإنابة على الأرض، فذلك خطأ جسيم، وما النموذج التركي عنا ببعيد.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

أسأل وزير التربية والتعليم بعد إقصاء المسؤولين في وزارته على إثر حادثة الغش... لماذا يغش الطلبة؟

***

في تونس، في مصر، في الكويت... وفي أي بقعة يتمكن فيها التيار الديني ليحكم أو ليشرع يسقط سريعاً في اختيار احترام الآخر الذي هو احترام الحريات.

لم يكن في وسعنا أن ننتظر طويلاً حتى لا يأتي تنظيم "الإخوان" لحكم مصر، وما إن جاؤوا حتى ارتكبوا جملة من الأخطاء القاتلة التي تصب في جلها ناحية الفشل الإداري، وناحية استيعاب الأطياف الأخرى من غير "الإخوان".

أقرانهم في تونس بدأوا التدخل في حياة الناس، ولذلك نسمع اليوم عن "تمرد" التونسية بعد المصرية.

في الكويت -بلدي المنكوب بالمجاملات- حاول الإسلاميون منذ تمكنهم من المجلس التشريعي بداية الثمانينيات تغيير المادة الثانية من الدستور ولم يكلوا حتى اليوم وكأن الموضوع نهاية العالم، بل إن المضحك أنهم استطاعوا إصدار تشريعات مخالفة للدستور باسم الدين دون تعديل تلك المادة مثل قانون "إعدام المسيء"، و"منع الاختلاط" في الجامعة وغيرهما.

هذا التعدي على الحريات العامة ووضع جميع الشرائح الاجتماعية والدينية والفكرية تحت راية واحدة أصبح غير قابل للتطبيق، لأنه مجاف لطبيعة البشر التي تأسست على الاختلاف والتنوع.

في ظني لو أن "إخوان" مصر خدموا جميع المصريين خلال سنة حكمهم لمصر لتحول الشعب المصري بأغلبيته إلى "إخوان"، ولو استثمرت الحركة الإسلامية في الكويت قيم الشريعة الدينية في التسامح وعدم التدخل في حياة الناس اليومية لكان لها اليوم شأن آخر في الشارع.

لا يكفي لأي فصيل سياسي اليوم أن يكتسح صناديق الاقتراع ويجلس مستريحاً، فالاختبار الحقيقي في التعامل مع متطلبات الناس وحاجاتهم واحترام توجهاتهم.

يجب على "الإخوان المسلمين" وغيرها من التيارات الدينية أن تقتنع أنها لا تمثل الإسلام ولا تظن أنها تنطق عن الله بالإنابة على الأرض، فذلك خطأ جسيم، وما النموذج التركي عنا ببعيد.

فمنذ قبول أردوغان بالنظام العلماني رفع من سمعة الحركة الإسلامية التركية قرابة 9 سنوات، لكنه ما إن بدأ يتدخل في سلوك الناس اليومي ويحاول أن ينقض النظام الذي قبل التعامل معه سياسياً حتى جاءته صرخة مدوية من "ساحة تقسيم".

هناك أخطاء جسيمة ارتكبها مرسي في القضاء، والإدارات الحكومية، وعلاقات مصر الخارجية، ووسائل الإعلام، وإقصاء غير المحازبين، فضاع منهم حكم مصر في لمح البصر، وما كان منهم إلا أن يلبوا مطالب الناس المعيشية، وأن يثبتوا للعالم أن الشريعة الإسلامية فضاء رحب يحتوي الجميع، لكنهم فشلوا وجاؤوا بـ"دينهم".                

back to top